الفصل الثالث والثلاثون

30 2 235
                                    

وفي ظل ذلك اليوم الذي يبدو أن ميلارد لا يريد أن يجعله يمر مرور الكِرام حدقت ديما بميلارد بعد تلك الجملة التي قالها في صمت وهو أيضًا كان صامتًا أما فانيتاس فكان يقف في مكانه يراقب ما يحدث في صمتٍ هو الأخر ، وبعد عدة دقائق قررت ديما كسر الصمت وهي تقول: وما دخلي بذلك؟ المنزل منزلك وليس منزلي ولا دخل لي بالقادم والراحل
ثم تحركت ووقفت بجوار فانيتاس وقالت: فانيتاس أريد ان اتحدث معك في أمرٍ أنت وروبرت ، هيا لنذهب إلى المطبخ حيث يتواجد روبرت
فقال ميلارد بصوتٍ يبدو فيه السخط واضحًا للغاية: أصبحتم تتحدثون سويًا وحدكم كثيرًا هذه الأيام
فرد عليه فانيتاس: سنتحدث نحن سويًا وتحدث أنتَ مع تلك الحرباء التي لم تخبرنا حتى أنها قادمة إلى منزلنا
فأجاب ميلارد: لأنها ليست كذلك لقد كنت أمزح فحسب ولكن ديما أصبحت حساسةً للغاية
فقالت ديما وهي لا تعير ميلارد اهتمام: هيا فانيتاس فلنذهب لروبرت
فصاح ميلارد: ديما انتظري!
وتحرك واقفًا أمامها وقال: ستأتين معي أنا لأنني أريد أن اتحدث معكِ
فقالت هي: أنتَ ألا تعرف كيف تتحدث كالبشر الطبيعيين؟ ، يجب أن تصرخ وتصمت وتفكر والكثير من الدراما! ، تحدث بشكلٍ طبيعي و هاتِ ما عندك يا رجل .

فصاح ميلارد قائلًا: هذا لأنكِ تجعلينني أتوتر
ثم تنهد وقال: أنا أسفٌ ديما
فردت عليه وهي تضم ذراعيها قائلة : أسفٌ على ماذا؟
فأجاب في تلعثم: لأن.. لأنني ا...
وأخفض رأسه إلى الأسفل وقال بعد أن تنهد مجددًا: لأنني كنت غبيًا ومتهورًا وذهبت إلى الفتاة التي تؤذيكِ وأردت الخروج معها ومعاملتها كصديقة ، على الرغم من كونكِ الشخص الذي كان دائمًا يقف بجانبي إلا أنني لم اتخذ جانبكِ بل اتخذت جانب من تزعجكِ
وبعد ما انهى جملته رفع رأسه من جديد لينظر لوجه ديما فقالت هي: هل لديك شيءٌ أخر لتعتذر عليه أم أنكَ ترى أنكَ أخطأت في ذلك فحسب؟
فرد هو: في الواقع....
و صمت لوهلةٍ ثم تابع حديثه قائلًا: لقد كنت وقحًا معكِ ووجهت لكِ كلماتٍ كثيرة لا أدري كيف خرجت من فمي ، أنا أسف أنا حقًا أستحق الكف الذي تلقيته منكِ
ثم اخفض رأسه مجددًا
فقالت ديما: ارفع رأسك ميلارد
فرفع رأسه وهو خجلٍ من نفسه على ما فعل وعلى الموقف الذي وضع نفسه فيه ودفعه لأن يعتذر
تابعت ديما حديثها بعدما رفع ميلارد رأسه قائلة: لا بأس جميعنا نخطئ أنا أيضًا اسفة لكوني صفعتك ، ولكن إن تكرر حديثك معي بأسلوبٍ فظ واختبرت صبري فلن يسعني سوا أن أصفعك من جديد
فقال فانيتاس فجأة: اظن ان هذا كان الكف الخامس ولا أدري لماذا لا يستجيب ميلارد إلا بالكفوف .

وقبل أن يرد ميلارد على فانيتاس وجد يدًا تُوضع على كتفه وقال صاحبها: لا تهتم إلى حديث فانيتاس فهو لم يرى الكفوف تلك فقط سمع عنها ولو رأها لخاف من ديما طوال حياته
فرد عليه ميلارد: صحيحٌ روبرت و وفي الأساس هو فقط يتودد لديما لأنها صديقة حبيبته وئام فحسب
كان فانيتاس على وشك الحديث ولكن ديما صاحت: توقفوا جميعًا إنني جائعة هل ستتركونني أموت من الجوع بينما تقررون من منكم هو الأفضل في التعامل معي؟
فقال فانيتاس: إذًا أخبرينا أنتِ يا ديما من كان الأفضل معكِ حتى الآن ومن هو الجدير بالثقة حقًا؟
صمتوا ثلاثتهم ليستمعوا إلى رد ديما التي سُرعان ما ردت قائلة: جميعكم لستم جديرين بالثقة
فصاح روبرت: هل تمزحين؟!
وصاح فانيتاس: ديما ديما ديما تذكري جيدًا عزيزتي ، من ساعدكِ على أن تصبحي نحيفة وكان يدربكِ مع هذا الأبله ، ومن كان يقف بصفكِ ضد تلك الحرباء؟ ومن صاحب فكرة انقاذكِ من اهلكِ؟
أما ميلارد فظل صامتًا ولم يتحدث
ضحكت ديما وقالت: يا رفاق لقد كنت أمزح ، لماذا أنتم مهتمون بوجهة نظر شخصٍ مثلي بكم؟ ، ولكن من وجهة نظري أرى أنكم جميعًا مذهلين ولكن الأكثر جدارةً بالثقة هو الأكثر نضجًا وعقلانيةً بكم وهو روبرت .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن