لا تبدو الأمور كما تبدو بمخيلتنا عندما نرسمها بماء الورد، فالواقع سيرسمها مجددا بحبر داكن ، لتبدو كما يجب عليها أن تبدو ، تلك الصورة التي نخفيها عن أنفسنا كي لا نراها لنعيش وهما لأنه يبدو أجمل !
تجلس آريس بجانب السرير وتتكئ برأسها على يديها ، ويتناثر شعرها الحريريّ الذي يشبه شرائط الساتان اللامع في كل مكان، تراقب جبر وهو نائم، حتى لاحظت وكأنه يتكلم، فقرّبت جبينها لجبينه حتى ترى بماذا يحلم، شعرت بالألم عندما دخلت لحلمه ورأت وكأنها تمشي بجانبه على الشاطئ وكأن لها قدمين كباقي جنسه البشريّ، وعلمت أن هذا ما يشغل تفكيره، لتتذكّر حديث والدتها لها لتيقن أنها على حق، ولكنها بالرغم من ذلك لن تتركه، لن تستطيع فعل ذلك أبدا..
انتبهت آريس لبعض أصوات البحّارة على الشاطئ وكأنهم يتشاجرون، وبعد قليل طرق الباب فاستيقظ جبر على الفور وأول ما قاله بذعر :
" آريس"
فضمّت يده قائلة :
" أنا هنا، لا تقلق، لقد عدت قبل أن تشرق الشمس"
" حمدا لله "
" هناك من يطرق الباب "
" سأذهب لأرى من هذا، لن أتأخّر "
" حسنا "
وعند خروج جبر، استدارت آريس نحو النافذة الخلفيّة للكوخ، إنها تُطل نوعا ما على نافذة مارلين البعيدة المرتفعة، تغطي الرؤيا بعض أغصان من الشجر، لا بد أن مارلين لاحظت تحديق آريس في نافذتها لتغلقها على الفور، عندها ابتسمت آريس ورفعت نفسها على السرير لتأخذ قسطا من الراحة ..
عندما فتح جبر الباب وجد فيليب أمامه، ليسأله على الفور :
" عمت صباحا عمي فيليب ما بال البحارة أصواتهم مرتفعة "
" هنالك الكثير لتعرفه، ولكن الآن نريد أن نبعد السفن عن الشاطئ "
أخذا يتحدثان حتى وصلا الشاطئ وبعد قليل وصل فيليب ووالده بينيت ثم جوسيا ، صاح بينيت فور مجيئه :
" هيه، ما بكم يا بحّارة ؟ "
ليصيح أحدهم :
" لا نستطيع تحريك زوارقنا الصغيرة إلى البحر فالمكان ضيّق"
" ومن بنى تلك الدار وأخذ كل تلك المساحة من شاطئ المدينة !؟ "
فسكت الجميع لأن الموضوع طويل شرحه، فينادي بهم جوسيا :
" حسنا يا رجال، جميعكم معزومين في مطعمي وعلى حسابي، لنشرح لجبر وبينيت ما الذي حصل للمدينة، ولنستمع لمغامرتهما التي خاضاها في البحر "
عندها تهلل البحّارة وصعدوا جميعهم لمطعم جوسيا، وبعد دقائق قليلة، بدأ الرجال بالتهافت على المطعم على صوت الرجلين وهما يرويان ما حدث معهما، فتارة يتحدث بينيت عن بطولاته وتارة يمتدح شجاعة جبر :
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasiدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟