بعد مرورثلاثة أيام ، كانت سسنتيا لا تأكل طعامها و لا تشرب أي شيء ، دخل آكاي إلى تلك الغرفة التي هي زنزانة كما يفترض ، من المرآة كالعادة ، كانت سسنتيا على سريرها ، لم تتحرك منه ، وجهها الخاوي لا زال كما هو ، بشرتها أصبحت مصفرة من الإرهاق ، هالات تكونت تحت عينيها ، نظرت ناحيته ، رأته يحمل صينية من الطعام يتجه ناحيتها ، يقول لها بابتسامة تعلو محياه : هيا ، لا تفعلي بنفسك ذلك ، عليك أن تتناولي الطعام .
نظرت له دون أن تفعل شيء ، اقترب منها و وضع الصينية على الطاولة التي بجانبها ، جلس على السرير بجانبها و حمل معلقة ممتلئة بالطعام و قال : هيا افتحي فمك .
لم تبدي أي ردة فعل ، لم تفعل شيء ، فأمسك بفكها باليد الأخرى و فتحه واضعًا المعلقة في فمها ، لكنها لم تمضغ الطعام ، لم تفعل شيئًا ، كان ينظرلها ينتظرمنها رد فعل واحد ، لكنها لم تفعل ، إلى أن استقام و ظهرت لمعة في عينيه ، لمعة لم يعرف أحد أنها لمعة حزن ، يظن من يراها أنها لمعة استمتاع ، خصوصًا أن ابتسامته لم تفارق وجهه .
قرب وجهه عند أذنها و قال : تذكري ، لوكاس لا يزال حيًا ، هل تريدين أن يلحق اخوتك ؟
أخيرًا تفاعلت معه حين نظرت لعينيه نظرة مليئة بالحقد ، بلعت ما بفمها من ظعام و قالت : أكرهك ، أكرهك .
- أجل ، أحسنت استمري في هذا .
أخذت الطبق و تناولته ، ثم ضربته به على رأسه فنزف ، مع ذلك حافظ على ابتسامته ، نظر لها وقال : أظنه كان لذيذًا لتتناوليه بتلك السرعة . و كالعادة ، لم تخرج منها سوى كلمة واحدة : أكرهك .
فتح الدرج الذي بجانبها ، و أخذ منه مشطًا، بدء يُمشط لها شعرها و هو يقول :عليك أن تهتمي بمظهرك أكثر ، أنظري لهذا شعرك مبعثر كثيرًا .
دمائه كانت لا تزال تسيل على وجهه ، و هو كان لا يزال يبتسم ، يمشط لها شعرها بهدوء تام ، كأنه لم يتألم و هو لم يفعل فلا يوجد اشد من الم روحه يشعر به الان.
أنهى تمشيط شعرها و ربطه للأعلى ، مسح على رأسها و قال : سيتم تتويجي اليوم ، ألن تتمنيي لي حسن الحظ .
صمتها المعتاد كان إجابتها ، خرج هو من تلك المرآة ، تاركًا اياها خلفه ، تحدق بتلك المرآة ، عادت و كورت نفسها على السرير، و غطت في النوم .
*************************
في الرواق الطويل ، مشى آكاي لمدة ، حتى وصل للخارج ، كان الجميع يحتفلون ، اقترب من الملك بثيابه الرسمية التي كان يرتديها ، وضع السيف على كتفه و قال : أعينك ملكًا على دلوادوريا .
اتسعت أعين الجميع ، و ابتسم آكاي ابتسامة شيطانية تظهر خبثه ، كان الإمبراطور يرتجف عندما رآها ، حتى سمع رد آكاي : لن أطعنك في ظهرك ، مولاي .
أنت تقرأ
الخيانة العظمى
رعبكانت ترتجف بينما تنظر له و تقول : لم فعلت كل هذا بي ؟ لم أفعل لك شيئًا . ابتسم و قال : و ماذا فعلت أنا ؟ ~~ - أتسأل لأنك لا تعرف ؟ أم أنك تتظاهر بالغباء الآن ؟، آكاي . إقترب منها و همس في أذنها : لا زلت لم أفعل بك شيئًا بعد ، لازلنا في بداية الطر...