بعد أن جهّزت آريس تلك القافلة المائية ، اتفقت مع جبر على البدء بالرحلة عند الوقت المخصص لمجيء التجّار من الجزر الأخرى لتبادل البضائع ، حتى تكون الحركة أكثر سهولة ، وإذا ما أصدر جبر صوتا ، يضيع صوته في الضجيج مع تمويه جيّد من تسو ..
ابتعدت آريس بدنوا مسافة مناسبة في البحر حتى تحضّر القافلة للإنطلاق ، بعيدا عن الأنظار عند بزوغ شمسهم الزرقاء الباردة كانت ترافقها تسو في كل ما تفعله، ثم نزل جبر وتبعهما ، كانت آريس تتّكئ على الشاطئ وترفع براحتها ماءا من ماء البحر العذب وتشربه ، ثم نظرت لجبر وأشارت له بالسبابة على فمها كي يلتزم الهدوء ، لم يفهم جبر لماذا ، فقط كان جلّ ما يريده هو القفز في صدفته والإنطلاق بالقافلة ، إلتزم الصمت والهدوء وهو يراقب بفضول ، ولكن الوقت أصبح يطول أكثر فأكثر حتى كاد يشعر بالكثير من الضجر..
كانت آريس قد شعرت بدفئ الماء فعلمت أن هنالك وجبة على وشك الوصول ، ولكنها كانت تأمل أن تصل قبل التجار حتى تتمكن من الدخول معهم ، بدأت قوافل التجّار بالظهور في الأفق ، وآريس والمدينة كاملة في الداخل كانت تتمنى أن يتأخروا قليلا ، فقد كانت مياه البحر تشتد حرارة ، وهذا ينبئ عن وصول وجبات كبيرة ، لاحظ جبر أن الصمت والهدوء قد عمّ المكان وكان في داخله يتسائل عن السبب ، كان الجميع هادئ لا يتحرك ..
ومن بعيد في أعماق البحر تصل كميّات هائلة من الأسماك الكبيرة القادمة من أرض الجحيم ، وعند اقتراب أجل تلك الأسماك ترتفع حرارتها فتنطلق بألم للمناطق البارده من البحر ، تبحث عمّا يطفئها ، ومع اشتداد حرارتها تتجه لأزقّة موزيريس وتقفز من الماء على المسطحات القريبة بالآلاف منها في لحظة مفارقتها الحياة واشتداد حرارتها للإحتراق، وما إن تقفز عاليا في السماء حتى تشتعل لمدة بسيطة، وتنطفئ باللحظة اللتي تسقط فيها، مصدرة رائحة شواء شهيّة ، كانت الأسراب المشتعلة في الهواء تغطي للحظات مدينة موزيريس ، حتى امتلأت بالكامل بذلك السمك المشويّ ، حتى إن جبرا تسلّق شجرة عالية ، متجاهلا نظرات آريس وصوتها في رأسه تحثّه على الهدوء ، ليستمتع بمنظر السمك المحترق ، لحظات قليلة وعاد الضجيج للمدينة والبرودة لماء البحر ، الجميع بدأ بجمع والتهام السمك ، كانت من ألذّ الوجبات اللتي تناولها جبر منذ بدء مغامرته اللتي لم يخطط لها أبدا ، سأل جبر آريس بخبث :-
" هل انتظرت كل تلك المدة لأجلي ؟ ، لتقدمي لي وجبة لذيذة كهذه ؟ ، أرى الاهتمام في عينيكِ"
" نعم لأجلك ! ، فلقد قضيت على ثمار العصير خاصّتي ، ولم تبقِ لي شيئ، إن كنت جائعا فالجزيرة ممتلأة بالثمار "
" وهل هناك شيء آخر أعرفه غيرها ، من بين كل هذه الثمار الغريبة، فعندما رميتها لي المرة الأولى ، لم أجرؤ على تجربة ثمرة أخرى قد تخنقني كثمرة التنفس "
"جبان "
" لا بل حذر "
"بل جبان "
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟