مشغل مارجريت

795 72 16
                                    

ما يحدث عادة في تجمعات النساء ، قد يكون أكثر خطرا من الاتفاق على خطة عسكرية ، إنها كالحرب الباردة ، لا يلقين بكلامهن عبثا ، بل يقصدن كل كلمة كانت حقيقية أم مفتعلة ، لتحدث كثيرا من ردات الفعل عند تفرقهن ، ومن أكثر من ماري يتقن هذا النوع من الأساليب !؟، إنها كالأفعى تبدو غضة، لينة، ودودة ،وضعيفة ، ولكنها في الحقيقة خطرة ،تمتلك سما وأنيابا ، وعضلة قوية لتلتف يها حول خصمها فتخنقه ، لا يهمها أن يعرف أحد بأنها المحرّك الرئيسي لكل شيء ، ولكن ما يهمها أكثر ، هو ما ترميه من طعم ، وما تحصل عليه من صيد ..

تجلس ماري صامتة بين نساء المدينة اللواتي قامت والدة داني بدعوتهن حتى تعيد مجدها السابق بينهن ، ومحو عار زواج ابنها بابنة بحّار ، هذا ما كانت تروّج له ، فاللئام لا يعترفون بأخطائهم تجاه الغير كعادتهم ، ولتقوم بالتباهي ببعض مقتنياتها ، تريد استثارة غيرتهن ، وأطماعهن في آن واحد ، فهي عادت لتبحث عن عروس لابنها ، وبمجيء عائلة روز من تجارتهم ومنع روز من التجوّل وحدها كالعادة ، نسيت والدة داني أمرها ، فهي امرأة كثيرة النسيان كثيرة الكلام ..

تجلس ماري وقد رتّبت كلماتها جيدا وعلمت كيف تدير تلك الأفكار في رأس والدة داني بسهولة ، كانت والدة داني ترتدي بعض الحليّ ، أخذت تسترسل بشرحها عن قيمتها وكم هي نادرة ، فتظاهرت ماري بعدم الاهتمام ،وأخذت بتناول الكعك وارتشاف الشاي بصوت عالٍ ، بينما كانت جميع النساء مذهولات بتلك القطع الذهبية ..

استاءت المرأة المجاورة لها وهمست لها بعصبية :

" أنت تشتتين انتباهنا ، لا أستطيع التركيز فيما تقوله "

فتحدثت ماري بصوت أعلى من همس المرأة :

" ولمَ عليك الانتباه لكلّ هذه المعلومات عن تلك الخردة إنها لا شيء ، إنها بعض الترهات لقد رأيت ما هو ......"

بينما كانت ماري تتحدث كانت أسماع النساء تتجه إليها ، ووالدة داني تستشيط غضبا ، لتصرخ بها في نهاية الأمر :

"إن كنت قد رأيت أجمل من هذه القطع ، فلماذا جئت إلى هنا ؟"

" كنت أظن أنّي سأرى شيئا مميّزا ! ،كاللذي رأيته عند عائلة مارتن ، إن مقتنيات روز مارتن لا يمكن تثمينها ، ولا تقارن بهذه الخردى ، أعذريني ولكنه الوصف الأمثل لهذه القطع"

" روز مارتن ! ، لعلّك تريدين التقليل من شأني فقط أو لعلّكِ .. "

وبينما هي مستمرة بالحديث أزاحت ماري ياقة ثوبها عن عقد مجدول بالذهب والماس والكثير من القطع النادرة بتصميم مبهر ، إنه ذلك العقد اللذي حصلت عليه من روز ليلة انتزاع داني من مارلين في يوم الزفاف ..

أخذ ذلك العقد عقول النساء ، حتى نسين أفواههن مفتوحة ، وساد بعض الصمت قبل أن توضح ماري :

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن