3) صدمة تجعلكم تدركون الواقع

171 3 0
                                    

استيقظت ساكورا و يداها مكبلتان إلى خلفها و قد كانت تجلس على كرسي خشبي ، بدأت تداعب أنفها رائحة العفن الكثيفة الممزوجة مع رائحة الدماء كانت يداها تألمها كثيرا لم يستغرق الأمر منها إلا قليلا لتدرك الوضع الذي هي فيه بدأت تتأوه من الألم ، إلتفتت تبحث عن بوفياس وجدته ما زال نائما بجانبها لم يزل عنه تأثير المخدر، لم يزل عنه حتى بعد أن نادته مرات و لم يجب كانت موجودة في غرفة  تبدو كأنها سجن في قصر قديم أو قلعة ما ، نافذة واحدة عليها قضبان لا تمكنك من الرؤية بسبب ارتفاعها و لا تقوم بتهوية الغرفة جيدا ، لكنها تسرب بعضا من أضواء القمرالتي تتيح رؤية بعض تفاصيل الغرفة . كان من الواضح أنها غرفة تعذيب قديمة ، كانت هنالك جثث في الزوايا وهياكل عظمية قديمة وعليها شباك عنكبوت ، في وسط كل هذه المشاهد ، و فجأة دخان أزرق بدأ بالظهور من العدم امتلأت الغرفة به خلال لحظات ، حاولت ساكورا حبس أنفاسها لكنها لم تستطع ، و فجأة استيقظ بوفياس و بدأ بالصراخ كالمجنون و هو يقول : أين أنا ؟ ماذا حدث ؟ لم تجعله ساكورا ساكورا ينتظر طويلا حتى أجابت : أأنت أعمى ؟ ألا ترى ؟ لقد خُطفنا أيها الأحمق ! كف عن الصراخ و فكر في حل لتخرجنا من هذا الوضع !

- كيف تريدين مني التفكير من يعلم ما الذي فعلته و أوصلنا إلى هنا !

- أنا ؟! أتعلم  كم مرة منعت الأشخاص من قتلك ؟ أتعلم كم شخصا قتلت كي أنقذك ؟ كم شخصا سجن ظلما ! يا لك من ناكر معروف !

- اصمتي و لا تتكلمي بحرف ! لم تنقذيني من أجلي بل من أجل الأموال التي كنت أصرفها عليك ! آخر فستان اشتريته كان بسعر منزلين ! منزلين أيتها الجاحدة ! و لا زلت تأمرين !

قاطعهما صوت ظهر من العدم ، كان صوتا يعرفانه جيدا ، لكنه لم يكن كما كانا معتادان عليه ، كانوا قد إعتادوا على سماعه ضعيفا خافتا يطلب السماح دوما ، لكن هذه المرة كان قويا هادرا و مخيفا ، كان صوت سسينتيا ، تفاجئ كلاهما فما سمعوه لم يكن بكاء بل ضحكا ، كانت ضحكات هستيرية مدهشة ، أنهت ضحكتها و قالت : مرحبا ، لم تكونا تتوقعان مفاجأتي أليس كذلك ؟ أحببتماها صحيح؟

- ماذا يحدث هنا ؟! أجيبيني سسينتيا ، - قالتها ساكورا كما لو كانت ستشقها من النصف- 

- همممممم ، أمي العزيزة ، لم تتكلمين معي بهذه النبرة ؟ ظننتك أعقل و أذكى من ذلك و ستفهمينها مباشرة . ~~

- ماذا أفهم ؟!

- كنتما تفاجآني يوميا لمدة خمس سنين لذا أحببت أن أفاجأكما هذه المرة ~~

- أي مفاجأات تقصدين ؟

- أوسي ، ألا تذكارنه ؟ كان سلاحا جميلا ، كنت أحب كثيرا أن أضرب به ألا تعتقدان ذلك ؟ ~~

ظهر على وجههما في تلك اللحظة الإرتباك ، أدركا قصدها دون الحاجة لشرح أدق ،عم الصمت بينهم لدقيقة إلى أن رفعت سينيا شيئا لامعا كانت تخفيه خلف ظهرها ، عكس على وجهها ابتسامة عريضة . قالت ساكورا بصوت مرتجف : سنيا حبيبتي إهدأي و دعينا نتكلم .

الخيانة العظمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن