الفصل السابع والثلاثون

17 2 142
                                    

وقفت ديما مكانها إثر صدمتها من الشخص المتصل ، حتى تابعت المتصلة حديثها قائلة: أجل يا ديما أنا هي رحاب نفسها ابنة جيرانكِ السابقين .
فردت ديما بتوتر: هل يعلم والديكِ بأنكِ تتحدثين معي الآن؟
فأجابتها: ألا تعلمين ما حدث لعائلتي؟
فردت الأخرى: لا لا أعلم ، ما الذي حدث؟
فقالت رحاب: بعدما ماتت منة وانتقلنا من الحي ذهبنا لنعيش بمنزلها و...
فقاطعتها ديما: أنا حقًا لم أرى قط وقاحةً كالتي تمتلكونها ، ولكن لم يعد هناك ما يصيبني بالدهشة من البشر ، فنحن أسوء من الوحوش حتى!
فقالت رحاب وهي تتكلم بصوتٍ باكٍ : أنتِ تعلمين أنه لا دخل لي ولم يكن لدي خيارٌ أخر غير اتباعهم .
فردت ديما: حسنٌ ثم ماذا؟ ما الذي تريدونه لتعودوا الآن فجأة؟
فأجابتها: دعيني أُكمل لكِ فقط ما حدث معنا رجاءً .
فتنهدت ديما بضيقٍ وقالت: تابعي حديثكِ .
فقالت رحاب: بعدما انتقلنا للعيش في المنزل مع الأموال التي حصلنا عليها توقف أبي عن العمل وجلس بالمنزل ، ولكنه أصبح يتشاجر مع أمي كثيرًا وكذلك كانت هي تفعل ، أنتِ لا تعلمين كم غرابة هذا المنزل وكأن منة لا زالت تعيش فيه .
اعتدلت ديما في جلستها وهي تقول: ما الذي تقصدينه؟
فردت رحاب: أقصد أن المنزل تحدث به أشياءٌ غير طبيعيةٍ أبداً ، أحيانًا كثيرة وفي الليل تحديدًا نسمع صوت صراخٍ حول المنزل ، ولا ندري ما مصدر الصوت كما أن أمي كانت تقول أنها دائمًا ما يظهر لها بمنامها امرأةً تحمل بيدها طفلةً رضيعةً وتجول بها في المنزل وتبكي ، ومن ثم تتوقف أمام غرفة أمي وأبي وتظل تنظر لهما بحقدٍ وهي تتمتم بكلماتٍ لا تفهمها أمي ، وأقسم لكِ أني كنت أرى الأشياء تتحرك وحدها أمامي .

قالت ديما بغضبٍ شديد: وما الذي كنتم تتوقعونه عند دخولكم لذلك المنزل؟ أن تجدوا بساطًا من الأزهار المتناثرة على الأرض ترحيبًا بكم؟ ، بالطبع ستجدون الجن والعفاريت وحتى الشياطين ترحب بكم ، من الأساس هذا ما يليق بكم من أعمالكم سُلط عليكم
فردت رحاب وهي تبكي: توقفي يا ديما أنتِ لا تعلمين كم ينهش الندم روحي وجسدي .
تنهدت ديما وهي تحاول كتم غضبها وتقول: توقفي انتِ عن البكاء وأخبريني لماذا تخبرينني بشيءٍ مثل هذا ، هل تريدين أن أجلب لكم رقم راقٍ شرعي أم تريدون تردد قناة المجد للقرآن الكريم؟
فردت رحاب: لقد فات الاوان على هذا بالفعل ، منذ ثلاثة أشهر خرجت لأشتري أغراضًا من البقالة للمنزل ، وعندما عدت وجدت العديد من سيارات إطفاء الحرائق تحت المنزل ، احترق المنزل كله وكانت النار لا تريد أن تخمد .
صرخت ديما قائلة: و والديكِ بالداخل؟
فردت رحاب وهي لا زالت تبكي: أجل ظل الحريق مشتعلًا لنصف ساعةٍ كاملة حتى استطاعوا السيطرة عليه ، وعندما دخلوا لإحضار أمي وأبي من الداخل كانت جثثهم قد تفحمت وعلى وشك التحول لرماد .
عم الصمت على ديما ليس صمتًا بسبب الحزن ولكنه صمتٌ بسبب الصدمة ، ثم قالت في وجوم: البقاء لله .
ثم عادت للصمت من جديد للحظات وبعدها تحدثت قائلة: رحاب... هل تعلمين ما الذي حدث لزوج أختكِ؟
فردت عليها: مع الأسف حيٌ يسعى ، لهذا طلبتكِ أنتِ تعلمين أنه شخص غني ولديه مكانة اجتماعية عالية ، وعندما عرف بوفاة عائلتي اتصل عليَّ وقال أنه يريد الزواج مني .
فصاحت ديما: ذلك العجوز الخرف الأربعيني ، يريد الزواج منكِ؟ ، أتعلمين عائلتكِ هي السبب في كل هذا ولولا طمعهم لكان ميتًا الآن .
ثم قالت بسخريةٍ وتهكم: ولكني لا أفهم هل اتصلتِ بي لتستشيرني في أمر الزيجة ام ماذا؟

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن