الفصل 36

42.2K 2.9K 643
                                    

جبران العشق
الفصل السادس و الثلاثون
الجزء الأول   
¤¤¤¤¤¤
مشهد الوداع بينهم كان أكثر من مؤثر احتضنت فاطمة روزا تبكي رحليها بأنهار من الدموع في حين تشبثت روزا بأحضان فاطمة وكأنها طفلة صغيرة ترفض ترك حضن والدتها ، أبتعدت عنها أخيرا تقبل جبينها ويديها تغمغم باكية :
-هجيلك تاني والله يا ماما فاطمة أنا ما اقدرش أبعد عنك أبدا ، أنا من غيرك كنت ضعت أنتِ اللي علمتيني كل حاجة أنتِ أمي اللي ربنا بعتهالي ناجدة عشان تشد أيدي من الوحل

انهمرت دموع فاطمة بعنف لتعانق روزا من جديد تغمغم بحرقة:
-خلي بالك من نفسك يا ضنايا وفي اي وقت ضاقت بيكِ الدنيا دا بيتك ، واسالي عليا يا جميلة
حركت رأسها بالإيجاب عدة مرات متتالية تحركت بصحبة فاطمة صوب بيجاد الذي يقف ينتظرهم بالخارج بصحبة طاهر ورُسل زوجته التي لم تنطق بحرف ، أقترب بيجاد يأخذ منها حقيبتها لتوجه فاطمة حديثها إليه:
-خلي بالك منها يا إبني والله يا ابني أختك غلبانة أوي ما تزعلهاش بالله عليك ما تزعلها

ابتسم بيجاد يومأ لها محظوظة روزا بوجود تلك السيدة في حياتها لتراعها كما لو كانت ابنتها بعد عناق أخير تحركت أخيرا صوب السيارة قبل أن تدلف إليها سمعت صوته من خلفها يغمغم محتدا :
-أنتِ هتمشي من غير تقوليلي يا جميلة
التفت هي وبيجاد معا ، رفعت يدها تصدم به جبينها كيف نسيت ذلك الطبيب شهاب من المفترض أنها الآن في حكم مخطوبته ولكن بيجاد لا يعرف بذلك ، أقترب شهاب منها يتمتم بنزق :
-أنتِ رايحة فين ومين دا ؟
رفع بيجاد حاجبيه ساخرا أقترب منه يقف بينه وبينها دفعه بخفة ليرتد خطوة للخلف ليردف بيجاد متهكما:
-أنت اللي مين يا بتاع أنت
احتدت عيني شهاب غضبا حاول أن يمسك يد روزا ليقبض بيجاد على يد قبل أن يفعل يردف متهكما :
-تؤتؤتؤ كدة أنت هتحلو ، المرة الجاية هقطعها مش هكسرها ، ما جاوبتنيش الحلو بقى مين جذب شهاب يده من يد بيجاد يغمغم محتدا :
-أنا خطيبها
توسعت عيني بيجاد في ذهول كيف وشقيقته من الأساس متزوجة ، متزوجة ومخطوبة في الآن واحد التفت لها يصيح فيها :
-خطيبك إزاي وعمر أنتي متجوزة ومخطوبة مع بعض

ابتلعت لعابها مرتبكة لا تعرف ماذا تقول له أمسكت بذراعه تهمس له بصوت خفيض للغاية:
-يا بيجاد إحنا كنا فاكرين أن جوازي من عمر باطل وشهاب جه اتقدملي بس صدقني ما فيش بينا أي حاجة رسمي

-باطل
صاح بها بيجاد ساخرا قبل أن ينظر صوب طاهر يغمغم :
-ايه يا حج طاهر دا أنت شيخ جامع حتى باطل إزاي ، وعمر بيه الناصح هو فين أنا مش فاهم دخل شرطة ازاي دا
التفت صوب شهاب الواقف خلفه لا يفهم شيئا ينظر صوب شقيقته يعاتبها ليحمحم شهاب مرتبكا يقص عليه كل ما قاله له عمر ليضحك بيجاد عاليا مسح وجهه بكف يده يغمغم ساخرا :
-بص يا إبني عشان نخلص من الحوار دا ، الفيلم الهابط اللي قالك عليه عمر دا ما حصلش أنا أختي عمر نفسه بس هو ناصح ما شاء الله ما كنش يعرف أصلا ممكن تشوف طريقك لأننا لسه ورانا سفر
ودون أن يسمع أو يقول المزيد دخل السيارة جوار يجلس خلف المقود نظر خلفه ليجد شقيقته وزوجته الاثنتين يجلسان بالخلف تنهد حانقا ، ينظر لرُسل من خلال المرأة لم تنطق بحرف منذ أن رأته صباحا فقط تحرك رأسها تنفذ ما يقول دون أدنى اعتراض ، أدار محرك السيارة ينطلق في طريقه لتنظر فاطمة لزوجها تتمتم مدهوشة :
-أنت فاهم حاجة ، عمر متجوز جميلة طب إزاي وامتى
ضرب طاهر كفا فوق آخر هو الآخر لا يفهم حقا ما يحدث هنا سيذهب ليتواصل مع عمر ليخبره بما يحدث !
______________
على صعيد آخر في المستشفى ، فتح مقلتيه لا يعرف كم مر من الوقت عليه وهو في حاله تلك يشعر بعطش شديد وألم السكين وكأن النصل لا يزال يخترق لحمه إلى الآن نظر حوله ليجد نفسه وحيدا في الغرفة ابتسم في سخرية لا أحد هنا ، من سيأتي إليه من الأساس بات الآن منبوذ من الجميع أجفل على صوت باب المرحاض الملحق بغرفته يُفتح وها هو جبران يخرج منه ابتسم سعيدا ما أن رآه شقيقه هنا هو ليس وحيدا كما ظن ، هرول جبران إليه يسأله قلقا :
-زياد أنت كويس يا حبيبي ثواني هندهلك الدكتور
وخرج يهرول من الغرفة لتدمع عيني زياد تشق إبتسامة كبيرة شفتيه ليس وحيدا شقيقه هنا لم يتركه لديه من يخاف عليه ليس وحيدا عاد جبران بعد لحظات بصحبته أحد الأطباء الذي بدأ يفحصه يطمأنه عليه يسأله عدة أسئلة وهو يجيب عينيه معلقة بجبران يشعر في تلك اللحظة بأنه بات طفلا يود فقط احتضان أبيه ليطمأنه ، أقترب جبران من الطبيب يسأله قلقا:
-طمني يا دكتور هو حاله ايه دلوقتي
ابتسم الطبيب بخفة يربت على كتف زياد السليم يوجه حديثه لجبران :
-الحمد لله عدت على خير ، هيقعد معانا النهاردة وبكرة وبعد كدة يقدر يروح بإذن الله
تنفس جبران الصعداء يشكر الطبيب رحل الأخير ليرتمي على الفراش جوار شقيقه يتنفس بعمق يغمغم :
-حرام عليك يا أخي وقعت قلبي الحمد لله أنك بخير

جبران العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن