قد نعيش حياتنا على نسق واحد، منكرين أيّة تغيير قد يحدث لنا مستقبلا، حتى نقابل من الناس من يغيّر لنا حياتنا عنوة.. للأفضل أو حتى للأسوأ ! .
تعتلي نساء كديميس أسطح المنازل متعللات بعضهن بنشر الملابس المغسولة ، وأخريات يتظاهرن بالتكنيس ، فقط لينظرن لذلك الموكب من العربات الذي يعبر ببطئ محمّلا بالهدايا ، أوّل العربات تقف عند بيت جولي وآخر العربات ما زالت خلف الجبل على الطريق، ثمّ بدأت بعض الجارات بمقابلة بعضهن للتهامس حول الأمر ، أمّا فتيات المدينة كانت علامات الغيرة بادية على وجوههن ..
يترجّل جاك ذا القوام الفروسيّ والشعر الكستنائيّ ، يرتدي بدلة سوداء بإضافات ذهبيّة، ويتوجّه نحو العربة يفتح الباب لوالديه، ويومئ للعربات الواصلة بإنزال الهدايا، كان يلتفت بعينيه يبحث عن جولي ، ليصادف وجهها المصدوم خلف النافذة، جعله وجهها المتفاجئ يكتم ضحكه على انفعالها ويواصل التقدم ليلقي التحيّة على أُسرتها التي أعجبت به وبعائلته ، وبأسلوبهم الغريب على مدينة كديميس ..
جلست والدة جاك مقابل جولي تنظر إليها بإعجاب أثناء حديثها مع والدتها ، بينما كان جاك بجانبها، فهمس لها :
" لقد أعجبت بكِ والدتي"
فقالت له على الفور :
" ليس هناك سبب منطقيٌّ لذلك حتى ، غير أنكم غريبي أطوار "
" ماذا !؟ ،لماذا تقولين ذلك؟ "
" أنا سمينة جدا على أن يُعجب بي أحد "
" أها ! ، هل أنتِ جادّة ، أنتِ ممتلئةٌ فقط ، وهذا ما نبحث عنه، في مجتمعنا في الغابة تحاول السيّدات أن يكسبن وزنا إضافيّا ليتميّزن عن الخادمات، فتكسب احتراما مضاعفا لدى من تتعامل معه ، هل لاحظتِ والدتي ؟"
" نعم إنها ممتلئةٌ أيضا ، بالإضافة إلى أنك أقنعتني بطريقة أو بأخرى "
أمضى الجميع يوما جميلا وكانوا على درجة كبيرة من الوفاق ، حتى خرجت ماري من منزلها نحو السوق تبحث عن أخيها ولتشتري بعض الأغراض، فتفاجأت بالطريق تمتلئ به العربات ، فتابعت سيرها لتكتشف أنها تنتهي أمام منزل جولي ، تقدمت قليلا لتجد أخيها هناك يلعب بين الأولاد الذين دفعهم فضولهم وقطع الحلوى المعلّقة بحبال على أطراف العربات كنوع من الضيافة لمن يرغب حتى تعم البركة للعروسين باعتقادهم ، فجذبت قطعة حلوى هي الأخرى وأمسكت يد أخيها أيضا ، وبذلك الوقت خرج جاك وعائلته مغادرين ، وما إن وقعت عيني ماري عليه ، وعلمت أن ذلك كله من أجل جولي حتى ضاق صدرها واكتظت به مشاعر الحقد لدرجة أنها شعرت بالاختناق وغادرت على الفور وهي تتمتم :
" سأقضي عليكِ جولي .. سأقضي عليك جاك ..سأقضي عليكما كلاكما .."
كانت تمشي وتكررها باستمرار ، رأتها جولي مبتعدة فتكدّرت حتى بدى بعض الاصفرار على وجهها، فسألها جاك باستغراب :
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟