الفصل الواحد والثلاثون

28 2 106
                                    

دخلت ميرا إلى المكتب وعلى وجهها نفس تلك الابتسامة الساذجة التي لا تبعث على الراحة أبدًا ، واتجهت جميع الأنظار ناحيتها فقالت: مرحبًا سيد فانيتاس وسيد ميلارد
وبالطبع تظاهرت بتجاهل ديما بالكامل ولاحظ ثلاثتهم ذلك ، فرد ميلارد: أهلًا يا انسة ، يبدو انكِ نسيتِ أن تقولي مرحبًا لديما كذلك
فقالت هي: اوه في الواقع لم انسى ولكن لعلها لم تخبرك سيد ميلارد ، أنها تكرهني لدرجة أنها قامت بتقطيع أوراق عملي الذي تعبت عليها جاهدة ورمتها بالقمامة
فكان فانيتاس من يجيب قائلًا: إذا كان عملكِ جيدًا منذ البداية لما قام أحدهم برميه أو تقطيعه ، ثم إن هذا المكتب مكتبها فإذا كنتِ تعلمين أنها تكرهكِ فلا تأتي إليه منذ البداية
فقالت وهي ترسم على وجهها ملامح الحزن: سيد فانيتاس هل جعلتك في صفها بالفعل؟ إنها تحاول جاهدةً تشويه سمعتي ، ثم إنني قدمت إلى هنا من أجل السيد ميلارد وليس من أجلها
كل هذا وسط صمتٍ من ديما التي تتابع الحوار لترى إلى ماذا تريد أن تصل تلك الحرباء ،
فقال ميلارد: هل تحتاجين مني شيئًا يا أنسة؟
فردت هي بنعومةٍ ورقةٍ مبالغٌ فيهما قائلة: اوه سيد ميلارد يمكنك مناداتي ميرا فحسب ، في الواقع أريد أن اطلب منك طلبًا على انفراد هل تسمح لي؟

توقعت ديما أن ميلارد سيرفض كالمرة السابقة وسيخبرها أن تخبره ما تريد هنا ، ولكن على عكس المتوقع قام ميلارد من مكانه وذهب معها ليسمع ما تريد قوله ، تعجبت ديما من ذلك ولكن فانيتاس كان غاضبًا فقال: ما الذي تريده تلك العقربة من ميلارد هذه المرة ، أنا لا أفهم ما هو هدفها ولماذا تتصرف معكِ بتلك الطريقة؟!
ردت ديما قائلة: إنني أظن أن غايتها هو ميلارد منذ البداية لهذا تحاول إبعادي بكل الطُرق ، ولكن هل هي تحبه أم تخطط فقط لاستغلاله أم ماذا تريد تحديدًا منه هذا ما سنعلمه بمرور الوقت
فقال هو: اسمعي ديما يجب عليكِ أنتِ الأخرى أن تكيدي لها كما تفعل هي
فأجابته: أخاف أن اقع فقط بالمشاكل واخسر وظيفتي فلا يبدو أن روبرت ينوي على التعاطف معي إن حدثت مشكلةٌ ما مع تلك الحرباء خاصة
قال هو: هممممم إذًا علينا أن نفكر بخطةٍ لا تستطيع أن تشك بكِ او تثبت شيئًا عليكِ إذا نفذناها
ردت ديما: خططك مخيفة ومجنونة وقد تؤدي إلى السجن أيضًا
قام فانيتاس من مكانه ووضع يديه على المكتب وهو يقول: فقط ثقي بي سأجد لكِ خطةً ننتقم بها من تلك الحقيرة
وفي تلك اللحظة دخل ميلارد إلى المكتب وهو يحمل ورقةً بيده ثم جلس على الكرسي بجوارهما بصمت ، وكانوا ثلاثتهم يجلسون على مكتب ديما فكانت ديما تجلس على الكرسي الذي بجوار الحائط وهما يجلسان على الكرسيان اللذان أمام المكتب ، نظرت ديما إلى فانيتاس الذي نظر إليها في نفس الوقت وأعادوا النظر مجددًا إلى ميلارد ، فقال فانيتاس: يا صاح ما هذه الورقة في يدك وماذا كانت تريد منك تلك الفتاة؟

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن