هدايا التنانين2

870 67 9
                                    

كانت مارلين تبذل قصارى جهدها في مساعدة جولي في خياطة فساتين روز ، وجعلها جميلة بشكل استثنائيّ ، حتى تثق روز بها أكثر من ذي قبل، فتتشجع في نفسها لحياكة فستان زفافها -إن تمّ - في مشغل مارجريت فلا تعلم مارلين إن كانت لديها خيّاط خاص للأزياء الأكثر أهميّة أم لا ، كان عملها دؤوبا حتى أنها لفتت أنظار جميع العاملات بسرعتها في الإنجاز ، وهذا ما جعل جولي تشعر بالحيرة والاستغراب ، فكيف كانت تريد الانتقام منها قبل بضعة أيام ، واليوم تنجز فساتينها بهذه السرعة وهذا الجمال ؟! ، لا بد وأنها تفكّر في شيء ما حيال الأمر ، هذا ما كان يدور في ذهن جولي عندها ، وبذات الوقت كانت مارلين تستمع خلسة لحوارات وترتيبات ماري اللتي تلقي بها في أذنيّ روز ، لترسم بدورها خطة الانتقام بالشكل الأمثل ..

كان لوتش يغوص لقعر الزنزانة باحثا عن أيّ طريقة للخروج ، ثم يعود للسطح مرة أخرى لعله يجد ما يساعده في الخلاص ، فهو ما يزال لا يستطيع تصديق ما يحصل له ، لا يستطيع تصديق أمر سلب حريته ومن من ؟ من والده ! ، ومع من ؟! ، مع مخلوقات غريبة مشوّهة ،كانت تانيا تمنعه في البداية ، إلا أنها تركته مشفقة على حاله ، استفز ازدياد صراخه وحركته المستمرّة مالك القفل للتحدث ، ولكن ، ليته بقي صامتا على أن ينطق بما لم يتوقع لوتش سماعه ولم يتوقعه أصلا ، ليخبره بحقيقة لا يعلمها غير القليل من حاشيته ، ومالكي الأقفال والمقربون منهم ، وبعض الحرس الخاص ، خرج عن صمته قائلا للوتش :

" أتعرف من أنت ؟ "

فصاح لوتش كالعادة :

" أنا ابن الملك !، ولا يحق لك .. "

فتابع مقاطعاً :

"الثالث والأربعون"

"ماذا ؟! ، لم أفهم شيئا "

" أنت ابن الملك الثالث والأربعين "

انتابت لوتش مشاعر مختلطة ، أحس عندها بأنه لا شيء ، لا أحد ، شعر بسؤال يراوغ عقله المتشنّج ،
من أنا !؟ ، ليبادر مالك القفل بسؤال :

" إن كان لديّ أخوة بهذا العدد !، فأين هم ؟ "

"أزاح مالك القفل نفسه عن مده رؤية لوتش، ثم فتح صندوقا محفورا بالصخر فوق الزنزانة ، لتظهر عدد من هياكل الحور مصفوفة في الداخل بنوع من الاحترام !

ارتجف قلب لوتش متسائلا :

"من هؤلاء ؟!"

" إنّهم إخوتك ، هاهم هنا ، قضوا إما بشكل طبيعيّ فهم من أجيال متعاقبة! ، أو لظروف مختلفة "

"ماذا ؟! ، من أجيال متعاقبة! ، والدي يناهز الخمسين عاما فقط ! "ضحك مالك القفل مطوّلا ، ثمّ توقف قائلا :
" والدك قد ناهز الستمائة عام أو ربما الألف عام وربما أكثر لا أحد يعلم !، بالرغم من ذلك يبقى شابا ، فهو يتغذّى على الدماء الموجودة في أجساد الحوريات عندما يكون ذلك الدماء من أصول بشرية ، وأنت عدد من أولاده الكثر ، لذلك قد لا تساوي شيئا كإبن ملك ! ، لا أريد سماع صراخك مرّة أخرى متبجّحا بأبيك "

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن