نصر وهزيمة (3)

684 61 19
                                    

استغربت ماري صوت  قرع الباب في هذا الوقت  ، ولكنها ما إن رأت جاك حتى علمت أن هناك خطب ما ، بادرها بعدما فتحت الباب وعينيه على الأرض :

" السيّدة روز تطلبكِ الآن ! ،أعتذر عن إزعاجكِ في هذا الوقت المتأخر "

شعرت ماري بسعادة غير مبررة بعدما رأته ، فقالت له بلا تكلّف :

" حسنا جاك انتظرني قليلا "

عاد جاك للعربة وهو يشعر بقدر كبير من الكره لهذه السيدة ولروز ، لما تفعلانه، بالإضافة لإسلوبها المبتذل معه في أيّة حوار ، بالرغم من أنه دائما ما يتجنب ذلك ..

عند وصول العربة لساحة القصر نزلت ماري وقد لاحظت أن روز تنتظرها في الخارج ،ويبدو وجهها متكدّرا نوعا ما ..

وما إن التقتا حتى قادتها روز للغرفة التي حجزت فيها عمتها والدة داني وقد شرحت لها ما حصل ..

خرجت الخادمات وأغلقن الباب خلفهن ، وبقين ثلاثتهن كل واحدة في زاوية من الغرفة المظلمة إلّا من نور القمر وبعض شعلات مثبتة على الجدران ، بادرت والدة داني الدفاع عن نفسها والخوف يملأ عينيها :

" أقسم أنني لن أفتح فمي بنصف كلمة ، أنا أكرهها  تلك الفتاة ولا يهمني إن كانت ملقاة بالأسفل كالكلاب أم .. "

قاطعتها روز بصوت أقرب للوشوشة  :

" ششششش ، إخرسي ، ماذا تظنين نفسك فاعلة ، سوف تفضحيننا ، أغلقي فمك الآن وفورا "

ارتعشت والدة داني من الخوف منهما ووضعت يدها على فمها وسكتت ، حتى قالت لها ماري :

" لا بأس ، أنتِ تشتركين معنا الآن ، وعليكِ أن تبقي فمكِ هذا مغلقا "

روز بتعجّب  :

" ماري !  ، ما الذي تقولينه ، هذه العجوز ستفسد علينا كل شيء "

" لا ، على العكس تماما "

ثم التفتت لوالدة داني قائلة :

" أنتِ تعلمين أن فيليب ذي الرقعة والد مارلين قام بحجز رجالكم في مطعم صديقه العم جوسيا ، وكان لا بد لنا من مفاوضته على شيء ما ليطلق سراحهم كابنته مثلا ! "

لمعت عينا والدة داني ، وقالت  :

" ولكن لماذا أخفيتما هذا الأمر ، إنها خطة غاية في الذكاء !  "

كانت روز تراقب بصمت ، بينما ضربت ماري رأسها براحة يدها ، وقالت :

" يا إلهي ! ، ينقصك الكثير من الذكاء لتدركي أن فيليب مستعدٌ لقتل زوجك إذا ما اشتمّ خبر أسر ابته ، سيدمّر البيوت على رؤوسنا ! ،أنتِ تعلمين أن جلّ أهل كديميس من البحارة وغيرهم هم رجاله "

" ولكن كيف سنفاوض على رجالنا المأسورين إذا "

ارتبكت ماري ، فهي قد اختلقت سببا آخر لا يمت للسبب الرئيسي بصلة وهو انتقام للفستان ولحفل الزفاف وغيرتهما منها ، فأسكتتاها على عجل :

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن