جبران العشق
الفصل الرابع و الثلاثون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤
الثامنة صباحا أصوات الباعة الجائلين عادت من جديد أصوات اشتاقت إليها لم تعرف أنها تحبها لتلك الدرجة إلا حين حُرمت منها مجبرة فتحت عينيها قليلا تنظر له وهو ينام في سكينة جوارها رأسها على ذراعه يده الآخرى تحاوط خصرها تنهدت تبتسم رفعت يدها تتلمس شعيرات ذقنه النامية طبعت قبلة صغيرة على طرف ذقنه تهمس :
- أنا بحبك يا جبران ، حقيقي أنا ما عرفتش أنا بحبك قد إيه غير لما بعدني عنك كنت واثقة أنك هتلاقيني يا معلم جبران يا سواح
ابتسم ثغره يفتح عينيه نظر لوجهها يهيم عشقا بلمعة عينيها التي كادت تنير مقلتيها دنى برأسه يلثم جبينها بقبلة عميقه يغمغم بصوت أجش :
-وأنا بعشقك يا وتر قلب السواح
انتصفت تفرك عينيها نزلت من الفراش تتجه صوب المرحاض تتذكر أنها تركت حقيبة إسعافات صغيرة هنا ، ابتسمت حين رأتها حملتها تعود إليه لتراه يستند إلى عارضة الفراش يدس سيجارة بين شفتيه زمت شفتيها تقترب منه نزعت السيجارة من ثغره تلقيها أرضا تدهسها بخفها المنزلي بغيظ ليضحك بخفة على ما تفعل ، تحركت يديها إلى قميصه تفتح ازراره ليرفع حاجبه الأيسر يغمغم مبتسما:
-على الصبح كدة بس اشطة
قلبت عينيها ساخرة تزيح قميص اقتربت تنزع الشاش عن جروح كتفه وذراعه وكف يده ، تُمسك بقطعة قطن مبللة بالمعقم تنظف جراحه من جديد ليبتسم هو يزيح خصلة قصيرة خلف أذنها يعبث في خصلات شعرها بخفة بينما هي تركز انتباهها إلى ما تفعل سمعت صوته الدافئ يهمس لها:
-أنا عارف أنتِ بتعملي ايه ، وتر أنا حافظك أكتر من نفسك ، على فكرة دكتور الإسعاف لسه مغير على الجرح من قريب ، عيطي يا وتر أنا عارف إن اللي شوفتيه مش شوية ، ما تداريش وجعك عني أبداارتعش كف يدها الممسك بالرباط لتحرك رأسها بالنفي بعنف لن تبكي ؛ لن تبكي على حياتها التي قضتها وهي بين أحضان شيطان ،لن تبكي على صورها والدها التي طالما احتفظت بها في أعلى مكان في قلبها وهشمها هو بيده ، لن تبكي حين تتذكر أن والدها هو من أراد أن يكسر شوكتها وأرسل ذلك المختل ليغتصبها ، لن تبكي حين يمر أمام عينيها ما رأته في بيته حتى ترن في أذنيها كلماته السامة وهو يخبرها أنه يود التضحية بها لأجل مريض لعين في عقله ، لن تبكي أبدا
تساقطت دموعها رغما عنها أحمر وجهها لتشهق عاليا تصرخ بلا صوت تبتعد عن الفراش تهرع إلى المرحاض لينتفض جبران من مكانه يركض خلفها جذبها إليه قبل أن تدخل يبسط كفيه على ظهرها شهقت بعنف تصرخ بحرقة مرة بعد أخرى تحاول أن تُخفي صوتها بين أحضانه علا صوت بكائها ينتفض جسدها وكأنه يُصعق تحركت أحدى يديه يمسح على شعرها يربت على ظهرها يهمس لها بالكثير يحاول تهدئتها إلى أن خف بكائها قليلا فقط ليطبع قبلة طويلة أعلى حين بدأت تتحدث من بين شهقاتها المتتالية :
-أنا مش مصدقة ، مش مصدقة أنه بالشر والارف دا كله ، كان كل حاجة في حياتي ، طلع هو اللي دمر حياتي ، شوفته بعيني وهو بيعمل حاجات وحشة أوي ، كان عايز يدبحني عشان يرضي جنونه أنا بكرهه ، بكرهه أوي ، أنا مش قادرة اصدق أن دا بابا ، دا أكيد واحد تاني ، أكيد واحد تاني ، دا مسك دماغي وفضل يخبط فيها ، بابا اللي كان بيجري عليا مرعوب لو بس انعورت ، أنا حاسة أن أنا في كابوس يا جبران
أنت تقرأ
جبران العشق
Mystery / Thrillerقصة عشق مختلفة أن كنت تبحث عن البطل الوسيم شديد الثراء فعذرا قصتنا مختلفة تماما بين معلم الحواري وبنت الذوات