شعر جبر ببعض الضيق في صدره ، فقد استقى من حديث الصدفات ما يكفي ليفهم ما يريده هذا اللوتش ، وما أراحه قليلا هو ردة فعل حوريته البيضاء الغاضب ، ليفهم منها رفضها له ، ساد للحظات صمت وكأنه استراحة من عناء هذه الرحلة ، أو كأن أحدهما يريد من الآخر افتتاح الموضوع ، نظر جبر مطولا لآريس بينما كانت تتدلى في جدولها الصغير تراقب غروب شمسهم البيضاء في شعاع أزرق ، تفكر بشيء ما ،
فتنحنح قليلا وقال لها :-
" إذاً ماذا ستفعلين ؟"
ردّت هي باستغراب :-
"ما اللذي تقصده ؟! "
ثم أبعد نظره بحزن عنها ليراقب معها الغروب الأزرق على هذه الجزيرة السابحة ، قائلا :-
" ابن الملك يطلب يدك ! وهل هذا عرضٌ يُرفض ! ، لعله يحبك هو الآخر ، يبدو متمسّكا بك ، وهو من الحور ، وأنا بحّارٌ بشريّ ، بالكاد نجوت من هذه الرحلة لولا مساعدتك ، ليس هنالك وجه للمقارنة "
ابتسمت للحظة ، وقد علمت أنه يريدها أن تطلعه بطريقة ما على موضوع ذلك الفتى ، فقالت له :-
" أنت ذكيٌّ جدا لتقرأ العناوين ، ولكنك لا تعرف شيئا ، إنّ المدن التابعة للمملكة لا تؤمن بأفكارها ، ولهذا ينشب بيننا خلاف دائما ، فأنا من موزيريس حيث تتعدد الأجناس ، وهو من مملكة تشرا ، يحافظون على جنس الحور الواحد ويمنعون الزواج من أي جنس آخر "
توقّفت عن الكلام فجأةً لتتدارك وجود الصدفات ، وهدوءها الغريب وكأنهن بدأن يستمعن لهما، فهن لديهن القدرة على تسجيل ترددات الأصوات حتى وإن كانت غير مسموعة للجميع ، كصوت آريس في رأس جبر ، فتستمع لما يتكلمان به وتسجله ، تنبّه جبر لحذر آريس منهن أيضاً وانسحبا إلى داخل الجزيرة ، وعندما ابتعدا أكملت :-
" لا أريد لهذه الصدفات تسجيل ترددات صوتينا ، فينقلن لأمي وجود بشريّ هنا ، وعندها قد لا تنجو من حرّاس المدينة كما حدث لذلك الرجل اللذي حدثتك عن وجوده سجينا لدينا منذ وقت طويل "
قاطع حديثها بشغف :-
"لقد ذكرتني به ، هل يمكنني مقابلته "
فردّت بحزم :-
" لن ترَ أحداً ، ولن تظهر على أحد ، ستظل مختبئا ، في وسط هذه الجزيرة ، في البيت العالي هناك ، لا تفكر في اظهار نفسك أبدا، لا أريد أن تحدث حرب جديدة بيننا"
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟