هدايا التنانين

799 82 18
                                    

« بدأت *جذور القاع الحادة بالفعل بالنمو بوتيرة متسارعة مع اقتراب القمر المخمور بالظهور ، وبدأت بملامسة رسغ يد ملكة البحر لتلتف حوله وتخزه ، فهي تبحث بطبيعتها عن نبض الضحية ، تبحث عن دمائها  .. »

توقف بارتولوميو بعدما كان يقرأ بعض العبارات ويحاول فك رموز الأخرى بما يتذكره ، فقد ترك الجميع المنارة ،واتجهوا لمطعم العم جوسيا تحديدا إلى مكتبته ، أنزل الكتاب وصاح بجوسيا :

" أين تصعد يا رجل؟! ، ماذا لو سقطت؟! ستتحطّم عظامك "

أضاف فيليب لا مباليا ، وهو يقلب بعينه الواحدة عناوين الكتب  :

" دعه ، إنه معتاد على التعلق بالرفوف المرتفعة كالقرود "
ثم رفع صوته عاليا باستفزاز :

" يعتقد بأنه ما زال شابا ! "

لم يسمع جوسيا ما كانا يقولانه فقد وقعت في يديه بعض الكتب ، أخذها ونزل بها عن السلم ، واتجه نحو الطاولة ، ثم التفت لبارتولوميو سائلا :

" قلّي ما اسم ذلك النبات ؟ "

فتح بارتو الكتاب مجددا ، بحث بعينيه ثم قال :

"جذور القاع ، وليس لها أيّة تفصيل هنا "

" وأخشى أن لا أجد أنا أيضا تفسيرا لها من بين هذه الكتب ، ولكنّي سأبحث على أيّة حال ، وأنت أتمّ ترجمة باقي النصوص "

تمتم فيليب بينه وبين نفسه :

" هه ، ذلك العجوز ! ، وجد شيئا ليوقد الشغف في نفسه و يعيد لقلبه الشباب"

كان لوتش وتانيا يخططان طيلة الوقت لكيفية الإيقاع بمالك القفل ولكن دون جدوى في كل مرة ، فهو ثابت لا يتحرّك ، ولا يناوب ، ينظر إليهما بشكل غير مريح ، فليس لديه ما يفعله غيرهما وغير متابعة حركاتهما ، وفي كل ّ مرة كان لوتش يصرخ :

" أنا ابن الملك ، ولا يحق لك معاملتي هكذا !"

لتذكره تانيا بأن الملك أمر بحبسه ، فيضطر للسكوت مختنقا بهذا ..

أمّا آريس فقد كانت جذور القاع قد بدأت بالتأثر بامتداد أشعة القمر المخمور والنمو شيئا فشيئا ، وبدى ما تتمدد عليه آريس يرتفع عليه بعضها، وبعض تلك الجذور بدأت بالبحث عن نبضها لتلتف بخفّة حوله ، بعض وخزات تخديرية لم تشعر بها آريس الغائبة عن ما يحدث لها ، أسالت بعض دمائها على ذلك الجذر حتى آخره لتنتشر تلك البقع على سطح الماء فتغيّر لونه ،ويتخثر بعضه ساقطا على مكان نمو ذلك الجذر فيغذيه ليصبح أقوى ، وقريبا سيزال سقف تلك الزنزانة اللتي تمكث بها آريس لترتفع بها جذور القاع حتى أعلى نقطة تصلها مع انتصاف القمر في سماء أرض الحور ، ليتمّ الملك مراسمه الجنونية..

شعر جبر بشيء غريب يخالج قلبه ، قلق و اضطراب ، وكأنما ألم تلك الوخزة جرت بدمها حتى روحه ..
  وكذلك والدتها ، كانت كالضائعة تريد تخليص ابنتها بأسرع ما يمكن ، صاحت به :

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن