الفصل العشرون

18 2 105
                                    

حل اليوم الذي يليه وأعلنت خيوط الضوء الذهبية عن قدوم صباحٍ جديد قد يكون سعيدًا وقد لا يكون سعيد ، استيقظت ديما من نومها مبكرًا واتصلت بوئام لتخبرها بقدومهم إلى شركة "أماندا" اليوم ، ووجدت أن روبرت قد أخبرها بالفعل ليلة الأمس وكانت وئام متحمسةً للغاية لأنها ستعمل مع ديما وكذلك ديما نفس الشيء ، تجهزت ديما كعادتها ونزلت إلى السائق الذي كان ينتظرها تحت منزلها ، أما وئام فقد كانت تتجهز هي الأخرى في منزلها وكانت تروح وتجوب بحثًا عن جواربها فسألت أختها الصغيرة قائلة لها: أيا ولاء ألم ترين جواربي؟
فقالت ولاء: أي جوربٍ تقصدين؟
ردت وئام قائلة: جوربي البني الطويل
فأجابتها ولاء وهي ترفع قدميها وتقول: أهو الذي في قدمي هذا؟
فردت وئام: أجل يا سخيفة هو هذا الذي ترتديه ، ماذا سألبس أنا الآن؟
فأجابتها ولاء بكل بساطة: لا يهم أن تلبسي جوارب البسِ حذائكِ وسيري به فحسب .
فقالت وئام في غيظ: حسنًا سأفعل فقط لأني مستعجلة ولكن عندما أعود سترين يا ولاء
وارتدت حذائها وانصرفت ذاهبةً إلى عملها .

وفي قصرنا المعتاد كان الجميع يتجهز هذه المرة ويرتدون بدلاتهم الرسمية ، فاختار ميلارد بدلةً سوداء تتكون من جاكيتٍ أسود وسروالٍ أسود وكما قميصٍ أسود وربطة عنقٍ سوداء وارتدى أيضًا نظارةً شمسية سوداء ، أما فانيتاس فقد ارتدى بدلةً باللون الأزرق الداكن ولكنه فضل أن يكون القميص باللون الأبيض ، وكذلك فعل روبرت ولكن بدلته كانت باللون الرمادي ، وبعد ما انتهوا جميعًا من ارتداء ملابسهم وقف فانيتاس بجوار روبرت ونظرا إلى ميلارد ثم نظرا إلى بعضهما ثم أعادا النظر إلى ميلارد ، كان يبدو على ميلارد أنه بدأ يعود للحياة من جديد ولكنه كان لا يزال باهتًا بعض الشيء ، فبدأ روبرت الحديث قائلًا: تبدو رائعًا للغاية يا ميلارد اليوم ، ولكن لماذا الأسود يا أخي؟
فقال فانيتاس: لماذا ترتدي الأسود يا صديقي وأنا ما زلت حيًا؟
اتكأ ميلارد على الحائط واضعًا يديه في جيبه وهو يقول: اذا لم يكن الأسود يعجبكم فهل عليَّ أن أذهب وأرتدي ملابس النوم وأعود إلى النوم إذًا؟
فأجابه روبرت: أنت لم تدعني أُنهي كلامي كنت سأقول لماذا الأسود يا أخي يبدو فخمًا للغاية عليك؟ ، أما الاعتراض فهو من فانيتاس ولا أحد يهتم إذا كان معترضًا او لا من الأساس .
فصاح فانيتاس: ياللهول أهكذا تعاملونني وأنتما إخوتي؟ إذًا ماذا سيفعل الغريب بي؟! أسيقتلني ام سيأكلني إذا كنتما أنتما من يطعنني في ظهري؟!
وقام برمي نفسه على الأرض في حركةٍ دراميا ووضع يداه على وجهه مدعيًا الحزن .

نظر روبرت إلى ميلارد بنظرةٍ فهم مخزاها ميلارد فقام كلاهما بالاتجاه إلى السيارة وترك فانيتاس يُكمل ملحمته الدرامية مع بلاط الأرضية ، وعندما وجدهما فانيتاس قد رحلا بالفعل قام بسرعةٍ وركض ورائهما وهو يقول: صدقًا صدقًا أنا ليس لي إخوان أنا فقط أُذل وأُهان .
وركبوا جميعًا السيارة فجلس فانيتاس في الخلف وروبرت في مقعد القيادة وميلارد في المقعد الذي بجانبه ، وقبل أن يتحركوا قال فانيتاس موجهًا كلامه إلى روبرت وهو يضع قدمًا على قدم: أيها السائق تحرك بنا إلى شركتي الشهيرة بسرعة .
وما كان من روبرت إلا أن التفت إلى فانيتاس وعلى وجهه نظرةً لا تبشر بالخير ، فقال فانيتاس بسرعة: اوه أخي روبرت لم أكن اعرف أنك أنت من سيوصلنا ، كيف لرجلٍ عظيمٍ ومبجلٍ مثلك أن يكون هو الذي سيوصلنا إلى الشركة اليوم ، هيا يا ميلارد قم أنت واجلس بمقعد القيادة ودع تاج رأسي يرتاح .
فوجه روبرت نظره تجاه الطريق من جديد وبدأ بالانطلاق إلى الشركة ، أما ميلارد فنظر إلى فانيتاس وعلى وجهه نظرة شماتة وهو يقول: يبدو أن القوي يوجد من هو أقوى منه فيجعله كالكتكوت الخائف أليس كذلك؟
فرد فانيتاس متذمرًا: وبالتأكيد هذا القوي ليس أنتَ فلا تفرح كثيرًا .
فضحك ميلارد باستفزاز وفانيتاس ينفخ بتذمرٍ وكلاهما يتصرف كالأطفال ولكن أطفال بالحجوم العائلية .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن