بعد أسبوع سجلت سينيا في المدرسة المجاورة لشقتها ، بدأت بتنمية مهارت التواصل الخاصة بها ، لكنها كانت لا تزال تحافظ على تعبيرها البارد الخالي من المشاعر ، لا تبتسم إلا عند إلقاء النكات ، و لا تتكلم إلا مع من تطابق أفكارهم كلماتهم ، و لم يكن هنالك من يستوفي هذه الصفات إلا أربعة فتيات ، فتيات رقيقات جميلات يبدون كما لوأنهم لوحة مرسومة بيد أمهر الفنانين إن مشوا معا ، الأولى و هي فتاة ذات شعر بني طويل مجعد ، بعينين خضراوين كالزمرد ، طويلة لكن ليس كثيرا، أنيقة و جميلة في الآن ذاته ، ليست رقيقة كليًّا فهي تجيد الدفاع عن نفسها عند الحاجة ، طالبة مجتهدة في فصلها ذات علامات ممتازة ، (سيلفي ديموتي) ، الفتاة اللطيفة التي تملك ثلاثة أشقاء صغار ، توفي والداها في حادث عندما كانت صغيرة ، و أصبحت مسؤولة عن شؤون الأسرة في عمر الثامنة ، أما الثانية فهي أقصرهم طولا لكنها كانت وقحة قليلا ، لا تحسب حساب الكلمة التي تقولها، شعرها أحمر فاقع مائل للذهبي في الأطراف يبدو كما لو أنَّه نار تم إشعالها و هو يتراقص تحت أشعة الشمس ، كان حريريًا ناعمًا في الشكل و الملمس ، تربطه نحو الأعلى كدنبة فرس ، مع تلك الغرة التي تبرز ملامح وجهها الحادة و عينيها التي يتغير لونها بحسب ما ترتدي ، أنيقة بسيطة و متواضعة ، فاشلة في حياتها الدراسية و لكنها تُبدع في الاجتماعية ، تقف في ظهر أصدقائها عند حاجتهم إليها ، (ريجينا بيسينادس) ، لا تملك إلا أخًا أكبر منها ، والدها هو صاحب واحدة من أكبر الشركات ، أما أمها فهي وريثة لعائلة كبيرة ، بالنسبة للثالثة فلا يمكن الجزم من مظهرها أنها لطيفة ، شعرها الأسود القصير نسبيًا يبدو كما لو أنه ليل في وضح النهار و عيناها سوداوان واثقتان لا تهتزان ، يمكن للشخص ان يرى فيهما البرود و لكن بالرغم من برودها إلا أن شخصيتها الداخلية مرحة كأيٍّ منهم ، طولها جيد و ترتدي ملابس بسيطة عادية ، عبقرية الرياضيات و العلوم ، (سيبري ألديفوس) ، لا تملك إخوة و لا عائلة ، تربت في دار الأيتام مع التعرض للإسائة الشديدة من معلمتها ، أما الرابعة فهي تصغرهم بصف ، شعرها أشقر مذهب كما لو أنَّه خيوط من أشعة الشمس و عيناها خضراوان مائلتان للزرقة لا يمكن أن نشبههما بأي جوهرة في العالم ، تم ترفيعها لصفهم بسبب ذكائها ، (بيليا دوركياديس) ، يتيمة الأب عاشت مع أمها فقط ، كانت أوضاعهما المالية صعبة فكانت تعمل مع أمها لتدفع الرسوم الدراسية ، كانت حياتها بائسة بسبب عمها الذي كان يحاول أن يرث العائلة عن طريق قتلها ، مما جعلها تتنقل كثيرا .
مرت السنوات هكذا إلى أن وصلت الفتيات إلى السنة الأولى من الجامعة ، في هذا الصباح كانت الأجواء غريبة قليلا ، الجميع يحاول إخفاء شيء ما لكن سينيا لا يخفا عنها شيء فعلمت بقدومه ، قامت فورًا بسؤالهم إن كان قادم فأجابوها بنعم ، غضبت و كانت على وشك الذهاب لضربه لولا إيقافهم لها ، إنه صديق طفولتها الذي غادرالمدينة قبل زواج ساكورا و بوفياس ،( لانتويل ميريشيا ) ، بذات عمر سسنتيا ، ذو شعر ابيض كالثلج – صار هكذا بسبب تعرضه لصدمة في طفولته – و عينين زمرديتا اللون يتخللهما زرقة خفيفة كما لو كانتا زمردتان موجودتان في قاع البحر ، بطول يجعله يبدو كما لو أنه عارض أزياء ، بجسد رياضي مثالي ، يقف في رواق المدرسة ينادي على سسنتيا بصوت لطيف رقيق جميل يزيد على مثاليته ، توقع منها استقباله بلطف بعد غيابه ، كانت تقف وسط صديقاتها الأربع بينما قالت له : من أنت ؟؟
أنت تقرأ
الخيانة العظمى
Terrorكانت ترتجف بينما تنظر له و تقول : لم فعلت كل هذا بي ؟ لم أفعل لك شيئًا . ابتسم و قال : و ماذا فعلت أنا ؟ ~~ - أتسأل لأنك لا تعرف ؟ أم أنك تتظاهر بالغباء الآن ؟، آكاي . إقترب منها و همس في أذنها : لا زلت لم أفعل بك شيئًا بعد ، لازلنا في بداية الطر...