سننال المزيد من الحرية كلما أنزلنا بعض الأحمال في طريقنا للنهاية، فالتشبّث بالآخرين، أو الطمع بممتلكاتهم أو تتبع أخبارهم والاهتمام الزائد بهم أحمال ثقيلة، يجب إلقاؤها بعيدا عن عاتق القلب حتى يمكنه الاستمرار..
وهذا ما تفعله مارلين لتشعر بالراحة، تتخلى دون أدنى تردد، وهذا ما لم يعجب آريس، إنها تحاول إدماجها بحياتها حتى تأخذ دورها إن حصل ما تخشاه..
وما خشيته بدأ بالفعل يتحقق، ولكن بمشهد أكثر قساوة، بشيء لم تتوقعه..مرت فترة حمل طويلة كما رأتها آريس، شعرت بألم يمزّقها كمئة سكين غرزوا مرة واحدة في محيطها، ولكنها تماسكت حتى اطمأنت أن جبرا ذهب في نوم عميق، لتودّعه بدمعة مليئة بالذكريات، وأخرى تغسل كل ما سمعته منه أمس، بأنه لن يدعها وحدها حتى لو تطلّب الأمر أن يتبعها لموزيريس من جديد، ولكنها لا تعلم هل ما يوجد في بطنها سيبقيها أم سيعيدها لموطنها إلى الأبد؟! ، نزلت للماء وابتعدت مع أمواجه حتى اقتربت من مياه البحر الصافية، واستمرّت برحلة طويلة حتى وصلت لصدفتها..
أخذ يركض على أمواج البحر، كان متعجبا بأنه استطاع أن يمشي على الماء، ثم نظر أمامه ليرى آريس تتكئ كما في السابق على صخرة لتبدو وكأنها هلال يتوسّد السماء، ثم تحرّكت بعيدا عنه بعدما تحوّلت لهلال تتبعها نجمتين، ثم ارتفعت للسماء وتبعتها نجمة، أخذ يصرخ بهم لينتظروه ولكن نجمة طفت على الأمواج لتصل إليه، نظر إلى السماء حيث استقرا، قمر ونجمته، بينما استطاع هو الحصول على نجمة واحدة، ولكنهما غرقا كليهما، حتى رأى هنالك مارلين، احتضنت النجمة وأمسكت يده وارتفعت به..
فتح عينيه وأنفاسه تتلاحق وكأنه كان يركض بالفعل، وثيابه مليئة بالعرق، تسبب تكرار حلمه ذاك بخوفه على فقد آريس أكثر من السابق فأخذ يصرخ باسمها وبخاصة عندما التفت للحوض ولم يجدها هناك، حاول أن يطمأن نفسه بأنها لا بد وأن تكون بالجوار، فتحرك على الفور للبحث عنها، ركب قاربا صغيرا وأخذ يبحث عنها وينادي باسمها ولكنها لا تجيب، أخذ يتذكر أحلامه تلك، لماذا تحوّلت آريس لقمر!؟، وما هما تلك النجمتين؟!، ولماذا ظهرت مارلين فجأة بالرغم من أنها ميتة؟!..
بقي في البحر حتى منتصف النهار وما أعاده غير صوت جوسيا يناديه، جوسيا :" كنّا نبحث عنك، الهمجيون يفتعلون المشكلات"
" لا بأس!"
"لا بأس؟!، ما بك، هل هناك شيء؟ ، هل حدث شيء آخر؟"
"آريس ابنتك.. غادرت"
"ستعود لا عليك، إنها حورية، من الصعب عليها الابتعاد عن الماء"
رد عليه بيأس :
" آمل ذلك"
كانت مارلين تراقب كل شيء، حتى أنها رأت ابتعاد آريس، حاولت الحديث إليها ولكنها لم تُجب، فبقيت تراقب بخوف، وتحدث نفسها :
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟