الفصل

55.4K 3.5K 628
                                    

جبران العشق
الفصل الثاني عشر
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤
حل الليل سريعا وزينت الإضاءة المكان صوان كبير يصتف فيه المقاعد حول طاولات تحوي ما لذ وطاب وأربعة مقاعد بين كل زوجين مسافة صغيرة عُلقت الزينة وفرشت أرض الحي بنشارة الأخشاب الملونة ... أسرع زفاف يمكن أن يكن حدث في حيهم السماعات الصاخبة بدأت عملها باكرا مع تلك الأغاني الشعبية المزعجة ... رجال جبران يتحركون كالنحل في الخلية بالقرب منا هناك عند أحد صالونات قص الشعر ( الحلاقة ) الخاص بالرجال يجلس جبران علي أحد المقاعد وحسن جواره علي المقعد الآخر بالقرب منه شارد عينيه كدرة غائمة مشتتة انتبه حين اردف جبران يؤنبه :
- قولتلك بلاش فكرتك الزفت دي ، لويت دراعها عشان ترضي تتجوزك ... تفتكر هي هترضي تبص في وشك بعد اللي عملته هترضي تبات معاك في أوضة واحدة ولا بردوا دي هتمشيها غصب يا حسن

حرك رأسه بالنفي يتنهد بعمق غبي انجرف خلف غضبه وغيرته إحساسه الأعمي بأنها يجب أن تكن له هو الذي احبها رفع يديه يمسح بهما وجهه بعنف تنهد بعمق يتمتم :
- مش عارف ،مش عارف أنا إزاي عملت كدة ، كل اللي كنت بفكر فيه أنها ما تبقاش لغيري ، مش ناسي صوتها وهي بتقولي انها بتكرهني وأنها عمرها ما هتحبني أبدا

رفع حسن كفيه يخفي وجهه بينهما ليزفر جبران أنفاسه حانقا كم تمني لو يدفع رأس ذلك الأحمق إلي اللوح الزجاج أمامه عل عقله يرتد إليه ويفكر قليلا قبل أن يقدم علي أي فعل أحمق ... نزع المنشفة الصغيرة من أمام صدره جذب مقعده يقترب من حسن جلس أمامه يرتب علي كتفه يحادثه :
- اللي حصل رغم أني نفسي أكسر دماغك علي اللي هببته الا أنه حصل خلاص خلاص والحتة كلها معزومة علي فرحكوا النهاردة لو اجلنا ولا لغينا هتبقي سيرة البت لبانة في بوقهم ، فالعمل دلوقتي ايه ... تقف علي إيديك ورجليك كدة إن شاء الله حتي تتشقلب علي الحيطان وتخليها تسامحك ، يا ابني الستات دول غلابة كلمة حلوة تكسبهم ... بس إنت دبش كلامك كله زي القرف

ارتسمت ابتسامة باهتة ساخرة علي شفتي حسن اومأ برأسه دون اعتراض تلك المرة عليه فعلا أن يستمع إلي ما قال صديقه يكفي ما فعله بحماقته إلي الآن .. انتبها معا علي صوت أحد صبيان جبران يدلف للمحل يحمل حلتين في يديه يغمغم مبتهجا :
- بدل الفرح يا معلم جبران !
_____________
تقف أمام مرآة الزينة في غرفتها تنظر لثوب الزفاف الذي اختاره هو كل شئ قرره هو وهي مشارك صامت في قصة حياتها كل ما جري ويجري وسيجري يحدث دون إرادتها مرغمة ، مجبرة مقيدة بأغلال الخوف من المجتمع ادمعت عينيها تمسك دموعها بشق الأنفس ، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها تملئ مساحيق التجميل وجهها بشكل مبالغ فيه حتي بات لا تعرف أين قسمات وجهها الحقيقة أين اختفي الأمل من قلب أمل ، رأت من خلال سطح المرآة والدتها وهي تدخل إلي الغرفة ترتدي جلباب أسود به خيوط صفراء لامعة عينيها دامعة وجهها حزين قلب يتمزق عليها .. تحرك ناحية ابنتها وقفت خلفها وضعت يدها علي كتفها تربت عليه برفق تحشرجت نبرة صوتها تغمغم باختناق :
- أنا بعت شنط هدومك اللي كنت بجهزك بيها بيت حسن ورصيتهم في دولابك ، الشقة حلوة عفشها كله جديد ، مبروك عليكِ يا بنتي

جبران العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن