وقفت ديما مكانها إثر صدمتها من الشخص المتصل ، حتى تابعت المتصلة حديثها قائلة: أجل يا ديما أنا هي رحاب نفسها ابنة جيرانكِ السابقين .
فردت ديما بتوتر: هل يعلم والديكِ بأنكِ تتحدثين معي الآن؟
فأجابتها: ألا تعلمين ما حدث لعائلتي؟
فردت الأخرى: لا لا أعلم ، ما الذي حدث؟
فقالت رحاب: بعدما ماتت منة وانتقلنا من الحي ذهبنا لنعيش بمنزلها و...
فقاطعتها ديما: أنا حقًا لم أرى قط وقاحةً كالتي تمتلكونها ، ولكن لم يعد هناك ما يصيبني بالدهشة من البشر ، فنحن أسوء من الوحوش حتى!
فقالت رحاب وهي تتكلم بصوتٍ باكٍ : أنتِ تعلمين أنه لا دخل لي ولم يكن لدي خيارٌ أخر غير اتباعهم .
فردت ديما: حسنٌ ثم ماذا؟ ما الذي تريدونه لتعودوا الآن فجأة؟
فأجابتها: دعيني أُكمل لكِ فقط ما حدث معنا رجاءً .
فتنهدت ديما بضيقٍ وقالت: تابعي حديثكِ .
فقالت رحاب: بعدما انتقلنا للعيش في المنزل مع الأموال التي حصلنا عليها توقف أبي عن العمل وجلس بالمنزل ، ولكنه أصبح يتشاجر مع أمي كثيرًا وكذلك كانت هي تفعل ، أنتِ لا تعلمين كم غرابة هذا المنزل وكأن منة لا زالت تعيش فيه .
اعتدلت ديما في جلستها وهي تقول: ما الذي تقصدينه؟
فردت رحاب: أقصد أن المنزل تحدث به أشياءٌ غير طبيعيةٍ أبداً ، أحيانًا كثيرة وفي الليل تحديدًا نسمع صوت صراخٍ حول المنزل ، ولا ندري ما مصدر الصوت كما أن أمي كانت تقول أنها دائمًا ما يظهر لها بمنامها امرأةً تحمل بيدها طفلةً رضيعةً وتجول بها في المنزل وتبكي ، ومن ثم تتوقف أمام غرفة أمي وأبي وتظل تنظر لهما بحقدٍ وهي تتمتم بكلماتٍ لا تفهمها أمي ، وأقسم لكِ أني كنت أرى الأشياء تتحرك وحدها أمامي .قالت ديما بغضبٍ شديد: وما الذي كنتم تتوقعونه عند دخولكم لذلك المنزل؟ أن تجدوا بساطًا من الأزهار المتناثرة على الأرض ترحيبًا بكم؟ ، بالطبع ستجدون الجن والعفاريت وحتى الشياطين ترحب بكم ، من الأساس هذا ما يليق بكم من أعمالكم سُلط عليكم
فردت رحاب وهي تبكي: توقفي يا ديما أنتِ لا تعلمين كم ينهش الندم روحي وجسدي .
تنهدت ديما وهي تحاول كتم غضبها وتقول: توقفي انتِ عن البكاء وأخبريني لماذا تخبرينني بشيءٍ مثل هذا ، هل تريدين أن أجلب لكم رقم راقٍ شرعي أم تريدون تردد قناة المجد للقرآن الكريم؟
فردت رحاب: لقد فات الاوان على هذا بالفعل ، منذ ثلاثة أشهر خرجت لأشتري أغراضًا من البقالة للمنزل ، وعندما عدت وجدت العديد من سيارات إطفاء الحرائق تحت المنزل ، احترق المنزل كله وكانت النار لا تريد أن تخمد .
صرخت ديما قائلة: و والديكِ بالداخل؟
فردت رحاب وهي لا زالت تبكي: أجل ظل الحريق مشتعلًا لنصف ساعةٍ كاملة حتى استطاعوا السيطرة عليه ، وعندما دخلوا لإحضار أمي وأبي من الداخل كانت جثثهم قد تفحمت وعلى وشك التحول لرماد .
عم الصمت على ديما ليس صمتًا بسبب الحزن ولكنه صمتٌ بسبب الصدمة ، ثم قالت في وجوم: البقاء لله .
ثم عادت للصمت من جديد للحظات وبعدها تحدثت قائلة: رحاب... هل تعلمين ما الذي حدث لزوج أختكِ؟
فردت عليها: مع الأسف حيٌ يسعى ، لهذا طلبتكِ أنتِ تعلمين أنه شخص غني ولديه مكانة اجتماعية عالية ، وعندما عرف بوفاة عائلتي اتصل عليَّ وقال أنه يريد الزواج مني .
فصاحت ديما: ذلك العجوز الخرف الأربعيني ، يريد الزواج منكِ؟ ، أتعلمين عائلتكِ هي السبب في كل هذا ولولا طمعهم لكان ميتًا الآن .
ثم قالت بسخريةٍ وتهكم: ولكني لا أفهم هل اتصلتِ بي لتستشيرني في أمر الزيجة ام ماذا؟
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasyفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...