حاول داني مرارا وتكرارا اعتراض طريق روز ،أو حتى الوصول إليها لمحادثتها ،إلا أن ماري كانت قد منعت روز من ذلك ،كي تكتمل خطّتها على أفضل وجه ، وهذا بالفعل ما قد دفع والدة داني بعدما يأست من ابنها من أن يفعل شيئا مفيدا ، من تحضير بعض الهدايا المتنوعة اللتي اعتاد الجميع في تلك المدينة تداولها فيما بينهم ، وأخذ موعد مع عائلة مارتن ، كل ذلك والعمدة يمانع لأسباب غير وجيهة تحركات زوجته بادئ الأمر ، ثم يفعل ما تريده بعدها وكأنه لا يمتلك كلمة عليها ، فيستسلم بطبيعة الحال ليفعل في النهاية كل ما تريده كطفل غبي !..
وحال استقبال عائلة مارتن بالعمدة وعائلته ، كانت ماري تختبئ في جناح روز الخاص ، لتعطيها بعض التعليمات :
"تجاهلي داني تماما ، تصرفي وكأنه غير موجود ، عندما تجلسين اتكئِي بدرجة كبيرة للخلف ، بقليل من الغطرسة ، حاولي عدم النظر لوجهه ، أو حتى الاهتمام بموضوع هذا الزواج كله "
"على رسلك ماري ، أنتِ تبالغين ، إنها ليست حربا ما ، إنه فقط ..داني ! ، وجاء كما وعدني سابقا ، وهذا ما أردته "
" عزيزتي روز ، أنت وثقتي بي ، والآن لا تجعلي وجودهم يؤثر على مخطّطاتنا ، لقد خدعك داني في البداية ، وقام بتفضيل ابنة بحّار عليكِ ، وإذا غدر الرجل مرة ، فإنه سيغدر مائة مرة بعد ذلك "
" حسناً ماري ، لا يمكنني إلّا الوثوق بكِ ، ولكِ ما اتفقنا عليه ، والآن ماذا أفعل لأضمن عدم غدره بي "
" عليكِ بالسيطرة على كل شيء ، المال والسلطة يا عزيزتي ، يجب أن تفكري بشيء يضمن لكِ الاثنين "
كانت علامات الاستفهام تزيد وجهها سخافة ، وحمقا ، فقالت لها بتلكؤ :
" لم أفهم! ... لم أفهم شيئا مما تقولين! "
كانت ماري تمعن بالتفكير ، حتى قفزت بعدما استنارت بعقلها فكرة ، لتصيح بها :
"دارٌ للأوبرا !"
" أخفضي صوتك ، ماري سيكتشف الجميع وجودك "
وبالفعل دخلت الخادمة الخاصة لروز لتنبههم بأن صوتهم قد ارتفع ، وعادت لمراقبة الباحة المحيطة بغرفة روز ، لتباشر بدورها سؤال ماري :
" ما دخل دار الأوبرا بالمال والسلطة ؟!"
" حفلات الأوبرا تجلب الكثير من المال، والأهم أنها تجلب الكثير من الشخصيات المهمة تلك اللتي تستقبلونهم في كل مرة يعود والديكِ فيها من السفر ، لتكوني أنت صاحبة المسرح ، وواجهة عائلة العمدة بهذه الحفلات ، لتصبح عائلتك هي المسيطرة بجلب معارفهم لهذه الحفلات، وإذا لم تقومي بفعل هذا ، فستصبحين كخادمة لهم ، كما كانت مارلين ذات يوم !"
غضبت روز لمجرد تفوّه ماري بذلك قائلة :
" لا أحد سيجرؤ على الغدر بي أو أن يتعامل معي كخادمة أنا روز مارتن ، فهمتِ ، سأطلب دارا للأوبرا لقاء هذا الزواج إذا ، وليكن ما يكن "
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasiaدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟