الفصل التاسع الجزء الثاني

58.2K 3.3K 1K
                                    

جبران العشق
الفصل التاسع
الجزء  الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
تضاربت دقات قلبها تموء داخل كفه بعنف تحاول دفعه بعيدا ولكنه لا يتزحزح وكأنه اقسم إلا يتركها ... تحركت حقدتيها هلعا هنا وهناك لا مفر هنا هو أمامها وباب الدولاب المغلق يسند جسدها الذي يحاول والفرار وكفه يكمم فمها حين مل من دفعاتها قبض علي رسغيها في كفه الأخري ببساطة تنهد ساخرا يردف متهكما :
- ممكن أعرف يا بنت الذوات ايه اللي مدخلك اوضتي وبتفتشي في اي ... أنتِ مخبر يا بت ولا ايه

رفعت حاجبيها تنظر له ساخرة من تحليله الجهنمي الخارق لحدود تفكير الإنسان الغبي من الأساس حركت رأسها بالنفي تحاول جذب كفيها منه بعنف إلي أن ترك يديها وأبعد كفه عن فمها لتأخذ نفسا قويا لهثت بعنف تحادثه حانقة :
- نفسي كان هيتكتم كل دا كف ايد ... وبعدين هكون بعمل ايه في أوضتك يعني .. ااا ...ااا

تلعثمت لعدة لحظات تحاول إيجاد كذبة مقنعة في حين وضع هو يديه علي خاصرته يراقبها بابتسامة ساخرة وهي تحاول أن تكذب لتغمغم سريعا :
- ايوة أنا كنت بنضف الأوضة ماما قالتلي روحي نضيفها وأنا كنت بعلق هدوم مرمية في الدولاب وأنا هعمل ايه يعني فئ أوضتك

ضحك بخفة يومأ برأسه في صمت يرميها بنظرات متهكمة عينيه صوب ذلك الكتاب الملقي جوارها أرضا مال في لحظة يختطفه من جوارها رفعه أمام عينيه يغمغم ساخرا :
- والكتاب دا كنتي بتعلقيه بردوا ولا بتكمريه عشان تاخديه

توسعت عينيها غضبا من الفاظه السوقية المقززة لتشهر سبابتها أمام تهمس محتدة :
- ما اسمحلكش تتكلم لا معايا ولا عني بالطريقة دي ... الكتاب وقع من دولابك ... المفروض أنا اسألك كتاب من السجن إلي الحرية بتاع بيير داكو طبعة أصلية مش مترجمة بيعمل ايه في دولابك

ما تلك الأسماء الغريبة التي قالتها ذلك الكتاب اشتراه من بائع الخردة فتح صفحات الكتاب يحركه بخفة ليسقط من بين ورقه أبيض صغير غريب الشكل ولكنه تعرفه تلك الأوراق التي يضعون فيها المخدرات كالسجائر توسعت عينيها وتدلي فاهها خاصة حين غمغم ساخرا :
- حاطط فيه ورق البفرة يا بنت الذوات

رأت كنز نادر مغروس بين الوحل لم تشعر بنفسها سوي وهي تنتزعه من بين يديه بعنف تصرخ فيه :
- كتاب من أحسن كتب علم النفس عامله قرف للقرف ، أنت ايه ... أنا عمري ما تخيلت أن في نوعية زيك كدا من البشر فخور أوي أنك مخبي فيه ورا بتاع دا ... أنت فعلا عايش في سجن عمرك ما هتخرج منه للحرية

اختفت ابتسامته الساخرة شيئا فشئ إلي أن تماهت تماما قبض كفه ونفرت عروقه وهسهس غاضبا :
- أنت ليه مصرة تخرجيني عن شعوري يا بنت الناس أنتِ اللي ناجدك من ايدي أنك واحدة ست وأنا عمري ما امد ايدي علي ست

بالطبع صوت صياحهم الغاضب جذب انتباه فتحية التي خرجت تركض من المطبخ تبحث عن ابنتها إلي أن وجدتها دخلت إلي الغرفة لتتسع عينيها قلقا حين رأت جبران يقف عاري الصدر في غرفة نومه مع ابنتها ...ارتابت قلقا لتتقدم منه سريعا تنظر لوتر محتدة :
- تعالي يا وتر عيزاكي عشان نحط الأكل عن إذنك يا معلم

جبران العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن