الفصل الرابع

64.8K 3.8K 942
                                    

جبران العشق
الفصل الرابع
¤¤¤¤¤¤
هرعت إلي الشرفة مع صوت الصرخات التي تنبأ بحدوث كارثة حلت بالمكان طلت من شرفة غرفتها لتتوسع عينيها في دهشة مما يحدث بالأسفل جاموس ضخم يركض هنا وهناك صوت خواره العالي مخيف بعض الرجال يحاولن الإمساك به والسيدات تصرخ يهرعن من أمامه

في الأسفل كان الوضع كارثي ذلك الجاموس الضخم الذي اشتراه حسن ليُذبح بمناسبة خروج جبران فر من يد صبي الجزار الصغير وها هو يركض في الطرقات هائجا غاضبا قرونه الضخمة المدببة تنتظر فريستها ... طل جبران من شرفة شقته علي صوت الصرخات عاري الصدر يمسك في يده قميص أسود كان علي وشك لارتداءه نظر لما يحدث بالأسفل ليصدح بصوته غاضبا :
- انتوا يا بهايم ما حد يعرقب التور دا هو لازم أنا اللي أنزل ، فين حسن

زفر جبران أنفاسه حانقا ينظر لهم بامتعاض اختطف قميصه المعلق علي كتفه يرتديه علي عجل دون عقد أزراره القي ما تبقي من سيجارته أرضا يدعسها بحذائه ينزل سريعا لأسفل في تلك الاثناء كان حسن قد اقترب بصحبة الجزار ، توسعت عينيه مدهوشا ما أن رأي ما يحدث ، رأي كيف ثبت ذلك الجاموس الضخم واحمرت كالشرر نظر لما ينظر لتتوسع عينيه فزعا حين رأي أمل تتحرك سريعا ناحية بوابة عمارتهم بحجابها الأحمر الزاهي !! لم يكن يعرف أيضا أن ذكر الجاموس يغضب من اللون الأحمر ... دفع الجزار يصيح فيه :
-  اتصرف
ومن ثم اندفع يركض يصرخ باسمها التفتت إليه لتصرخ مذعورة تركض ناحية العمارة الصغيرة .... في لحظة جذبتها يد جبران إلي أحد الجوانب كادت أن تصرخ من جديد حين كمم فمها في ذلك الشارع الضيق يده

انحني جبران سريعا ينزلق علي ركبيته يضرب وتر أحد أرجل الجاموس ليعلو بصوته يسقط أرضا اندفع الرجال إليه يمسكون به .... استل الجزار سكينه الضخم يعطيها لجبران :
- أمسك يا سيد المعلمين ..

ابتسم جبران يلتقط السكين من يد الجزار نظر ناحية شرفتها في لمحة خاطفة ليبتسم في خبث حين رآها تنظر اليه عينيها متسعة تضع كفيها علي فمها ليقترب من رأس الثور يرفع رقبته لأعلي يمسك بالسكين جيدا يغمغم في حماس :
- الله أكبر ، بسم الله الرحمن الرحيم
وبخفة وسلاسة كانت السكين تغوص داخل عنق الثور يقطع الشرايين كاملة وتناثرت الدماء تغطي يدي جبران تملئ الأرض من تحتهم
رفع وجهه من جديد ينظر لها ليراها تغطي وجهها بكفي يديها لينفجر ضاحكا يلتقط قطعة قماش قديمة يمسح بها كفيه بخفة ... القاها بعيدا يبحث عن حسن ليري أمل تخرج تركض من ذلك الزقاق المجاور الضيق تهرول إلي بيتها سريعا لحظات وخرج حسن هو الآخر أحدي خديه أحمر ملتهب ملامح وجهه حانقة غاضبة يتمتم بكلمات لم يسمعها ولكن في الأغلب يسب أمل !

دقائق وتجمع جميع رجال الحي في صوان كبير حول طاولات صغيرة يلتفون وصوت الأغاني الشعبية العالية صدح من السماعات الكبيرة يجلس جبران بينهم كالعريس في ليلة زفافه يتلقي التهاني علي خروجه سالما من السجن !!
راقبت من الاعلي بملامح نافرة متقززة ما يحدث كيف أنه لم يغسل يديه حتي من الدماء وذلك الصوان الضخم والألوان الزاهية من المصابيح تتراقص بمجون حولهم وذلك الوقح عديم الحياء رد السجون يجلس كملك بينهم التبغ والارجلية يدخلان تباعا إلي فمه لم تبقي سوي الخمر والنساء ..شهقت مدهوشة تضع يدها علي فمها حين رأت راقصة ترتدي حلة رقص خليعة تقترب منهم تتمايل بشكل فج .. توسعت عينيها في ذهول حين جذبته الراقصة من يده ليرقص معها فتعالت التصفيق والصياح علي ما يصفقون هؤلاء السكاري ... كيف ستعيش بينهم الوضع كارثي أسوء مما تصورت والدها كان محقا لا مكان لها بينهم عليها أن تجد سبيلا آخر وتفر من هنا الآن قبل الغد !

جبران العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن