عندما تتلقى دعما كاملا من أحدهم فقد يكون يثق بك ، يؤمن بك ، يهتم بك ، وقد يسعى في دعمه المطلق ذاك للإيقاع بك ، للانتقام منك ، للاستفادة منك ، ومما لا شك فيه أن القليل من الناس يملكون الذكاء للتفريق بينهما ..
كروز بالطبع التي تعطي أمانا كاملا لمن يدعمها في تحقيق كل ما ترغب به ولو كان سيّئا ، ولا تعلم الهدف الأساسي لذلك ، فلماري عدة أهداف من دعمها لها ..
تجلس ماري على أريكتها الجديدة تراقب بيتها الجديد مع شعور كبير بالإنجاز والألم في آن واحد ، ترفع صورة والديها عن الحائط تتلمس الإطار المحيط بها بهدوء وقد سافرت لذكرياتها في الماضي ، لتخترق الهدوء حولها محدّثة نفسها بصوت مسموع :
" أبي ، كنت مخطأً لأنك كنت طيّب وتثق بالآخرين ، سأنتقم لك ، ابنتك ستنتقم لك "
ماري كانت لها عائلة دافئة صغيرة ومتواضعة ، كان والدها يتكبّد عناء السفر عبر الطريق الوعر خلف مدينة كديميس الساحلية وخلف تلك الحقول التي لم تكن حقولا زراعيّة بعد ، ويقطع غابة خطرة وسط الحيوانات والقرود التي تهاجمه باستمرار طلبا للطعام ، ليحضر بضاعة أغلبها من السكر والحلويات ، في عربته المتواضعة ويبيعها في متجره ، كان المتجر الوحيد الذي يبيع كميّات متواضعة من السكر بسبب أنه لم يكن يملك أكثر من عربته ، وثمن تصليحها بعد عودته من رحلته الأسبوعية للمدن الداخليّة ..
وفي يوم ما مرّ به صديقه مارتن يطلب أن يستدين منه بعض الأغذيّة ، فمارتن ليس لديه جلدٌ على العمل كالبحّارة ، وليست لديه حرفة ، فاقترح لوثر والد ماري على مارتن أن يعمل معه بالجلوس في المتجر بالتناوب ، وبذلك عملا معا ، وعرف مارتن من لوثر أماكن التجّار ومن أين يأتي بالبضاعة ..
وفي يوم من الأيام عمد مارتن على تخريب عربة لوثر بعد أن جهّزها للسفر ، حتى أنه أكثر من إطعام الخيول حتى خملت وأتخمت ، وعندما يأس لوثر من إصلاحها في الوقت المناسب ، عرض مارتن عليه المساعدة وأن يذهب بدلا عنه لأولئك التجار في المدن الداخلية ، بقي لوثر عند خيوله وعربته ليصلحها من جديد ، بينما انطلق مارتن بدلا عنه ..
تنقّل مارتن من تاجر لآخر حتى عرف من أين يأتي التجّار ببضاعتهم هذه ، بالرغم من أنه تأخّر بالعودة لكديميس ، إلّا أنه كان قد اتخذ قرارا بالسفر بعد هذه الرحلة وتأمين هذه البضاعة بنفسه ..
عاد مارتن متأخرا وكانت بضاعة لوثر على وشك النفاذ ، عاتبه لوثر ولكنه لم يقسو عليه ، كان لوثر متسامح جدا ، وكان مارتن يستغل ذلك ..
بعد عدّة أيّام اعتذر مارتن للوثر عن الاستمرار بالعمل معه ، واستقلّ رحلة بحريّة تقصد بطريقها طرق التجّار ، كان مارتن قد ربح من عمله مع لوثر واستدان منه مبلغا لا بأس به من المال، ادخر ما ربحه ليتاجر به ، وهكذا فعل ..
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟