عرس وحرب (2)

644 59 14
                                    

تراكم الخبرات مع الزمن ، هو شيء لا يتقن الجميع الحصول عليه ، وقد يكون بديهيا عند البعض ، أن تكتسب معرفة متراكمة سريعة مع تعاقب المواقف عليك ، وخاصّة البحّارة ، ومثل هذه الخبرة قد تنقذ الكثير إذا عمل بها الناس بوقتها الصحيح ..

وها هو فيليب يقف على صخور الشاطئ ويتنفّس بعمق وهو مغمض عينه ، ثم ينادي جوسيا وبارتو لوميو ليلبيا ندائه على وجه السرعة ..

بارتو :
" فيليب ، ما بك ؟! ، لماذا تصرخ ؟! "

فيليب :
" قفا بجانبي واشتمّا معي الهواء !"

يقف الجميع يشتم كل واحد منهم الهواء بعمق ، فيُطْرق جوسيا قليلا ثم يقول :

" سيكون شتاءا قاسيا !"

فيليب :
" سأحذر المدينة ، لن أسمح لما حصل في الشتاء الماضي أن يتكرر .. "

سكت فيليب بسرعة فبالرغم من أنه كان يقصد الرياح التي اقتلعت الشجر وتسببت بالكثير من الخراب ، إلا أنه تنبّه من ملامح جوسيا أنه تذكر ما حدث منذ ما يقرب السنة في تلك الليلة وهو اختفاء جبر ..
ربّت بارتو على كتف جوسيا برفق يواسيه مبتعدين ونظر لفيليب بازدراء لطيف ..

ليتمتم فيليب بتعجّب يحرّك شفاهه حتى يفهم بارتو دون أن يستمع جوسيا :

" ماذا ؟! .. هل يجب أن أكون دائما الرجل السيء في نظركم .. لم أقصد شيئا ، أقسم "

ولكنهما استمرّا بالابتعاد ، نظر فيليب إليهما بامتعاض تعلوه بعض الندم في نفسه ، ثم التفت للبحر وعاود التنفس واختبار الهواء من جديد ..

بينما كانت مارلين تغادر بيت جبر وقد جلبت للقطط الصغيرة هناك بعض الطعام ، ونظفت المنزل من الغبار ، فلا يمكن لأحد أن يفعل ذلك غيرها ، وتحركت صعودا نحو المشغل ، وما إن قاربت على الوصول حتى رأت روز وصديقتها وموكب خدمها يدخلون المشغل ، فتأنّت قليلا في مشيها ، فهي لا تريد تعكير مزاجها على أيّة حال من الأحوال ، كانت جلبة روز داخل المشغل تشعرها بالغثيان ، وصلت لباب وكانت روز تدور بفستانها وتتحرك بخيلاء ، نظرت إليها مارلين من طرف الباب وابتسمت بخبث ثم ابتعدت نحو مستنبت قريب للنباتات وتظاهرت بأنها تريد شراء بعض منها ، كان يعلو وجهها ابتسامة غير مبررة وكأنها ابتسامة انتقام ما ، لا أحد يمكنه أن يعلم بماذا تفكر المرأة وبخاصة إن زاد هدوئها في موضع غيرة ..

ولكن إن كانت كتانيا فإنها ستشعر بالارتباك حتما ، فغريمتها آريس تلك التي لا تعرف إن أنقذتها هل سيصر لوتش على الزواج منها أم أنه سينتبه لها وتضحياتها من أجله ..

"من غير الممكن أن ينظر لوتش لمقاتلة بسيطة مثلي "

هكذا كانت تانيا تفكر طيلة الوقت ، ولكنها مجبرة على إنقاذ آريس ولوتش فلا مفر من ذلك ، وإلا واجهت ذلك الطاغية من جديد ..

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن