الفصل الخامس عشر

29 2 74
                                    

ذهبت ديما إلى ميلارد وفانيتاس اللذان كانا كلاهما يجلسان على الأريكة ويمسكان هواتفهما وينظران إليها ، فقررت أن تسأل ميلارد قائلة: ميلارد هل تحب متابعة اليوتيوب؟
فنظر لها ميلارد في تعجبٍ من سؤالها وقال: أجل ، لماذا تسألين؟
فأجابت ديما: إنه مجرد سؤالٍ فحسب ، ماذا تحب أن تفعل على هاتفك أيضًا؟
فرد عليها: أحب التصفح بشكلٍ عشوائي كما احب مشاهدة الأفلام والمسلسلات ولكن على شاشة التلفاز وليس الهاتف .
فقالت: جيدٌ أنك تحب شيئًا غير البكاء .
فضيق عينيه ونظر لها بعدم رضا ثم أخفض وجهه تجاه الجوال مجددًا في استنكارٍ منه لقولها فابتسمت هي على مضايقتها له ، ثم قامت من مكانها وقالت لميلارد: أصليت اليوم؟
فأجابها: صليت الفجر أنا وروبرت وفانيتاس جماعة ، والان سنقوم لنصلي الظهر جماعةً أيضًا
فنظرت إلى فانيتاس في صدمة وقالت: أأنتَ مسلم؟
فرد عليها فانيتاس: ألا يبدو عليَّ ذلك؟
فتابعت قائلة: وتصلي أيضًا؟
فأجابها هو في سخط: ماذا تظنينني هل أبدو كشيطانٍ أمامكِ أم ماذا؟

فقالت ديما: لا لا تبدو كشيطان تبدو كأحد كفار قريش فحسب .
سيطر فانيتاس على شعوره بالاستفزاز من كلامها وابتسم له ابتسامته المتكلفة المعتادة ، وفي تلك الأثناء قام ميلارد وقال: هيا بنا لنصلي يا فانيتاس .
فكانت ديما هي من ترد عليه قائلة: أجل اذهبوا إلى الصلاة وأنا أيضًا سأصلي ثم انتظركم في غرفة الرياضة .
فصاح ميلارد: غرفة الرياضة مجددًا! مستحيل .
فردت عليه ديما: اهدأ يا رجل فمن سيدربك اليوم هو فانيتاس .
فالتفت ميلارد إلى فانيتاس وهو يقول: ألهذا جلست هنا اليوم ولم يأخذك روبرت معه؟ أهذا يعني أنكم تخططون وتمكرون جميعاً من خلف ظهري؟ ، حتى أنت يا فانيتاس!
فرد فانيتاس بسرعة: هي من أجبرتني يا ميلارد ثم أنها قالت أن هذا سيحسن من حالتك ومن صحتك .
فقاطعتهما ديما وهي تصفق بيديها لإنهاء حديثهما وتقول: لن نطيل الحديث عن الأمر طوال اليوم هيا اذهبوا إلى الصلاة لكي نبدأ التدريب .

ذهب ميلارد مع فانيتاس وهو يضيق عينيه وينظر إليه بطرف عينيه وفانيتاس يحاول التهرب من نظراته وذهبت ديما هي الأخرى ، وبعد أن انتهى ميلارد وفانيتاس من الصلاة ذهبوا إلى غرفة الرياضة ووجدوا ديما تجلس هناك ، وبدأ فانيتاس يطلب من ميلارد القيام بتمرينات تعد إحماءً لأجل ألا تتأذى عضلاته وكان يخبره ماذا يفعل خطوةً بخطوة ، وبعدها بدأ يدربه تدريباتٍ بسيطة حتى يقوي من عضلاته شيئًا فشيئًا ، وكان ميلارد يفعل ما يطلبه منه فانيتاس بشيءٍ من السهولة ، فخرجت ديما عن صمتها قائلة: أنت تبدو جيدًا في تنفيذ هذه التمارين ، لماذا لك تفلح معك تماريني يا تُرى؟
فرد عليها فانيتاس: لا تسمي ما جعلته يفعله بالأمس تمارينًا من الأساس ، لقد كنتِ تعذبين الفتى .

فنظرت إليه باستنكار ولم تجب ، ثم طلب فانيتاس من ميلارد أن يصعد على ألة الركض وقام بوضعها على سرعةٍ متوسطة ، وقال موجهًا حديثه لديما: اصعدي على المكينة الأخرى أنتِ أيضًا .
فصرخت قائلة: ماذااا أنااا؟؟ ، لن أفعل بالتأكيد .
فرد عليها: بالتأكيد أنتِ هل ترين أحدًا أخر غيرك؟ ، بل ستفعلين أم تنوين الجلوس هكذا ومشاهدتنا فحسب ، هيا اصعدي وحافظي على صحتكِ انتِ الأخرى .
فقالت: ولكن هل ترى أن ملابسي مناسبة للرياضة؟
كانت ديما ترتدي فستانًا كلاسيكيًا أشبه للعباءة باللون الاسود ، ومن فوقه أشبه بعباءة مفتوحة باللون الرملي المخطط بالأسود وكذلك حجابًا طويلًا باللون الرملي ، فقال لها فانيتاس: أنتِ فقط ستركضين لم أقل لكِ أنكِ ستحملين أثقالًا أو ما شابه .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن