من الجيّد أحيانا مشاركة أسرارنا مع من يتقن حفظها ، أو استخدامها عندما نقع في مشكلة ما ليحاول إنقاذنا ..
ضجيج آلات الخياطة وضجيج أفكار مارجريت يسبب لها صداعا قاتلا ، لتأمر بكل العاملات ليتركن الآلات ، تجلس على مكتبها تحدث نفسها بعد كل الذي حدّثتها به مارلين :
" ولكن من أخبر بما أعرفه ، وأن ماري قد تكون السبب باختفائها ، خالتي ؟ لا لا ستنشر الخبر ، العم جوسيا وفيليب ، أعتقد أن هذا سيؤجج الخلاف مع العمدة وعندها ستحدث حرب في هذه المدينة .. من بقي .. بارتو !، يا إلهي ! ، ليس لدي خيار آخر ، يجب أن أنسى الماضي وأتوجه إليه ، علّه إن علم بكل شيء استطعنا إعادة مارلين "
تأكدت مارجريت من أناقتها وجمالها على المرآة ، وخرجت تبحث عن مكان بارتولوميو والتردد باد على وجهها ، وأوكلت لجولي إقفال المشغل ..
خرجت مارجريت من الزقاق لتنزل درج المدينة نحو الأسفل حتى وقفت قريبا من مطعم جوسيا ، وقفت مرتبكة حتى ظهر روبرت أمام باب المطعم يكنس المصطبة ، فأومأت إليه ليتجه نحوها ليرى ما تريده ..
" كيف حالك روبرت ؟ "
" بخير سيدتي ، هل أساعدك بشيء ؟ "
ثم قالت بارتباك بدا على وجنتيها :
" هل تعرف أين العم بارتولوميو ؟ "
" نعم إنه هناك في المطعم ، ينتظر العم جوسيا وفيليب حتى يحضرا "
" شكرا لك روبرت "
" على الرحب سيدتي "
نظرت مارجريت لجانبها ترمق ذلك القصر المرتفع لروز ، تأخذ نفسا عميقا لتعيد النظر أمامها وتستعد للدخول لذلك المطعم ..
دخلت مارجريت المطعم بهدوءها ورزانتها ، ذلك المكان الذي لا تدخله النساء ، التفت جميع الرجال نحوها ، تبدو مهيبة بجاذبية هادئة ، بالإضافة لجمالها فهي الوحيدة التي تمتلك ذلك الشعر الأسود الفحمي في البلدة ، ليضفي على بياض بشرتها تميّزا ..
انتبه بارتولوميو لها فجأة فور استدارته ، ارتبك بداية لوجودها في هذا المكان ، ولكنه شعر بالغيرة من نظرات الآخرين لها ، وبعفوية نهرها :
" ماذا تفعلين هنا ؟ ، هل جننتِ ؟ "
" هناك موضوع لا يحتمل التأجيل لم أرَ أفضل منك لأخبره به ، لا تظن أنني هنا لأجلك "
لعله أجابها بسرّه عندها :
" وما الضير من ذلك عزيزتي ! ؟"غير أنه قطّب حاجبيه وأجابها :
" سأكون عند البحر بعد قليل ، ومن الأفضل لكِ الخروج من هنا الآن "
نظرت مارجريت له ببعض التحديق كالذي لم يعجبه ذلك الكلام ، ولكنه على حق ، يجب أن تخرج لأنها لا تشعر بالراحة من نظرات الآخرين هنا ، خرجت مارجريت من المطعم وتوجّهت للبحر ، بينما تنحنح بعض الرجال ليحرجوا العم بارتو ، فتجاهلهم ، تراخى قليلا ثم خرج للبحر ..
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟