هدنة السنين السبع 7

415 48 5
                                    

عاد الظلام مجددا، وربما بدت تلك الجزيرة أقرب، وانتشر جنود العدو في المدينة، يصرخون فيهم بأن يعودوا لأعمالهم القديمة ولا يتوقفوا عنها، وأنهم من الآن وصاعدا سيدفعون الضرائب، ومن يمتنع عن دفعها فسوف يُقتل، ولن يتنقلوا خارج المدينة أو يدخل إليها أحد دون علمهم ودون أن يدفعوا ثمن العبور، وحظروا عليهم الإبحار حتى لا يهرب أحد منهم من البحر، فباتت كديميس سجن كبير، غير أن الجنود كانوا يدخلونها في الصباح في كل يوم، يتفقدونها ويعودون لخيامهم عند الطرق الزراعية خلفها، وهكذا تمضي الأيام، الجميع يعمل، ويدفع المال لهوجا، ولا أحد يُبحر أو يستطيع أن يهرب وإلا قُتل!

ما عدا مارتن وماري، اللذين يتحركان خلسة بين كديميس والمدن الداخلية بسهولة، وبذلك لم يحتكر مارتن فقط تجارة السكّر، بل أغلب ما كانت المدينة تحتاجه ..

وقفت زوجة العمدة أمام قصر روز  تطلب الإذن بالدخول، دون أن يرافقها زوجها، نظرت ماري وروز من الشرفة لتريانها، لتقول ماري لروز باشمئزاز :

"ما الذي تريده هذه؟!، كنت سأخرج اليوم ولكنها ستمنعني بزيارتها هذه"

"ومن هذه أنا لا أراها جيّدا بهذا الضباب الأسود؟"

"إنها والدة زوجك، ومن ترتدي هذه الثياب غيرها، أعرفها ولو كانت ظلا دون ملامح"

"حسنا إذا سأصرفها"

"لا بل استقبليها"

"لا أفهمك ماري، كنتِ للتو تتأففين منها! "

" نعم، ولكننا لم نسمع ما الذي يحدث مع أهل المدينة منذ مدة، لعلنا نأخذ منها بعض الأخبار "

"حسنا هذا منطقي، سأسمح لها بالدخول "

وهكذا دخلت زوجة العمدة ويبدو الحزن على وجهها، وعندما جلست مع روز وماري، أخذت تشكو لهن بأن داني لا يزورها وقد اشتاقت له، وهنا انفجرت روز صراخا :

" ولدك لا يهتم بوجودي أنا، حتى يتذكر أنه له والدة، أنا أكرهه من كل قلبي، لم يجلب لي الزواج منه سوى المشاكل، يمضي وقته بالشرب واللحاق بالفتيات، لم أعد أحتمل"

وهنا تنحنحت ماري وقالت لوالدته :

"لا بد أن هنالك أمرا ما يشغله، روز ما رأيك لو أيقظتيه لينزل"

أرادت روز أن تطلب ذلك من الخادمة ولكن ماري أقنعتها بالذهاب بنفسها حتى يجهز نفسه جيدا قبل لقاء والدته، وكذلك فعلت..

وعندها اقتربت ماري من زوجة العمدة قائلة لها :

" وكيف ترين المدينة في هذه الظروف "

" لا بد أن الله يعاقبنا بعدما عذبنا مارلين حتى الموت، إنها لعنة تحل علينا جميعا"

"اخرسي يا امرأة، نحن لم نقتل أحدا !"

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن