الفصل التاسع والثلاون

19 2 124
                                    

وقف الجميع مصدومين مما يرونه ، منزلٌ مهجورٌ يبدو كالمقابر وجدرانه متفحمة وتبدو كالرماد ، لا يوجد أي بصيصٍ من الضوء فيه ويبدو كأنه خرج من أحد افلام الرعب ، فصاح روبرت بغضب: ما هذا الجنون هل تنون دخول مكانٍ كهذا حقًا؟
فردت ديما بكل هدوء: يمكنك العودة اذا كنت تريد .
فأجابها بصراخ: بالطبع سأعود وسأخذ الجميع هنا بمن فيهم أنتِ .
تقدمت ديما إلى الأمام ولم تعطي لكلام روبرت أي اهتمام ووقفت أمام باب المنزل الذي كان مكسورًا وقالت: أنا سأدخل إلى هذا المنزل ، ومن يريد أن يتبعني فل يفعل ومن يريد أن يكون جبانًا خائفًا كالكتكوت فل يبقى .
فتقدمت دانيا وكذلك ميلارد وامسكت دانيا بذراع ديما أما ميلارد فوقف خلفهما تمامًا ، فدفعت ديما الباب المتهالك واشعلت مصباحًا كبيرًا كان بيدها واعطت واحدًا اخر لميلارد ، ودخلت هي ودانيا التي تمسك بذراعها بقلق وميلارد يتبعهما بحذر ، فنظر فانيتاس لروبرت وقال: لا أريد أن اصبح كتكوتًا خائفًا ، وإن كان يرضيك أن تكون امرأتك اشجع منك فانا لا أرضى أن تسمع وئام عن أني جبان .
واندفع هو الاخر خلفهم فلحقهم روبرت بسرعة ومشى خلفهم واصبحوا جميعًا داخل ذلك المنزل المخيف ، وكان الصمت يعم المكان وهم يتجولون في صالة المنزل وينظرون إلى الأثاث المحترق فيها ، فقرر فانيتاس كسر الصمت قائلًا: من اين لكِ بهذه المصابيح يا ديما؟
وقبل أن تجيبه ديما سمعوا جميعًا صوتًا جعلهم ينتفضون وتهوى قلوبهم ، كان صوت الباب المكسور يغلق بقوة شديدة افزعتهم جميعًا ، فعادوا جميعًا نحوه وكان روبرت اول من يقف أمامه وظل يحاول فتحه ولكنه لم يستطع ، وهو يصرخ ويقول: ألم يكن هذا الباب مكسورًا؟ كيف أغلق بإحكامٍ هكذا؟
فأبعده فانيتاس قائلًا: اترك الأمر لصاحب العضلات يا رجل .
فظل فانيتاس يحاول فتح الباب بقوة وهو يسحبه بيده ، ولكن بدلًا من أن يفتح الباب كسر المقبض خاصته فأصبح المقبض في يده ، فالتفت للواقفين خلفه وعلى وجهه ابتسامة بلهاء وهو يرفع المقبض امامهم ويقول: يبدو أني كنت قاسيًا للغاية مع المقبض .
فصرخ روبرت بقوةٍ: لماااااذااا؟ إن لم تستطع فتحه فلماذا تكسره هل أنت احمق؟
فقالت دانيا: يا رفاق إن خطبتي بالغد ولا استطيع أن أظل محبوسةً هنا علي أن اتجهز لمقابلة العريس ، اوه لحظة أنا والعريسين محبوسين ياللهول هكذا سيتزوج حسام من وئام .

فصرخ فانيتاس بقوةٍ هو الاخر قائلًا: ومصيبتاه وفضيحتاه يا خراب دارك يا فانيتاس راحت عروسك يا فانيتاس .
فصاح ميلارد هو الاخر: توووقفوووا جميعًا ، سنجد حلًا بدلًا من هذا النواح ، سأتصل بكلاود ليأتي لمساعدتنا .
واخرج ميلارد هاتفه وظل يحاول الاتصال بكلاود ولكن لم تتوفر شبكة الاتصال بهاتفه أبداً ، فقال: اتصل به أنت يا روبرت فلا توجد شبكة بهاتفي  .
فحاول روبرت الاتصال به ولكن لم تتواجد شبكة بهاتفه هو الأخر وكذلك فعل فانيتاس من بعده وفعلت الفتيات ولكن لا توجد شبكة اتصال بالمنزل كله .
فالتفت روبرت لديما بغضب وقبل أن يتحدث سمعوا أصوات صراخٍ تحوم حول المنزل ، ليس صوت شخصٍ واحد او اثنين بل صوت مجموعةٍ من الأشخاص يصرخون بقوةٍ وكأنهم يعذبون ، احتضن روبرت ميلارد وفانيتاس بهلع وبدأ فانيتاس بالصراخ واحتضنت دانيا ديما بخوف وهي تصرخ هي الأخرى ، فبدأت ديما تقرأ المعوذتين وآية الكرسي وصرخت قائلة: كبروا واذنوا واقرأوا ما تحفظون من القرآن .
فبدأوا جميعًا بالتكبير بصوتٍ عالٍ وقراءة المعوذتين ، والصوت يعلو كلما ارتفع تكبيرهم وذكرهم حتى اختفى الصوت تدريجيًا ولم يعد هناك أي صوتٍ سوى صوتهم ، وعند ادراكهم لانتهاء الصوت جلسوا جميعًا على الأرض وهم يرتجفون وكانوا يحاولون تمالك أنفسهم من إثر الرعب الذي سيطر عليهم مما سمعوه ، وبعد عدة دقائق وصل لهاتف ميلارد رسالة تخبره بأن رقم كلاود متاح للاتصال به الآن فاتصل به بسرعة ويداه ترتجف ، وما هي الا ثوانٍ وأجاب كلاود على الاتصال قائلًا: أين أنتم وأين ذهبتم؟ أنا وماريا ننتظركم للغداء .
فرد ميلارد بصوتٍ مبحوح: كلاود إننا في أحد المنازل المهجورة وقد أُغلق الباب علينا ولا نستطيع فتحه لأن فانيتاس كسر المقبض ، تعال بسرعة وأحضر معك ما يمكن كسر الباب به .
ومن ثم وصف ميلارد له عنوان المنزل ، فقال كلاود: هل أنتم مجانين لماذا تذهبون إلى مكانٍ مهجور من الأساس؟
فأجابه ميلارد: كلاود هذا ليس الوقت المناسب تعالى أولًا واخرجنا من هذا المكان ثم تشاجر معنا في هذا الأمر .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن