ابتعدت روز عن مكان الحفل قليلا ولكنها ما زالت تراقب داني بغيظ من وراء الزينة وهي لا تتخيل بعد كيف تخلى عنها بهذه البساطة ..تبعتها صديقتها ماري التي يعرف الجميع لما ترافق روز، كغيرها من الفتيات اللواتي يسعين لمصادقتها لأجل المال ، فصاحب المال محاط دائما بمن يطمع بماله فيظهر له وفاء مزيفا..
وماري من هذا النوع، تسعى دائما لجعل روز راضية وسعيدة حتى بالمدح الكاذب، فهذا يقربها منها أكثر لتحصل دائما على المال الذي تطمح له..صاحت روز بصديقتها ثائرة وقد أذابت دموعها الكحل على وجهها بشكل مستقيم حتى ذقنها :
" أريد لهذا الزفاف أن يحترق الآن وأن يحترق كل من فيه.. الآن هل سمعتي ؟.. أريد أن أشفي غليلي منه، أريد أن.. أن "
ولكن ماري قامت بفتح حقيبتها بهدوء وبابتسامة ماكرة، أخرجت علبة المساحيق التجميلية واتجهت يدها لتمسح وجه روز، مقاطعة إياها :
" روز عزيزتي.. أنت الأكثر أناقة في هذا الحفل، لا تجعلي هذا الخائن يؤثر فيك أنظري للمساحيق على وجهك كيف ذابت بالدموع.. "
" ابتعدي عني ماري أنت تثيرين أعصابي بشدة أكثر من ذي قبل، أريد خطة الآن.. "
" حسنا.. لو كنت مكانك لما فكرت في تدمير هذا الزفاف.. هل تعلمين لماذا؟ .. لأن ذلك سيزده تعلقا بها وبإتمام الزواج منها مهما كلف الأمر..لا تعاندي رجلا يا عزيزتي إذا كان بإمكانه أن يحبك.. "
" ماري تكلمي بوضوح.. لم أفهم شيئا! "
" لقد كان يغيظك بمارلين، وأنت كنت تظهرين غيظك منها، لم يقدم على الزواج بمارلين إلا بعد أن تشاجرتما آخر مرة وعدك بها بالزواج .. ولم تبدي أي استعداد للمصالحة.."
" ولكنه افتعل هذا الشجار حتى يتزوجها.. "
" ألا تريدين أن تنتقمي منهما سويا ؟"
" بالطبع أريد.. "
" إذا.. عليكِ أن تخرجي بابتسامة فريدة على وجهك، غير مهتمة بشيء، وعليكِ أن تباركي له أيضا! وكأنه كان لا شيء..! "
" هل جننتي؟! بماذا تفكرين؟! "
" أنظري لوجهها العابس.. لا يحب الرجل الوجه العابس مهما كان جميلا مثلها.. وينحني للأنثى اللتي لا تنحني ولا تكسر كما ستبدين له الآن..
ثم إنها فرصتك لتحيي والدته وعمدة البلدة حتى يشعروا بالفرق بينكما ويندمان على عدم اختيارك له.. "وهمست بخبث بأذنها :
" تستطيعين اليوم أن تسرقيه منها ، لينتهي بها الأمر وحيدة .. "
" وكيف بذلك سأنتقم منه!؟ "
" بعدها سنعمل سوية على جعل كل ما يملك باسمك أنت، حتى إن فكر بالإبتعاد عنك مرة أخرى تراجع ألف مرة! "
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasiaدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟