الفصل الجديد

43.1K 2.8K 728
                                    

جبران العشق
الفصل الحادي والعشرون
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
رحل وتركها تجلس علي الأريكة في صالة منزلهم تنظر للفراغ الذي يماثل روحها ضياعا لا تجد ما تُسكن به ذلك الألم البشع الذي يغزو خلاياها المشهد لا يختفي من أمام عينيها الشاب وهو يرتجف يتوسله لأجل ذلك السم ونظرة عينيه القاسية ابتسامته الخبيثة كلماته التي لاتزال تطرق عقلها بعنف لم تطلب منه إن يكن البطل الخارق ويصلح العالم ولكن علي الأقل لا يفسده بيديه كيف يمكن أن تكون يديه بذلك الحنو حين يضمها إليه هي نفس اليد التي تدفع السم لمثل ذلك الشاب المسكين
انحدرت دموعها عقلها مشوش لا تعرف ما عليها أن تفعل تتركه تصر علي موقفها وتطلب الطلاق شئ داخلها يؤلمها مع تلك الكلمات مجرد فكرة أنها ستخرجه من حياتها تؤلمها أحبته ولا تنكر إذا هو ربح الرهان توسعت عينيها حينها تتذكر كلمات التحدي الذي وعدها بها
« تعالي نتجوز يا وتر من باب التغير اعتبريه تحدي أنا أعرف أنك بتحبي التحديات أوي يا تثبتي أني غلطان وإنك فعلا ما حبتنيش وساعتها بكامل ارادتي واقسملك هروح اسلم نفسي واعترف بكل جرايمي ، يا اثبتلك أنك حبتيني وساعتها بردوا مستعد اسيب كل حاجة ونبدأ مع بعض صفحة جديدة »

ربح التحدي وستلزمه بكلمته ستخبره انها أحبته ستطلب منه إن يفي بكلمته ألم يتفاخر أمامها مرارا وتكرارا أن كلمته عهد لا يخلفه أبدا ارتسمت ابتسامة أمل واسعة علي ثغرها جبران شخصية نرجسية لا ترضخ بالعناد أبدا لذلك عليها أن تشعره بأنه هو من انتصر لينفذ لها ما تريد ، قامت سريعا عليها أن تتجهز قبل ان يأتي ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن دق هاتفها نظرت للمتصل لتجد اسم أمل يُضئ الشاشة ، فتحت الخط سريعا تضع الهاتف علي اذنها تغمغم متلهفة :
- ألو يا أمل أنتي كويسة يا حبيبتي، جبران قالي انكوا بخير بس محتاجين راحة عشان كدة ما رضتش اتصل بيكي أمل ردي عليا ساكتة ليه

صمتت وتر قطبت جبينها ترهف السمع ليصل صوت بكاء أمل وشهقاتها إليها وجملة ممزقة بالكاد سمعتها :
- أنا محتاجاكي يا وتر ارجوكي تعالي

غمغم سريعا دون تردد :
- أنا جيالك حالا خمس دقايق وهبقي قدامك

أغلقت معها الخط لتقع عينيها علي ساعة الحائط لاتزال العاشرة الوقت لم يتأخر لحد كبير توجهت سريعا إلي غرفتها بدلت ثيايها
إلي فستان طويل مغلق عليه إلا يغضب في ذلك الوقت تحديدا إلي أن تحقق ما تريد وليكن للحديث بقية بعد ذلك
أخذت طريقها لأسفل ما أن خرجت من مدخل العمارة وقعت عينيها علي جبران يقف عند ورشته يمسك منشار كبيرة يجز بعض الأجزاء الزائدة من باب كبير أمامه رفع رأسه يمسح جبينه بكفه لتقع عينيه عليها احتدت نظراته ليلقي المنشار من يده توجه ناحيتها أمسك بيدها يعود بها إلي المدخل وقف أمامها يهمس محتدا :
أنتي رايحة فين وازاي تنزلي في الوقت دا ومن غير اذني يا بنت الذوات

تنهدت بعمق تحاول الا تصرخ في وجهه هي الأخري رسمت ابتسامة بسيطة تربت علي يده بخفة تغمغم برقة:
- رايحة عند أمل يا جبران كلمتني وهي منهارة من العياط وطلبت مني إني ارحولها ضروري ممكن أروح؟

جبران العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن