الفصل الثالث عشر

30 2 62
                                    

كانا لا يزالان يجلسان على نفس ذات الطاولة وينظر ميلارد إلى ديما في انتظارٍ منه لسماع ما ستقوله ولماذا كانت تسأل عن أمر غرفة الرياضة ، ولكنه تفاجأ بديما تقف فجأة وتضرب على الطاولة بحماس وهي تقول: حُسم الأمر وجدنا العادة الجيدة التي ستبدأ فيها بدلًا من التدخين .
فرد عليها قائلًا: لا أفهم ماذا تعنين ، هيا قولي فأنتِ توترينني .
فأجابت ديما: أولًا وقبل أن أخبرك ، من واحدٍ إلى عشرة قيم مدى انضباطك على الأشياء الأساسية التي يجب عليك فعلها كمسلم وهي أركان الإسلام .
سكت ميلارد قليلًا ثم قال في خجل: لا أعرف ولكن أتوقع أني لست منضبطًا في أي شيء سوا الصيام لأني أرى أنه من السهل الانقطاع عن الطعام والشراب .
فقالت ديما: دعني أساعدك في معرفة مدى انضباطك أولًا أنت موحدٌ بالله أليس كذلك؟
فرد: أجل بالتأكيد
فتابعت هي حديثها قائلة: رائع ، ثانيًا أنت تصلي الخمس صلواتٍ في أوقاتها يوميًا .
فصمت ولم يجب ،
فقالت: لا بأس إذًا يمكنك الاكتفاء بالصمت إذا كنت مقصرًا في جزءٍ ما سأتابع سؤالك ، ثالثًا أنت تؤدي ما عليك من زكاةٍ لأنك غنيٌ ما شاء الله .
فرد: أجل كان والدنا يخرج الزكاة بشكلٍ دائمٍ عنا جميعًا ثم بعد وفاته تابع روبرت ما بدأه والدي .
فأجابت عليه قائلة: جيدٌ جدًا ، رابعًا أنت تصوم شهر رمضان وهذا ما قد أجبته بالفعل بأنك تفعل لذا سننتقل إلى خامسًا وهو أنت قد حججت بيت الله مرةً من قبل .
فقال ميلارد: أجل وأكثر من مرةٍ مع عائلتي قبل وفاة أمي وأبي .

فقالت ديما: هذا جيدٌ يا ميلارد أي أن مشكلتك الوحيدة والتي لا اخفيك أنها تعد كارثة هي أنك لا تصلي ، قل لي الآن لماذا لا تصلي ألم تقل بأنك موحدٌ بالله؟
فرد هو في شيءٍ من التلعثم: أجل افعل وقد كنت أصلي بالماضي قبل الحادث الذي جرى لي ولكن لا أدري ما الذي أصابني بعد ذلك .
فنظرت إليه وصمتت قليلًا ثم قالت: لعلك غاضبٌ من قدرك ونصيبك للدرجة التي تدفعك إلى ترك صلاتك .
نظر إليها وقد بدأت ملامح وجهه يكسوها العديد من المشاعر المختلطة ، مزيجٌ من الحزن واليأس والغضب والشعور بأنه تائه ، ولاحظت ديما تقلب وجهه بتلك الطريقة فتابعت الحديث قائلة: أتدري يا ميلارد قد يظلم الإنسان نفسه ولكن الله لن يظلمه أبدًا فحاشاه ، وقدرك مهما كنت تراه سيئًا سيظل الأفضل لك من بين كل الأقدار التي قد تتمناها لأن اختيار الله دائمًا الأفضل .
فأجاب في وجوم: لا أدري ماذا أفعل يا ديما أشعر أني تائهٌ وسط مشاعري وحسراتي .
فردت عليه: سأخبرك ماذا تفعل خطوةً بخطوة ، أولًا قم وتوضأ وجهز نفسك حتى تصلي صلاة الظهر وسأساعدك خطوةً بخطوة .
فصاح هو: أحقًا سأصلي الآن؟ وأنتِ هي من سيساعدني في ذلك؟
فردت: هيا اذهب ويكفي صياحًا يا رجل
فمشى هو متجهًا ناحية الحمام ولكنه التفت تجاه ديما وقال: هل أنتِ متأكدة؟
فهزت هي برأسها بالموافقة ، فمشى بعض الخطوات الأخرى للأمام ثم قال: أمتأكدةٌ حقًا؟
فردت: ولماذا سأكذب عليك؟ أجل متأكدة متأكدة
فمشى ووقف عند الحمام وقال: ألا زلتي متأكدة فأمسكت علبة الحلوى ورمتها بوجهه ولكنه استطاع إمساكها بيديه قبل أن تضرب وجهه وقال: أهذا يعني أنكِ متأكدة ام لا؟
فصرخت هي: ميلارد انقلع .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن