أشرقت الشمس بنورها لِتعلن عن قدومِ يومٍ جديد وصباحٍ قد يكون سعيداً وقد لا يكونُ سعيد ، لا أحد يدري ما قد ينتظره في هذا اليوم ولكن الجميع يتمنى أن يحالفه الحظ الجيد وينال التوفيق من الله ،
كانت تقف ديما أمام تلك الشركة الكبيرة التي يبدو عليها الفخامة الشديدة و يبدو طولها كأنها ناطحة سحاب ، كانت مترددةً قليلًا وتفكر أيعقلُ أنها ستقبل في مكانٍ كهذا؟ ولكنها شجعت ذاتها على أن تمضي قُدُمًا ولا تتردد وتوكلت على الله واندفعت داخل الشركة ، دخلت تبحثُ عن من يوجهها إلى مكان مسؤول التوظيف فوجدت أمامها فتاة شديدة الجمال
فقامت بسؤالها قائلةً: لو سمحتي يا أنسة إنني أتيت للتقديم على وظيفةٍ في هذه الشركة فهل لك أن تدليني على مكان مكتب مسؤول التوظيف؟حملقت قليلاً الفتاة بها وقالت لها: أجل بالطبع اتبعيني يا أنسة
ذهبت ورائها ديما وبداخلها الحماس والقلق يضرمان تفكيرها ومشوا حتى وصلوا إلى مكتب مسؤول التوظيف ،
فقالت الفتاة: هذا هو مكتب السيد مراد مسؤول التوظيف هنا ، إذا قُبلتي بالعمل فسيرافقكِ هو ليعرفكِ ماذا تفعلين ، وإذا لم يحالفكِ الحظ يمكنكِ العودة من نفس ذات الطريق ، وإذا قُبلتي أيضًا ستجدين شخصًا بغرفة المدير وهو يكون اخاه عليكِ ألا تعيري أفعاله اهتمام
فردت عليها ديما: أشكركِ للغاية ، حسنًا سأفعل ولكن ما هو اسمكِ يا أنسة؟
فأجابتها الفتاة: اسمي هو وئام وانا أعمل كمهندسةِ برمجةٍ هنا ، وأنتِ ما هو اسمكِ؟
فردت عليها: اسمي هو ديما سعدت بلقائك
فأجابتها وئام: وأنا أيضًا يا انسة ديما .ذهبت ديما إلى السكرتيرة الجالسة بمكتبٍ بجانب الباب وأخبرتها عن سبب مجيئها فأجابت السكرتيرة أن السيد مراد ينتظرها بالفعل ، طرقت ديما الباب وسمعت صوتًا يجيب بالسماح لها بالدخول ففتحت الباب ودخلت وألقت السلام على الرجل الجالس أمامها وهو ذاته الذي كان يجلس بجوارها بالأمس وهو السيد "مراد" ،
نظر مراد لها وابتسم وهو يرد السلام ثم وقف مرحبًا وقال: تفضلي يا أنسة ديما بالجلوس ، إنني سعيدٌ بقدوم شخصٍ ذا مؤهلاتٍ مذهلةٍ مثلكِ إلى شركتنا ولكني أحتاج إلى سؤالك بعض الأسئلة
بدأ يسألها مراد بأسئلة تقليدية وكانت تجيب هي بلباقةٍ وذكاء ، وعندما انتهى من الاسئلة نظر لها مراد
وقال: لقد كان لي وجهة نظر صائبة بك ، أنتِ الآن مقبولةٌ بشكلٍ مبدأي ولم يتبقى لكِ سوى مقابلةِ المدير فحسب .وفي تلك الأثناء وصل الأخان روبرت وميلارد إلى شركة والديهما التي ورثاها منه بعد مماته ، وكان المدير الفعلي لها هو روبرت على الرغم من أنه يفترض أن يديرها كليهما ولكن لا حياة لمن تنادي مع شبيه الأموات ميلارد ، استقل كلاهما المصعد وصعدا إلى مكتب المدير وفور ما جلس روبرت تلقى اتصالًا هاتفياً من هاتف الشركة وكان من مراد يخبره فيه عن الموظفة الجديدة الذي يريد منه أن يرى ما إذا كانت مناسبةً أم لا وأنه قادمٌ بها إلى مكتبه ، وفي تلك الأثناء كان ميلارد يجلس بهدوءٍ غريب ولكن زرقاوتاه تعبث بالأرجاء فكانت عيناه تروح وتجوب وكأنه يبحث عن شيءٍ ما ، وروبرت المشغول بعمله ينظر له برهةً وللأوراق بين يديه برهةً أخرى لا يعجبه نظرات أخيه ولا هدوئه ويتنظر أن يرى ما في جعبته هذه المرة ، سمعوا طرقًا على الباب يعلن عن قدوم الموظفة الجديدة فأذن لهم بالدخول وألقت بالسلام كعادتها فرد روبرت السلام عليها ولم يفعل الجالس على الأريكة في صمت يحمل بين يديه سيجارة يدخنها ولا تزال عيناه تروح وتجوب في المكان .
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasiaفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...