كانت مارلين تبذل قصارى جهدها في مساعدة جولي في خياطة فساتين روز ، وجعلها جميلة بشكل استثنائيّ ، حتى تثق روز بها أكثر من ذي قبل، فتتشجع في نفسها لحياكة فستان زفافها -إن تمّ - في مشغل مارجريت فلا تعلم مارلين إن كانت لديها خيّاط خاص للأزياء الأكثر أهميّة أم لا ، كان عملها دؤوبا حتى أنها لفتت أنظار جميع العاملات بسرعتها في الإنجاز ، وهذا ما جعل جولي تشعر بالحيرة والاستغراب ، فكيف كانت تريد الانتقام منها قبل بضعة أيام ، واليوم تنجز فساتينها بهذه السرعة وهذا الجمال ؟! ، لا بد وأنها تفكّر في شيء ما حيال الأمر ، هذا ما كان يدور في ذهن جولي عندها ، وبذات الوقت كانت مارلين تستمع خلسة لحوارات وترتيبات ماري اللتي تلقي بها في أذنيّ روز ، لترسم بدورها خطة الانتقام بالشكل الأمثل ..
كان لوتش يغوص لقعر الزنزانة باحثا عن أيّ طريقة للخروج ، ثم يعود للسطح مرة أخرى لعله يجد ما يساعده في الخلاص ، فهو ما يزال لا يستطيع تصديق ما يحصل له ، لا يستطيع تصديق أمر سلب حريته ومن من ؟ من والده ! ، ومع من ؟! ، مع مخلوقات غريبة مشوّهة ،كانت تانيا تمنعه في البداية ، إلا أنها تركته مشفقة على حاله ، استفز ازدياد صراخه وحركته المستمرّة مالك القفل للتحدث ، ولكن ، ليته بقي صامتا على أن ينطق بما لم يتوقع لوتش سماعه ولم يتوقعه أصلا ، ليخبره بحقيقة لا يعلمها غير القليل من حاشيته ، ومالكي الأقفال والمقربون منهم ، وبعض الحرس الخاص ، خرج عن صمته قائلا للوتش :
" أتعرف من أنت ؟ "
فصاح لوتش كالعادة :
" أنا ابن الملك !، ولا يحق لك .. "
فتابع مقاطعاً :
"الثالث والأربعون"
"ماذا ؟! ، لم أفهم شيئا "
" أنت ابن الملك الثالث والأربعين "
انتابت لوتش مشاعر مختلطة ، أحس عندها بأنه لا شيء ، لا أحد ، شعر بسؤال يراوغ عقله المتشنّج ،
من أنا !؟ ، ليبادر مالك القفل بسؤال :" إن كان لديّ أخوة بهذا العدد !، فأين هم ؟ "
"أزاح مالك القفل نفسه عن مده رؤية لوتش، ثم فتح صندوقا محفورا بالصخر فوق الزنزانة ، لتظهر عدد من هياكل الحور مصفوفة في الداخل بنوع من الاحترام !
ارتجف قلب لوتش متسائلا :
"من هؤلاء ؟!"
" إنّهم إخوتك ، هاهم هنا ، قضوا إما بشكل طبيعيّ فهم من أجيال متعاقبة! ، أو لظروف مختلفة "
"ماذا ؟! ، من أجيال متعاقبة! ، والدي يناهز الخمسين عاما فقط ! "ضحك مالك القفل مطوّلا ، ثمّ توقف قائلا :
" والدك قد ناهز الستمائة عام أو ربما الألف عام وربما أكثر لا أحد يعلم !، بالرغم من ذلك يبقى شابا ، فهو يتغذّى على الدماء الموجودة في أجساد الحوريات عندما يكون ذلك الدماء من أصول بشرية ، وأنت عدد من أولاده الكثر ، لذلك قد لا تساوي شيئا كإبن ملك ! ، لا أريد سماع صراخك مرّة أخرى متبجّحا بأبيك "
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasíaدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟