الهرب .
لا زالت سسنتيا في الخارج ، هي تستمر في التمرين ، و عصافير الحب عندها يستمرون بالزقزقة ، ازعاج حقيقي بالنسبة لشخص كره الحب، لكن لا بأس بالأمر طالما أن أخوها سعيد لهذا الحد ، مرت سنة تقريبًا سنة لا يعرفون فيها شيئًا عما يحدث في الخارج ، لا يعرفون أن آكاي قد أصبح امبراطورالقارتين ، الطاغية التي لا يجرء أحد على رفع نظره نحوه حتى ، قطع رؤوس مجلس الشيوخ و علقها حول عرشه ليخبر الناس أن الحاكم لا يحتاج استشارة أحد ، من معه فقط يعملون عنده كالخدم تمامًا ، كل من يراه يعرف أنه شيطان متحرك ، إنه قد أصبح الشر بعينه ، من يعطس أمامه يموت ، من يتنفس يموت ، لا يمكنك فعل شيء إلى بموافقته ، أجل عصر لطاغية بدأ منه قبل أن تفتتحه سسنتيا ، لقد ظهر كوحش للعلن ، الآن هو بين الجبال ، فوق حصانه مع مئات الفرسان ، اقترب فانتيس بحصانه و قال : لم نجد شيئًا ، آكاي .
- استمروا في البحث ، سنجدها حتمًا .
وضع يده على علامة ظهره ، وجهه كان شاحبًا و الهالات السوداء تحت عينيه واضحة ، وجهه لا يعطي أي تعبير ، يبدو كالصخر من الخارج ، المواصفات الموزعة على الجنود هي عيون حمراء ، لا شيء آخر ، الجميع يبحثون ، لا يوجد شيء ، لم يجدوا لها أثر كأنها تبخرت .
أما هي فتحاول أن تفسح المجال لزوجين نعرفهما ، هي تأمل أن ترى إبن أخيها قريبًا ، لذا أصبحت تخرج و لا تعود أبدًا إلا عند الفجر ، هما في قمة السعادة حاليًا و الشكر لسسنتيا ، أما هي ، فكانت تفكر في شيء آخر تمامًا ، طريقة لقتل شخص ما ، بأسوء شكل و أبطء طريقة ، فكما قلت يمكن للحب العميق أن يتحول لحقد و كراهية في لحظة واحدة .
التسميم قديم ، الجراثيم سريعة ، التعذيب أسرع من الجراثيم ، الشوي لا يكفيها ، لم تعد تستطيع إلَّا أن تفكر بجمع كل الطرق السابقة معًا ، و أجل هي تستطيع فعل هذا ، لكن قلبها اللعين يحاول أن يجد عذرًا و عقلها قد أغلق المجال الذي فتحه لذلك الأحمق كي يتخذ القرار ، لكن المشكلة في الجروح التي تظهر عليها ، عندما تُعذبه ستتعذب معه ، لكن إن كان هذا يؤلمه فلا يهم ، هي ترغب فقط في رؤيته في أعلى حالات اليأس و الحزن كما فعل بها .
***********************
دخل إلى الثكنات و جلس على سريره يعيد شعره للخلف و يسكب على نفسه مياهًا باردة كي يستطيع أن يركز ، لم يعد على حافة الجنون بل هو قد جنَّ حرفيًا ، كما يتحول الحب لكره ، فمن الممكن أن يتحول الحب الطبيعي لهوس و تملك ، تملك لدرجة الرغبة في حبس الشخص و جعله من ملكياته كما المنزل ، هوس بأدق التفاصيل التي حتى الشخص لا يدركها عن نفسه ، يمكن القول أن هذا ما حدث مع آكاي ، لقد تحول لرجل مهووس على استعداد لقلب العالم رأسًا على عقب فقط من أجل إيجادها و جعلها بجانبه ، لديه رغبة عميقة بجعلها لا تظهر لأي كائن حي ، و لو أمكنه ألا يجعلها تظهر للجماد لفعل ، هو بالفعل حاول محاربة شعوره اللعين هذا و تركها بمفردها لكن لأسباب لا يعلمها بدأ يهلوس بها ، كأنه أصيب بمرض خطير ، يشعر بأن الهواء نفذ منه و لا يمكنه التنفس إلَّا عندما يراها ، سنة واحدة مرَّت عليه كأنها قرن ، لن يصدقه أحد إن قال بأنه سيجعلها بجانبه حتى لو أضطرلجعلها جثة كما فعل والد سسنتيا ، فعندما ماتت روزالينا أصيب بصدمة كبيرة جعلته لا يستطيع أن يركز على أمور دولته فطلبوا من لوكاس أن يجعلها تتحرك و تفتح عيونها و أحيانًا قليلة تتكلم و الكلمة الوحيدة التي تقولها هي إسمه ، حسن هذا وضعه العقلي و أعاده لسابق رشده ، ذات الأمر يحصل هنا لكن الفرق أنها حية ترزق في مكان ما هو لا يعلمه ، حاولالوصول إليها بكل طريقة ممكنة لكن لا فائدة ، لذا قرر الذهاب للبحث عنها بنفسه .
أنت تقرأ
الخيانة العظمى
رعبكانت ترتجف بينما تنظر له و تقول : لم فعلت كل هذا بي ؟ لم أفعل لك شيئًا . ابتسم و قال : و ماذا فعلت أنا ؟ ~~ - أتسأل لأنك لا تعرف ؟ أم أنك تتظاهر بالغباء الآن ؟، آكاي . إقترب منها و همس في أذنها : لا زلت لم أفعل بك شيئًا بعد ، لازلنا في بداية الطر...