دخلت سسنتيا للقصر بينما تمشي مرفوعة الرأس لا أحد يجرؤ على النظر في عينيها ، كانت كما لو أنها لبؤة جائعة تريد الافتراس ، مع تعطشها الشديد للدماء و جوعها كانت تبدي نظرة مخيفة لكل من تنظر إليه ، توجه رودركس لبوابة كبيرة ثم قال : هذا الغذاء الذي يناسب فرد من العائلة المالكة . فتح الباب فكانت قاعة مليئة بأناس على شفير الموت ، مُلقَون على اليمين و اليسار في أكوام حتى أن بعضهم موضوع في أطباق ، كانوا مقيدين بسلاسل طويلة من أيديهم و أقدامهم ، بينما يرتدون ثيابا بيضاء نظيفة و مرتبة ، كانت القاعة نظيفة بشكل لا يصدق ، كانت تشم رائحة للذيذة ، التفتت ناحيتها فإذا هي دماء خرجت من فتاة صغيرة نحيفة شعرها اسود قصير و عينيها زرقاء تحمل دميتها و ترتعش ، كان عطش سسنتيا قد وصل أقصى مراحله ، اختفت من مكانها و في لمحة كانت تقف أمام تلك الطفلة ، بينما كانت تنظرلها و ترتعش تذكرت سسنتيا نفسها عندما كانت صغيرة فغضبت ، وضعت يدها حول عنق الفتاة ورفعتها للأعلى ، سقط دبها المحشو أرضًا بينما تمسك بيديها الصغيرتين يد سسنتيا في محاولة منها للتحرر كانت تصرخ داخلها : لا أريد الموت ، لا أريد الموت ، لا أرييييد ، هذا مؤلم مؤلم جدا .
قفزت امرأة هزيلة و نحيلة من وسط الأكوام و بدأت بالزحف نحو سسنتيا بينما تصرخ : ليس إبنتي ، ابنتي ، اتركيها خذيني مكانها ، أرجوك إنها لا تزال طفلة ألا تحملين في قلبك أي رحمة . نظرت سسنتيا للأم التي تزحف باتجاهها ثم نظرت للإبنة التي كانت تبكي ، فكرت بضعة لحظات ثم قالت :حسنا سأقبل عرضك . رمت الفتاة الصغيرة بعيدا و توجهت للأم بينما تمسح يدها بمنديل مطرَّز ذا لونٍ أبيض ، فهي لا زالت تكره لمس البشر ، اقتربت من الأم ثم انحنت و قالت لها : سأسألك سؤال ، إن أجبته بشكل صحيح سأعفوا عن حياتك .
- ما ... هو السـ...ؤال ؟
- ما هي العائلة بالنسبة لك ؟
- إنها أب و أم يحبان بعضهما ويحبان طفلهما الذي وُلد بينما يبادلهما هذا الطفل ذات الشعور ، يتشاركون حياتهم معا إلى أن يكبر الولد ليتزوج و يكون عائلته الخاصة ، بينما يرى الوالدان إبنهما يكبر و يعيش، يكبران إلى أن يموتا بسعادة إن كان إبنهما سعيدا و بحزن إن كان حزينا
- دعيني أخبرك بشيء ، لقد أجبتي إجابتا صحيحة و لكن ...... لو كنت في مزاج جيد لتركتك أما الآن فأنا غاضبة و جائعة لذا إعذريني .
- ماذا يعني هذا ؟؟
- ألا تفهمين ؟ .... حسنا معظم البشر أغبياء لذا سأشرح لك .... أنا سأشرب دمائك حتى آخر قطرة ، لن أوفر منه قطرة واحدة .
رفعت سسنتيا يدها و حركت الطفلة إلى أن جلست أمامها ، قالت الأم : ليس أمام ابنتي على الأقل .
- لم أطلب رأيك .
قالت سسنتيا للطفلة : أنظري بحذر كيف تضحي أمك بحياتها من أجلك و أنتي لم تستطيعي فعل شيء ، أتعرفين لم هذا ؟ لأنك ضعيفة . ما إن أنهت جملتها حتى رفعت الأم بيد واحدة ، برزت أظافرها و جرحت رقبتها فنزلت الدماء قليلا ، احمرت عيناها بينما تبرز أنيابها ، غرزت تلك الأنياب الحادة في رقبة الأم ، و بدأت بشرب دمائها بنهم ، بينما تفقد الأم حياتها ببطئ ابتسمت ابتسامة صغيرة لابنتها ثم ماتت .
أنت تقرأ
الخيانة العظمى
Horrorكانت ترتجف بينما تنظر له و تقول : لم فعلت كل هذا بي ؟ لم أفعل لك شيئًا . ابتسم و قال : و ماذا فعلت أنا ؟ ~~ - أتسأل لأنك لا تعرف ؟ أم أنك تتظاهر بالغباء الآن ؟، آكاي . إقترب منها و همس في أذنها : لا زلت لم أفعل بك شيئًا بعد ، لازلنا في بداية الطر...