الفصل ال32 الجزء 2

41.2K 2.7K 747
                                    

جبران العشق
الفصل الثاني و الثلاثون
الجزء الثاني  
¤¤¤¤¤¤
يجلس علي أحد درجات السلم المؤدي إلى السطح قبل الفجر بساعة تقريبا سيجارته بين شفتيه يفكر في تلك الفتاة وما الذي تفعله وهل هي ضحية كما صرخت ، هل حقا تعرضت لكل ذلك العذاب الذي قالت عنه أم أنها فقط حية خبيثة تبث سمها لتخدع الجميع ، تنهد بعمق يزفر أنفاسه يخفي وجهه بين كفيه ، سمع صوتا يقترب من مكانه فما كان منه إلا أنه اختبئ سريعا خلف الباب ليراها تقترب من السلم تمشي على أطراف أصابعها ، إذا كان محقا كانت تخدعهم وها هي ستهرب وقف يراقبها خلسة دون أن تراه ليراها تتحرك بهدوء تام إلي السطح تحمل بين يديها شئ لم يتبين ماهيته راقبها عن كثب وهي تصعد لأعلى تنظر حولها حذرة إلى أن سمع صوت باب السطح يُفتح ، خلع حذائه يتحرك علي أطراف أصابعها ينظر حوله بحذر إلى أن وصل باب السطح هو الآخر من الشق الكبير الموجود في الباب الكبير استطاع رؤيتها تجلس أرضا على بساط للصلاة علي ضوء كشاف صغير وضعته جوارها استطاع أن يتبين ما يحدث بالداخل ، تجلس أرضا ترفع كفيها الدموع تغرق وجهها وصوت يخرج هامسة ، نبرتها تتمزق حزنا وندما :
- يارب ، يارب أنا عملت حاجات غلطت كتير أوي ، بس أنا ما كنتش أعرف غير الغلط دا ، ماما فاطمة قالتلي أن أنا لو دعيت هتغفرلي ذنوبي ، أنا كنت وحشة أوي بس يارب هو اللي خلاني كدة ، أنت عارف يارب هو عمل فيا ايه ، عذبني قد ايه ، سامحني يارب ، حتى لو اتعدمت أنا مش خايفة من إني أموت ، أنا خايفة بس إني ادخل النار ، يارب سامحني يارب

لم يشعر سوى والدموع تهبط من مقلتيه ، يشعر بالشفقة والألم وهو يسمع ما تقول ألتك الدرجة عانت ، نزل بخفة دون أن تراه ليتوجه إلى غرفة عمه دق بابها مرة واثنتين إلى أن فتح طاهر الباب يسأله قلقا :
- في اي يا عمر يا إبني حاجة حصلت
نفي برأسه يعتذر لعمه عن الإزعاج قبل أن يحمحم يردف :
- أنا عايز اتكلم مع مرات عمي كلمتين معلش

قطب طاهر جبينه متعجبا اومأ برأسه التفت ليرى زوجته تقف خلفه تغمغم :
- أنا صاحية يا حج طاهر وكنت لسه هصحيك عشان الفجر ،جاية يا عمر يا إبني

تحركت للخارج عمر يتبعها إلى الغرفة الخارجية التي رأى فيها روزا هنا أول مرة جلست فاطمة ليجلس أمامها يغمغم سريعا :
- ممكن تحكيلي إزاي البنت دي جاتلكوا أو عرفتوها إزاي

تنهدت فاطمة بحسرة حين تذكرت ما حدث قبل عدة أسابيع لتردف بأسى :
- من كام أسبوع يا إبني عمك طاهر راح يصلي الفجر في الجامع زي عادته لما رجع كان راجع علي عربية كارو والبنت دي مغمي عليها ومحطوط عليها جلبية واحد من الرجالة هدومها كانت لامؤخذة عريانة أوي ، الحج طاهر قالي أنها جت تجري ناحيتهم وكانت بتصرخ وتعيط وتقول إن الشيطان بيجري وراها ووقعت مغمي عليها

الشيطان؟! قطب عمر جبينه مستنكرا ما تقول زوجة عمه ولكن اومأ يحثها أن تكمل ما تقول لتردف مكملة :
- سندتها ودخلتها ، البت يا حبة عيني كانت بتصرخ وتعيط وهي نايمة وشوية تقول شيطان وشوية تقول ما تضربينش وشوية تقول يا بابا ، لما فاقت كانت مرعوبة ، فأنا بقولها وحدي الله يا بنتي قالتلي يعني ايه ، أنت متخيل

جبران العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن