الفصل الخامس والثلاثون

26 2 156
                                    

أمسك ميلارد هاتفه بيده بعدما سحبه من ديما ، ثم قال لها: سألعب فقط لأنكِ أجبرتني ، أي أنني سألعب تحت التهديد
فردت ديما: أظن أنه لا يستطيع أحدٌ تهديدك لذا فأنت تظلمني بذلك
فقال هو: بل لا يستطيع أحدٌ تجنب إصرارك وإزعاجك
قاطع حديثهم روبرت وهو يضع صينيةً عليها عدة أكوابٍ من العصير على الطاولة أمامهم ، وهو يبتسم ويقول: يائسون اقصد جاهزون يا أطفال؟
فأجاب ميلارد: أنا الكلمة الأولى
وقالت ديما بحماس: أما انا فجاهزة
فذهب روبرت لإحضار باقي الأشياء ، وما هي إلا ثواني وأتي فانيتاس بصينيةٍ اخرى موضوعًا عليها عدة أطباقٍ من الفشار ووضعها على نفس الطاولة وجلس بجوار ميلارد على يساره ، وأتى روبرت بالكثير من الأكياس المملوءة بأكياس الحلوى والمقرمشات والتسالي ، اخرجهم من الأكياس ونظمهم على الطاولة حتى صارت الطاولة مكتظةً ولا يوجد بها مكانٌ فارغ وجلس هو الأخر بجوار ميلارد على يمينه ،
فقالت ديما: سلمت يداكما روبرت وفانيتاس
ولكن من رد هو ميلارد قائلًا: قبل ان تدخلوا بدوامة لا داعي للشكر ونحن عائلة وهذه البلاهة كلها دعونا نبدأ اللعب
وضع روبرت ذراعه على كتف ميلارد وقال: لماذا أنت في عجلةٍ من أمرك هكذا ، اهدأ فنحن نجلس لنستمتع وليس لنتسابق
وقال فانيتاس: اجل يا رجل ما بك ، خذ كأساً من العصير المنعش أو اشرب قليلًا من الماء المنعش واستمتع
فنظر له ميلارد وقال: هل تظن نفسك فارس عاشور أم ماذا؟
فقالت ديما: ميلارد أتعلم أن أخلاقك الآن كأخلاق انثى حامل حينما يشتد عليها حملها؟

حاول روبرت كتم ضحكته بصعوبة والتفت إلى الناحية الأخرى أمام فانيتاس فتعالى صوت ضحكته بالفعل ، وميلارد يحملق بديما بصدمة ثم يعود يحملق في الذين يضحكون بجواره أحدهم يضحك بصوتٍ عالٍ والأخر يضحك على وضع الاهتزاز دون صوت ، فقام واقفًا على وشك الرحيل فشده روبرت وقال له: اجلس يا فتى إننا نمزح فحسب
بينما ميلارد لا يزال ينظر إلى ديما التي تمسك بيدها كوب العصير تشرب منه وتحرك حاجبيها بشكلٍ استفزازي لتزعج ميلارد ، جلس ميلارد وهو يكتم غضبه ليس من ديما فقط بل من جميع من حوله وهو يفكر في رأسه متسائلًا ألا يكفي أنهم سيرحلون جميعًا ويتركونه وحده؟ والآن يستفزونه ويجعلونه يفعل كل تلك السخافات!
قطع حبل أفكاره فانيتاس وهو يمد له كوب العصير ويقول له: هيا اشرب هذا وأرح أعصابك قليلًا
نظر له ميلارد بطرف عينيه بسخط وأخذ منه الكوب بقوة وأمسكه في يده ، فقالت ديما: هيا يا رفاق سنلعب اللعبة بالترتيب من الكبير إلى الصغير ، سنبدأ بروبرت الذي سيختار أي شخصٍ هو يريده ليسأله صراحة أم تحدي؟ ، وإذا لم يجب الشخص على السؤال او لم يفعل التحدي المعطى له يعاقبه روبرت بحكمٍ أخر يُصدره هو
فالتفت روبرت الى ميلارد وفانيتاس قائلًا وهو يضع قدمًا على قدم: استعدوا يا رفاق لأنه من سيفشل سيلمع كل أحذيتي
فقال فانيتاس: لا أرجوك فقدمك أطول من وجهك ووجهك طويلٌ من الأساس ، وأحذيتك تبدو وكأنها قوارب إبحار وليست مجرد حذاء .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن