لعل الأمور تؤول في كديميس إلى دمار، ويبدو جبر وبينيت من أبطال حرروا ممالك البحر من الاستعباد، إلى رجلين عاجزين تماما أمام هذه الأحداث الكبيرة، حتى أصبحوا بالنسبة للبحارة كشخصين قد بالغا كثيرا بروايتيهما وبطولتهما..
و لن ننسى أن بعض هذه الأحداث سببها امرأة صغيرة في السن ..هي ماري ..
تشتاط روز غضبا كالعادة على داني وجميع الخادمات والحرس وكل من يظهر بوجهها، فقد أرسلت لماري لتنقذها في موقفها الحرج هذا، وبخاصة بعدما اتفق الجميع خارج القصر، والدها والعمدة والبحّارة، وبقيت هي وجنودها قلّة، وتهديدات والدها أصبحت حقيقيّة جدا هذه المرة بالتخلي عن أحلامها أو سيحاصرها ويقاتل جندها، وماري مختفية، مختفية تماما، لا أحد يعلم أين هي ..
إلا جاك الذي لازم البقاء عند بداية الغابة ليراقب ما سيحدث، بينما استضافت عائلة جولي عائلته وعلم الجميع بخلافهما، وتعامل الجميع مع ذلك بأنه سوء تفاهم سيحلّ مع الوقت ..
كان هوجا رجلا قبيحا قاتما، لا يهذّب شعر رأسه ولحيته، لديه تلك الضربات العميقة من السيوف في وجهه، كبير الفم بارز الوجنتين عريض الوجه بحواجب مبعثرة، ممتلأ قصير القامة، تكاد تكون ماري بطولها المعتدل أطول منه، وعند لقائها به وانتباهها لذلك، انحنت لتؤدي التحية وبقيت على حالها..
تعجّب هوجا من شجاعتها للقائه وأعجب بلباقتها ـ التي تتقن تمثيلها متى احتاجت لذلك بالطبع، ليقف عن ذلك العرش الذي سلبه ويتجه إليها، أخذ يدور حولها قليلا ليجيبها :
" وإن رغبت بمزيد من السيطرة فسأحصل عليها، بكِ أو بدونك "
ثم أمسك بشعرها وشدّه من الخلف بقبضة يده ووضع وجهه مقابل وجهها مباشرة ليقول لها :
" تبدين لي قطة ماكرة تقتنص المواقف لمصلحتها الخاصة، قولي كل شيء بوضوح، وإلا لن تخرجي من هذا القصر حيّة، ولو احتميتي بكل هؤلاء اللصوص "
ابتسمت ماري له وأمسكت يده لتحرر شعرها منه بهدوء، لترد عليه :
" لمصلحتنا سويّة .. وسأكون واضحة كما أنا دائما، ثم من يستطيع أن يخفي على هوجا العظيم شيئا ما في نفسه، دون أن يكتشفه "
تركها هوجا ونظر لمرافقيها اللصوص ولأعوانه وأمرهم بالمغادرة، ثم عاد لعرشه بعدما ذهب الجميع ، وقال لها :
" حسنا أيتها الجميلة، قفي وابدأي الحديث من جديد"
وعندها بدأت ماري بسرد أسلوب جديد على هذا القائد الأهوج في غزوه للمدن، لتقنعه أخيرا، بأن عليه أن يحوّل الجميع لخدم طائعين له بدل أن يقتلهم، بأن يجعلهم يسعون سعيا حثيثا ليعملوا في سبيل تحصيل المال الذي سيسلبه منهم بمسميات عدة، ضرائب لحمايتهم، ضرائب على السلع، ضرائب على كل شيء، وشيء آخر عرضته عليه، وهو أن تعطيه نصف أراضي المدينة وممتلكات أخرى دون قتال!
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
خيال (فانتازيا)دائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟
