ظننت أنني حيث حللت حل الخراب، ولكن الجدة أخبرتني في حديث عابر لها لربما لم تكن تقصدني به، أنني أتقن حل المشكلات، ولذلك يرسلها الله إلي، أتقن خوض الحروب وبذلك يرسلها إلي أيضا، كقطع القماش، لا تذهب إلا عند من يتقن خياطتها بإتقان..
واليوم أقف هنا كقائد أنهكته هذه الحروب، ولكنه يعلم أنه لا يستطيع التراجع عنها..
أنهكت تلك الأفكار عقل جبر أثناء توليه الخط الأمامي في الدفاع عن المدينة، فقد اتفقوا جميعا على تقسيم الرجال لقسمين، قسم يقف عند مداخل المدينة بقيادة جبر ، وقسم آخر يبقى يختبئ في أزقتها لينصب الكمائن ولكل مجموعة قائد، مجموعة فيليب، وبينيت وجوسيا وبارتولوميو، بينما اتفقت النساء على حماية مداخل البيوت باستخدام نباتات سامة عند رشها يصاب من تلمسه بالتحسس ويستمر بحك نفسه دون توقف حتى يدمى، مخلفة آلاما شديدة، وبهذا تقف المدينة حذرة ومترقبة..
بدأ ذلك الضباب الذي يغطيها يميل للون الرمادي منه للأسود وبدا هادئا وكأنه جزء قديم منها..
لم يطل الأمر كثيرا حتى بدا جيش الأعداء، وظهر مارتن والعمدة ورجاله وهم يفرون منهم، لم تستطع مارلين ترك الجرحى فجرتهم لمكان آمن، وانطلقت راكضة، كان جاك يشعر بالقلق لتأخّرها، بينما جبر كان قد أدرك أنهم أكثر من أن يصمدوا أمامهم، ولكن كل ما كان يعرفه هو أنه لن يستسلم ولن يفر..
لحظات ويشتبك الرجال مع الهمجيين من جيش هوجا، كان حجم جبر الضخم الذي قابلهم به أولا منبثقا من الضباب قد أرعبهم، حتى أنهم ظنوا أن رجال المدينة كلهم بهذا الحجم، وكانت براعة جبر واندفاعه في القتال جعلتهم يشعرون بالخوف وبالتالي اضطروا للتراجع قليلا، وهذا ما جعل هيدشا يشعر بالفضول ليتقدم حتى ينقشع الضباب عن رجلٍ ضخم..
أيقن هيدشا أن مداخل المدينة مدشّنة جيدا برجال أشدّاء، ولكنه لن يستسلم ولن يبدي خوفه منهم، ففضّل التفاوض كما خطط هو وماري، صاح بجبر ورجاله :
" هل أنتم من اليوتنهايم؟!"
تعجّب جبر من سؤاله، فأجابه :
"ومن أين تعرف اليوتنهايم؟"
" هم وحدهم من يمتلكون هذه البنية الجسدية القوية وهذا الطول"
عندها قال جبر بتحدٍّ:
" ويقاتلون وكأنهم في ساحة للهو واللعب"
لم يكن لهيدشا خيار للمناقشة في ساحة حرب، فمدّ يده خلفه وجذب ماري بعد أن ترجّل عن حصانه، أخذت ماري بتنفيذ دور الضحية غير أن هيدشا جعل هذا التمثيل حقيقيا بعد أن أحكم يده على رقبتها حتى كادت تختنق، ثم وجه كلامه لجبر قائلا :
" إذا لا بد من مقايضة للبضاعة، إما هدنة بشروطنا ونعيد لكم هذه الفتاة، أو رأسها والموت"
أنت تقرأ
آريس الحورية الهاربة
Fantasíaدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟