هدايا التنانين 3

786 63 14
                                    

حاول داني مرارا وتكرارا اعتراض طريق روز ،أو حتى الوصول إليها لمحادثتها ،إلا أن ماري كانت قد منعت روز من ذلك ،كي تكتمل خطّتها على أفضل وجه ، وهذا بالفعل ما قد دفع والدة داني بعدما يأست من ابنها من أن يفعل شيئا مفيدا ، من تحضير بعض الهدايا المتنوعة اللتي اعتاد الجميع في تلك المدينة تداولها فيما بينهم ، وأخذ موعد مع عائلة مارتن ، كل ذلك والعمدة يمانع لأسباب غير وجيهة تحركات زوجته بادئ الأمر ، ثم يفعل ما تريده بعدها وكأنه لا يمتلك كلمة عليها ، فيستسلم بطبيعة الحال ليفعل في النهاية كل ما تريده كطفل غبي !..

وحال استقبال عائلة مارتن بالعمدة وعائلته ، كانت ماري تختبئ في جناح روز الخاص ، لتعطيها بعض التعليمات :

"تجاهلي داني تماما ، تصرفي وكأنه غير موجود ، عندما تجلسين اتكئِي بدرجة كبيرة للخلف ، بقليل من الغطرسة ، حاولي عدم النظر لوجهه ، أو حتى الاهتمام بموضوع هذا الزواج كله "

"على رسلك ماري ، أنتِ تبالغين ، إنها ليست حربا ما ، إنه فقط ..داني ! ، وجاء كما وعدني سابقا ، وهذا ما أردته "

" عزيزتي روز ، أنت وثقتي بي ، والآن لا تجعلي وجودهم يؤثر على مخطّطاتنا ، لقد خدعك داني في البداية ، وقام بتفضيل ابنة بحّار عليكِ ، وإذا غدر الرجل مرة ، فإنه سيغدر مائة مرة بعد ذلك "

" حسناً ماري ، لا يمكنني إلّا الوثوق بكِ ، ولكِ ما اتفقنا عليه ، والآن ماذا أفعل لأضمن عدم غدره بي "

" عليكِ بالسيطرة على كل شيء ، المال والسلطة يا عزيزتي ، يجب أن تفكري بشيء يضمن لكِ الاثنين "

كانت علامات الاستفهام تزيد وجهها سخافة ، وحمقا ، فقالت لها بتلكؤ :

" لم أفهم! ... لم أفهم شيئا مما تقولين! "

كانت ماري تمعن بالتفكير ، حتى قفزت بعدما استنارت بعقلها فكرة ، لتصيح بها :

"دارٌ للأوبرا !"

" أخفضي صوتك ، ماري سيكتشف الجميع وجودك "

وبالفعل دخلت الخادمة الخاصة لروز لتنبههم بأن صوتهم قد ارتفع ، وعادت لمراقبة الباحة المحيطة بغرفة روز ، لتباشر بدورها سؤال ماري :

" ما دخل دار الأوبرا بالمال والسلطة ؟!"

" حفلات الأوبرا تجلب الكثير من المال، والأهم أنها تجلب الكثير من الشخصيات المهمة تلك اللتي تستقبلونهم في كل مرة يعود والديكِ فيها من السفر ، لتكوني أنت صاحبة المسرح ، وواجهة عائلة العمدة بهذه الحفلات ، لتصبح عائلتك هي المسيطرة بجلب معارفهم لهذه الحفلات، وإذا لم تقومي بفعل هذا ، فستصبحين كخادمة لهم ، كما كانت مارلين ذات يوم !"

غضبت روز لمجرد تفوّه ماري بذلك قائلة :

" لا أحد سيجرؤ على الغدر بي أو أن يتعامل معي كخادمة أنا روز مارتن ، فهمتِ ، سأطلب دارا للأوبرا لقاء هذا الزواج إذا ، وليكن ما يكن "

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن