آريس الحورية الهاربة

القربان الأخير2

لا تخلو الحياة من المفاجآت غير المتوقّعة تلك التي تقلب موازينها والأحداث..

يضع روبرت طبقا لأحد الزبائن ثم يعود ليحمل طعام الرجال المحبوسين لديهم ، يدخل الطعام من مدخل صغير تحت الباب ذلك الذي يخصصونه للقطط ، ويهم بالذهاب فيناديه أحد الرجال :

" هيه روبرت"

" هل تريد شيئا آخر يا سيّد؟ "

" وتناديني ب سيّد؟ ، قل لي ، هل سيّدك هو الذي أمرك بتقديم هذا الطعام اللذيذ لنا ؟ ،ولم قد يفعل ذلك ؟ "

" ليس لديّ سيّد ، أنا أعمل هنا وهذا ما لدينا لنقدمه! هل تريد شيئا آخر؟ "

نظر الرجل لمن معه من الرجال ، ثم قال له :

" روبرت ، نريد اللقاء بفيليب ذي الرقعة "

" هو هنا ، سأسله إن كان يريد أن يتكلم معكم "

ذهب روبرت لجوسيا وفيليب وأخبرهم بأمر رغبة الرجال باللقاء به ، فأمر فيليب بعض البحّارة بتقييدهم وإحضارهم ، وهكذا فعلوا..

نظر إليهم فيليب وهو يجلس على كرسيّه ويضع غليونا بفمه وينفث الدخان قائلا:

" ماذا تريدون ؟ "

" الانضمام إليكم! "

" هل هي خطة للهرب ؟ "

" إلى أين سنهرب ؟ ، الطعام الذي يطعمه العمدة للكلاب أفضل من طعامنا، ناهيك عن معاملته الفظّة لنا، أنتم تعاملوننا باحترام أكثر منه "

" حسنا ، سنفرج عن أحدكم مقابل أن يثبت ولاءه لنا ، ثم سنفرج عن البقيّة"

" وكيف سنثبت ولاءنا؟ "

" أريد أن أعرف أين هي ابنتي ، وفي أسوأ الأحوال أين هي جثتها ، على الأقل أن تحظى بعزاء وقبر ترتاح فيه بجانب والدتها "

" وأنا مستعد للبحث عن دليل بينهم إن كانوا السبب في اختفاءها "

عندها أشار فيليب لأحد الرجال لفك وثاقه ، بينما تأهب الباقين بحذر ..

نظر الرجل بعدما أزالوا القيود عنه لفيليب قائلا :

" سأخبر العمدة بأنني استطعت الهرب ، وإن حصلت على معلومات جديدة، سآتي متعللا بأنه يجب علي أن أساعد رفاقي على الهروب، مقابل الانضمام إليكم سيّد فيليب "

" من أين أنت ، وما اسمك ؟"

" جوليان ، ونحن جميعا قطّاع طرق من المدن الداخليّة البعيدة عن البحر "

"إذا أنا أثق الآن بقاطع طريق ! "

" نحن تحت تصرّفك من الآن ، يمكننا أن نكون ما تريد"

صمت فيليب ولم يبد ردة فعل بينما بدا على جوسيا عدم الرضا من فك وثاق الرجل والثقة به ..