دخل فانيتاس إلى القصر ووجد روبرت وميلارد ينتظرانه بهيئةٍ مخيفة كهيئة أسدٍ ينتظر فريسته لينقض عليها ، احس بالقلق قليلًا عند رؤيتهم هكذا فوقف على الباب ولم يدخل وهو يقول: ما بكما يا رفاق؟ لماذا يبدو وجهكما مخيفين هكذا؟
فقال روبرت الجالس واضعًا قدمًا على قدم: أين كنت كل هذا؟
وتبعه ميلارد في الكلام قائلًا: ولماذا تأخرت كل هذا الوقت؟
ثم قال كلاهما في نفسٍ واحد: ما هي المصيبة التي فعلتها هذه الكرة يا فانيتاس؟
وقبل أن يتحدث فانيتاس أو يرد عليهما ، صاح ميلارد قائلًا: يا ويلنا جميعًا من ديما ستأتي إلى هنا وتأكل لحمنا جميعًا إذا كنت فعلت شيئًا سيئًا لصديقتها وئام
وفي نفس تلك اللحظة أتى اتصالٌ إلى هاتف روبرت فأخذ الهاتف من جيبه ليرى من المتصل ففتح عينيه ورفع الهاتف في وجه ميلارد ليقرأ أن المتصلة هي ديما ، فصاح ميلارد: يااااا ويلناااااا ، اسمع لا اعرفك ولا دخل لي بك وهذا أخي أيضًا لا يعرفك فليس لي بعده في الحياة هيا إرحل وعد إلى منزلك بسرعة
فصرخ فانيتاس بصوتٍ عالٍ: اهدأوا يا رفاق ما كل هذه الفوضى ، لم أفعل شيئًا خاطئًا فقط اجيبوا على اتصال الفتاة
فقال ميلارد: روبرت افتح السماعات وأجب
فهز روبرت رأسه بالموافقة واجاب سريعًا وهو يقول: اوه مرحبًا ديما كيف حالك؟
فأجابته ديما: أنا بخيرٍ الحمدلله ، ولكن هل أنتَ بخير؟
حدقوا جميعًا في بعضهم بنظرةٍ متعجبة فمنذ متى وديما تتصل لتتسأل عن حال احدهم من الأساس؟ ، ولكن سرعان ما اجابها روبرت قائلًا: أجل أنا ايضًا بخير
فقالت: أُريد ان اعتذر عن ما حدث اليوم اتمنى ألا تكون غاضبًا منا انا و وئام
ففهم الجميع لماذا اتصلت ديما ، وأجابها: لا بأس لست غاضبًا ولكن اتمنى ألا يتكرر ما حدث مجددًا
فقالت: لن يتكرر ان شاء الله ، هل فانيتاس بجانبك؟ اريد التحدث إليه قليلًا
فأجاب روبرت: اجل انه بجواري سأعطيه الهاتف .ومد روبرت الهاتف لفانيتاس الذي كان قد جلس بجوار ميلارد بينما روبرت يُحدث ديما ، ولكن كان من أخذ الهاتف هو ميلارد وقال مُحدثًا ديما: اتصلتي بروبرت تطمأنين عليه والآن تريدين الحديث مع فانيتاس ولكنكِ لم تعيرني أي اهتمام
فردت عليه: لأنك لست مثيرًا للإهتمام ، على كل حال ألا تمل يا فتى؟ فأن اجلس امام وجهك طوال ساعات العمل حتى أننا نأكل نفس الطعام سويًا ، أليس هذا كثيرٌ بالنسبة لك؟
صمت ميلارد قليلًا ومن ثم قال: يا فتاة ألا تعلمين ان الصراحة قد تتحول إلى وقاحة
فأجابت: هل تقصد أني وقحة؟
فقال: أجل أنتِ ملكة الوقاحة ، ثم إنه من واجبكِ السؤال عليَّ لنفس السبب الذي ذكرتيه ، لأني امامكِ كل الوقت يجب عليكِ السؤال عن حالي على الأقل عندما لا اكون موجودًا أمامكِ
تنهدت هي ومن ثم قالت بسخرية: مرحبًا ميلو اللطيف كيف حال ميلارد خاصتنا؟ هيا يا بطل أعطي الهاتف لفانيتاس ضحك روبرت وفانيتاس فقد كانت السماعات ما زالت مفتوحة ، أما هو فضيق عينيه وهو ينظر إلى الهاتف وإلى الجالسين يضحكان ثم اعطى الهاتف إلى فانيتاس وهو ينظر إليه بسخط ، فتحدث فانيتاس قائلًا: أهلًا بأخت زوجتي
فنظر ميلارد وروبرت إلى بعضهما في صدمةٍ وتعجب
وردت ديما: ما زال من المبكر مناداتي بذلك فلم تخطب زوجتك حتى الآن ، ولكني اتصلت لأهنئك من الأساس فقد أعجبني تصرفك للغاية
فرد هو: وما زلت سأبهركِ أكثر فاكثر ولكن كيف علمتي بهذه السرعة
ضحكت هي وردت: وئام اتصلت بنا أنا ودانيا فور نزولك من عندهم من المنزل وحكت لنا عن ما فعلته لرحيمة اللئيمة وعن تصرفك السريع ولهذا أنا فخورةٌ بك ، هل اخبرت ميلارد وروبرت؟
فرد هو: أشكركِ ديما على تهنئتكِ وعلى فخركِ اعدكِ أننيلن أخيب أملكِ انتِ و وئام ودانيا كذلك ، أجل هما لم يعلمان بعد
فقالت هي: وهل تجرأ على تخييب أملي؟ إعلم انك من الآن فصاعدًا ستكون تحت المراقبة لنرى ما إذا كنت شخصًا صالحًا ام لا ، حسنًا هيا اذهب واحكي لهما عن ما حدث أما أنا فسأذهب لأنام اراك وإياهم غدًا .
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasíaفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...