يتمدد جبر في بيت آريس على ظهر دنوا ، يتذكر وجودها بالمكان ، حركاتها ، غضبها ، ابتساماتها الجميلة ، هدوءها الجميل وكأنها لوحة فنية من الفضة والذهب ، كم جعل غيابها هذه الجزيرة مملة وحزينة ، حتى صدفاتها كففن عن الثرثرة ، وكفت قطّتها عن اللعب ، ودنوا ، أعلم كم هو حزين دون أن يبدي ذلك ..
وفي خضمّ أفكار جبر وتنقله من فكرة لأخرى ، في محاولاته للتخطيط لخطة مناسبة لمواجهة مملكة تشرا وإنقاذ آريس تارة ، وتارة أخرى في التفكير ببينت وما حال الرجل الآن ، وأين هو !؟ ..
توقظه من أفكاره صوت الطبول، بعد أن غابت الشمس بشكل كليّ ، طبول كبيرة في البداية ، صوتها مخيف ، ثم أخذ صوت طبول صغيرة بتزاوج متناسق يندمج مع اللحن ، كانت الأصوات تأتي من جميع الاتجاهات ، لم يدر جبر ما السبب ولكنه شعر بخطر ما ، هل بسبب قتله لأعضاء المجلس المزعومين ، هل هذه الطبول تخصه؟ ، تنذره بقدومهم نحوه؟ ، ولماذا ينتشر صوتها بكافة الاتجاهات!؟، رفع جبر بصره إلى السماء فوجدها مشوبة بحمرة بسيطة لم يعهدها في هذا المكان بخاصة في هذا الليل ، فلا مصدر لهذا الضوء الغريب ..
بينما كانت آريس تقوم بتغيير أسلوبها الرافض للوتش بشكل كامل ، لتشعره بتقبلها له ، حتى يستطيع الوثوق بها ، فلربما استطاعت الهرب من خلاله بطريقة أو بأخرى ، فبوابات مملكة تشرا ودفاعاتها ، أكثر قوة من موزيريس ، اللتي يكفي أن تحطّم سلاسلها، وإن كانت متينة، حتى تتفكك متناثرة في البحر ، وبذلك كان لوتش يعزي هذا التغيير في تقبل آريس له ، بأنه قد نجح في تبديل رأيها فيه بأسلوبه الفريد كما يعتقد ..
وصلت أصوات الطبول لآريس ولوتش ، فقال باستياء :
" أسبوعان على ليلة ظهور القمر المخمور! ، وها قد بدأت مراسم التحذير اللتي أكرهها "
كان لوتش يتحدث ، وآريس تراودها بعض المخاوف عن جبر ، وبخاصة بعد انتشار أخبار عن قتله لأعضاء المجلس المزعومين وعن كشفه لحقيقتهم ، أولئك اللذين كانوا يوما ما سببا كافيا لشعورها بالغربة والضياع ، بحيث أصبح الذعر يلف مدن الحور جميعا ومملكة تشرا على وجه الخصوص ، ولكن ما أثار استغرابها هو عدم نعتها بالخائنة في هذه المملكة! ، فالجميع قد رآى جبر يخرج من قافلتها كما سمعت من الحرس ، والخدم ، وقد انتشر ذلك بين الجميع ! .
فكّرت آريس في محاولة الإطلاع على سجون تشرا ، لعلها تطمئن على عدم وجود جبر فيها ، فطلبت ذلك من لوتش بنوع من الود :
" لوتش ، يقال أن زنزانة واحدة في تشرا تتسع للموزيريسيين جميعا ! ، حتى تملكني الفضول في رؤية زنازينكم وسجونكم ، هل لي بذلك !؟ ، مرة واحدة فقط ؟"
ارتبك لوتش قليلا فهو يعلم أن هذا ممنوع، ولكن عينيها الذهبيتين أجبرتاه على الموافقة ، لن يكون هنالك ضرر في ذلك :
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasiدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟