نحن مجبرون أحيانا كثيرة على تحمّل تلك الأعباء التي نوكل بها أنفسنا ، لا يوجد كتفا خالية ، فلم تُخلق الأكتاف إلا لتحمّل الأعباء ، ولا يدفعنا شيء لتحمّل هذه الأعباء أكثر من العاطفة ، فالذي يقسم ظهرك حباً .. خفيف ، ومن غير العاطفة ترمي الأكتاف أحمالها دون اكتراث ولا مسؤولية ..
تخرج مارلين وجولي سعيدتين بلعب القطط الصغيرة حولهم ، تغلق مارلين الباب تستدير بغصة مفاجأة ، عادت قليلا تتلمّس مقبضه ، ولكنها انتبهت لوجود جولي معها فانتبهت لنفسها ونفضت غبار أفكارها سريعا وعادت للتمشي مع صديقتها ، ولكن سؤالا مازال يحاك بنفسها ، كل تلك المدة، وما زال الشوق كالبارحة !، لا يلبث أن يغادر حتى يباغت من جديد ..
لتصحو من أفكارها على حديث جولي :
" .....وبالتالي أصبحت من يدير المشغل بغياب مارجريت ، كان حضوركِ مميّزا أيضا ، أنظري من هناك إنها خالة مارجريت "
كانت الجدة تتجه إلى المنارة تحمل بعض الطعام، كعادتها إن علمت بعودة ابنها لعزلته مع تلك الكتب ، تمشي على مهل وسط انكسار الشمس للغروب ، وصوت خفيف لبحر هادئ ..
لتتجها إليها ، مردفة مارلين بتعجّب :
" ماذا تقولين!؟ ، هل الجدة والدة العم بارتولوميو هي خالة مارجريت ، هذا يعني أن بارتولوميو ابن خالتها "
" نعم ، وهما لم يتزوجا أيضا "" ما الذي تعنيه جولي ؟!"
" لقد كانا مخطوبين لبعضهما ، وعندما اختفى العم بارتو بسبب تلك الكتب ، ظنت أنه لم يعد يهتمّ بها فتركته ، ولم يبدي اهتماما لذلك "
" أوه يا إلهي لم أعرف أن هناك شيئا بينهما ، عدا أنهما يشبهان بعضهما بالطباع ، يحبان عملهما شغوفين به ، رزينين وهادئين ، ولم يختر أحدهما شريكا آخر بالرغم من تركهما لبعضهما "
" تحاول الجدة إعادة الفكرة لبارتو ولكنه يظن أنها تخلّت عنه لأنها لا تحبه ، فيرفض الاستماع لوالدته في أي شيء يخصّها "
" العم بارتو ، إنه مسكين ، لم يمر إلا بالمرحلة الأولى من تلك المشاعر ، لذلك يخاف أن يكون محقّا في فكرته تلك فيبتعد مرغما ، الآن علمت لما يحترقان في العمل ، يودّان نسيان ما لا يُنسى "
" مارلين ، تعرفين أنني لا أفهم عباراتك الطويلة تلك "
كانتا قد وصلتا إليها ، لتنبها بعضهما"هش ، ستسمعنا الجدة "
سلمت جولي على الجدة واستأذنت للمغادرة ، وقررت مارلين مرافقتها لتساعدها في حمل الطعام للعم بارتو :
"سأحمل عنكِ هذا يا جدة ، لماذا ترهقين نفسك بالصعود للمنارة ؟، اطلبي من العم جوسيا إيصال الطعام له مع روبرت "
" وهل سيبقى روبرت ليتأكد من أنه تناول طعامه؟! ، أم سيغطيه إن وجده نائما دون غطاء ؟! ، حتى الطعام لا يبني الجسد ما لم يقدّم ويطهى بحب واهتمام "
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasíaدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟