الفصل الثامن والعشرون

31 1 172
                                    

في خضام ذلك اليوم الذي لا يريد أن يمر على خير كان يقف فانيتاس مبتسمًا ابتسامةً صفراء أمام خالة وئام المدعوة رحيمة وهي تنظر لها بقرفٍ وتعجبٍ في ذات الوقت ، فقالت محدثةً وئام: من هذا الصبي الذي بلا لحيةٍ او شوارب؟
في تلك اللحظة لم تجب وئام بل التفتت الى فانيتاس وهي تحاول كتم ضحكتها ولكن انفلتت منها ضحكتها والاخر ينظر لرحيمة بسخط فقد نجحت في استفزازه ، وقالت رحيمة: لماذا تضحكين اخبريني من هذا صاحب العيون الزرقاء؟ ولماذا جسده ضخم هكذا هل يتعشى بثلاث دجاجات كهؤلاء الذين يظهرون على التلفاز؟
فصاح فانيتاس: ان جسدي ليس ضخمًا انني فقط  جسدي مثالي وعضلاته قوية ، انظري
ورفع ذراعه الايمن أمام رحيمة بشكلٍ استعراضي فبرزت عضلات ذراعه ، فكان رد رحيمة أنها امسكت بذراعه وقامت بقرصه منه بقوة مما جعله ينزله بألم ولكنه تظاهر بأنه لا يتألم بإظهار ابتسامةٍ على وجهه ، وسط ذلك المشهد صاحت وئام قائلة: خالة رحيمة ما بكِ؟ لما تقرصينه هكذا؟ اتعلمين ان هذا يُعد اخًا لمديري صاحب الشركة؟
فقالت رحيمة وهي تخرج قطعة علكة وتضعها في فمها: وماذا في ذلك؟ لم افعل شيئًا خاطئًا ، لماذا يوصلكِ هذا الصبي؟
فأجابت: لأنني لم اذهب بسيارتي اليوم ذهبت مع صديقتي وهو عرض علي أن يساعدني للقدوم لكِ بأسرع وقت .

سكتت رحيمة لوهلة ولكن الصمت لم يعم لأن صوت مضغها للعلكة كان عاليًا للغاية ، ثم قالت: أريد أن ابشركِ بخبرٍ ولدي حسام سيتقدم لخطبتكِ يوم الخميس القادم ، ولندعو ابن المدير هذا للخطبة عندما تتم
وهنا تبدلت ملامح فانيتاس و وئام كذلك الذي بدى عليها الصدمة والغضب ، بينما تقدم فانيتاس واقفًا بمحاذاة وئام ووضع يده على كتفها وشدها ناحيته وهو يقول: أيته الخالة أنا لست ابن المدير ، أنا الذي سيكون خطيب ابن اختكِ لأنني اتيت اليوم لتحديد موعدٍ بالغدِ مع والد وئام لخطبتها
فصاحت رحيمة قائلة: ما الذي تقوله؟! ان ابن خالتها أولى بها ولن تتزوج غيره
فابتسم فانيتاس باستفزاز وهو يقول: سنرى في هذا الشأن
وابعد يده عن كتف وئام ولكنه ظل واقفًا بجوارها و وئام تزاد صدمةً وتعجبًا من كل ما يحدث معها اليوم وكانت على وشك الحديث ولكن اوقفها قدوم أمها واخيها واختها.

تقدمت والدة وئام وسلمت على خالتها رحيمة قائلة: أهلًا وسهلًا أنرتِ الدار يا أختي
فردت رحيمة قائلة: النور نوركِ يا خديجة ولكنني حزينة لأن...
قاطع كلامها حديث فانيتاس الذي قال: مرحبًا سيدة خديجة كيف حالك؟
فردت خديجة بتعجبٍ قائلة: بخيرٍ الحمدلله ولكن من انت؟
وصل والد وئام في تلك اللحظة ولكن رحيمة سبقت فانيتاس في الكلام قائلة: يقول انه حبيبها
فنظر والد وئام تجاهها ثم تجاه فانيتاس بحدة وهو يقول: ما الذي يجري هنا يا وئام!
فكان من يرد هو فانيتاس قائلًا: سيدي كلام الخالة غير صحيح أنا لست حبيب وئام أنا زميلها بالعمل وقد قدمت ليوم لأصبح حبيبها فعلًا ولكن بخطبتها منك ، فهل يمكنك تحديد موعدٍ أتي لخطبتها فيه أنا وعائلتي؟
فقالت رحيمة: انه يكذب هل تصدقه؟ انهما على علاقة حبٍ واضحةٍ يا خليل
نظر خليل إلى رحيمة بسخط وهو يقول: لا أسمح لأي احدٍ بالتحدث بتلك الطريقة عن ابنتي انني اثق بها واصدقها اكثر من أي احد ، ما يقوله صحيح أم خطأ يا وئام؟

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن