الفصل التاسع عشر

23 2 104
                                    

كانوا جميعهم جالسين وأذانهم مصغية وفي استعداد لما ستقوله ديما وبالأخص ميلارد وفانيتاس اللذان كانا ينتظران منها الحل الذي يمكنها إفادتهم به ، وفعلًا بدأت ديما الحديث قائلة: لأن كليكما ليس معتادًا على الجلوس في المكاتب او ما شابه ولن يصلح ان نجلبكم من الشارع حرفيًا ونقول هيا أصبحوا مدراء ومسؤولين عن الشركة فهكذا ستصابون بجلطة وتصيبون روبرت بجلطةٍ هو كذلك ، وإني يعز عليَّ أن ينجلط روبرت فهو مديري الذي يعطيني راتبي والشخص الذي جمعني بصديقاتي دانيا و وئام ، إني اقترح عليكم يا رفاق أن تبدأوا كمجرد موظفان عاديان وتبدأوا كمتدربين حتى ، وشيئًا فشيئًا ستعتادون على العمل نفسه ثم تطورون من أنفسكم حتى تصلون إلى المرحلة التي تؤهلكم لتصبحوا إداريين في الشركة ، وبالمناسبة يا فانيتاس سأستعين بوئام لتساعدكما وستكون معنا كل الوقت .
فرد فانيتاس بسرعة: أنا موافق من الأساس أود التطوير من نفسي منذ زمنٍ طويل
أما ميلارد فرد قائلًا: أنا حقًا لا أفهمكِ يا فتاة هل أنتِ تشجعيننا أم تسبيننا أم تحطميننا ، ولو أن الفكرة جيدة فأحس أني لا زلت أشعر أنني لا أحبذها ، ثم أن علاقتكِ أنتِ ودانيا و وئام غريبةٌ للغاية فكيف أصبحتنَّ صديقاتٍ من الأساس وأنتنَّ نادرٌ لقائكم ببعضكنَّ؟
فكانت دانيا هي من ترد عليه قائلة: إننا نتواصل مع بعضنا بشكلٍ دائمٍ على الهاتف وأحيانًا ما نزور بعضنا كذلك ، ونفضل الاجتماع في العيادة خاصتي بعد يومٍ طويلٍ من العمل لنا نحن الثلاثة .

فرد عليها روبرت قائلًا: إنهنَّ محظوظات فحديثهنَّ معكِ وكأنهنَّ يذهبنَّ إلى طبيبٍ نفسيٍ كل يوم فيحل مشكلتهنَّ دون أن يعلمنَّ حتى
ابتسمت دانيا في خجلٍ وقالت: بل أنا المحظوظة بهنَّ
وهنا قاطعت ديما حديثهم قائلة: أرى أننا نحن الثلاثة محظوظات ببعضنا فكل واحدةٍ منا تجد ما ينقصها عند الأخرى وهذا ما ألَّفَ بين قلوبنا بهذه السرعة وبفضلٍ من الله بالتأكيد
فقال فانيتاس: عليكما اعطائي الطريقة التي تصادقتما بها مع وئام لاحقًا
فردت ديما: وما دخلك أنتَ بصداقتها أنتَ رجل وهي امرأة كيف ستصادقها؟
فسأل ميلارد قائلًا: وما المشكلة في ذلك؟ لماذا لا يمكنهم أن يصبحوا أصدقاء؟
فأجابت ديما: سأجيبك بكل اختصارٍ وبساطة ودون أن فلسفاتٍ لا داعي لها ، علاقة الرجل بامرأةٍ ليست من محارمه واجنبيةٌ عنه في إطارٍ كالصداقة هي علاقة محرمة وغير شرعية ، حتى ولو كانت قريبته أو زميلته في العمل لكل علاقةٍ قواعدٌ وضوابط لكي لا تخرج عن إطارها الشرعي فيكون أول المتأذين منها أصحابها غير عن كونها ذنبًا من الأساس .

فقال فانيتاس: لقد كنا في بريطانيا نملك الكثير من الصديقات بشكلٍ طبيعي ولم يكن هناك أي مشكلة ، أرى انكِ تكبرين الأمور ، فلماذا تكون مجرد صداقة شيءٌ مُحرم أو مسببٌ لذنب؟
فردت عليه قائلة: الأصل في هذه ليس أن نضع قدمًا على قدمٍ ونقول لماذا بل يجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا إن كنا نرجو أن يمنَّ الله علينا برضاه والأولى ان تقول ما الحكمة وسأخبرك ما الحكمة من ذلك ، إن العلاقة التي تسمى بالصداقة بين الرجل والمرأة هي علاقةٌ خارجة عن الطبيعة والفطرة من الأساس ، فهذه العلاقة دائمًا ما تنتهي بوقوع أحد الطرفين بحب الطرف الأخر وهذا قد يؤذي ذلك الطرف
وتابعت دانيا قائلة: حتى أن الأطباء النفسيين قد اجزموا على ذلك فتلك هي الطبيعة البشرية من الأساس ، فكيف تتخذ من شخصٍ خليلًا لك تحكي له كل أسرارك ويحكي لك أسراره وتشاوره ويشاورك وتعيشون حياتكم سويًا ، ثم تقولون لا لن نقع في حب بعضنا بينما الحب شعورٌ لا إراديٌ من الأساس .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن