في اللحظة التي أغلقت سسنتيا عيناها و شعرت بالدم على جبهتها كانت قد خرجت روحها من جسدها و في لحظات رأت نفسها في جسد صبي صغير ، شعره أسود و عيناه حمراوين كالدم ، كان طفلًا بمظهر جميل و له ثياب راقية للغاية ، يجلس على كنبة أمام المدفئة ، إلى أن دخلت إمرأة تبدو في الأربعينات من عمرها ، تبدو كالعجوز الشمطاء من حكاية سندريلا ، تحمل معها عصًا تستخدم لضرب الأطفال ، حياها الطفل بأناقة شديدة و بحركات مدروسة خالية من الأخطاء و قالت بصوت يبدو كصوت عصفور يحتضر : أعد الكرَّة .
أعاد الطفل الكرَّة دون نقاش ، بالرغم من أن تحركاته كانت أنيقة للغاية و صحيحة أيضًا بحسب الآداب، إلّا أنها جعلته يعيد الكرة مرارًا ، لم تكن سسنتيا تستطيع التحكم بجسده و إلا كانت قد فجرتها لأشلاء ، ردت التحية عليه بعد أن مرت ثلاثون دقيقة تقريبًا من الإعادة ، و جلس الطفل على الكنبة مجددًا ، بدأت تعطيه حصَّة ، فعلمت سسنتيا أنها المدرسة الخاصة لذلك الصبي ، كانت تتسائل عن أهله الذين يتركونه مع مدرسة مثلها ، لكن لم يطل الوقت حتى بدأت تلك المعلمة تكتب و تخبر الطفل أن يكتب من ورائها ، كان يبدو عليه أنه في الخامسة من عمره ، في هذا الوقت يبدأ الأطفال بطبع تصرفات الكبار في ذاكرتهم و هذا ما كان هذا الطفل يفعله ، يكتب كما تكتب تمامًا ، كان يقلد حركة يدها فحسب دون أن يفهم ما يقوم بفعله ، إنتهت من الكتابة بعد ساعة تقريبًا ، كانت يد الطفل قد جُرحت لكنه لم يأبه للأمر و واصل الكتابة خلفها .
بعد أن أنهت الكتابة قالت له : قف ، و إرفع بنطالك حتى يصل لركبتيك .
نفذ الطفل الأمر و بدأت تضربه بتلك العصى مرة بعد مرة بعد مرة ، بدأ ينزف لكنه لم يكن يبكي حتى ، كان يبتسم باشرق ، استمرت في ضربه كثيرًا حتى تعبت بعد ساعة من الضرب المتواصل بلا استراحة و قالت : انتهى درس اليوم قم بمراجعة الدروس عندما أذهب .
خرجت و أغلقت الباب خلفها ، أخرج الطفل من أسفل الكنبة كتابًا خميلًا ، بدأ يقرأ فيه بتمعن ، كان كتابًا من الصعب على الأطفال فهمه ، كانت سسنتيا تفهمه ببساطة بسبب ذكائها لكنها كانت تعلم أنه من المستحيل على طفل أن يفهم المكتوب فيه ، دخلت إمرأة شابة إلى الغرفة بعد وقت مضى ، ابتسم الطفل و قال : أمي .
صفعته المرأة عندما إقترب منها و قالت : قلت لك مئة مرة ، لست أمك ، لن أكون أمًا لشيء مثلك بالطبع ، أنت لست سوى إبن ذلك الرجل اللعين .... - نظرت له نظرة مخيفة و أكملت - تفهمني؟ .
ابتسم الطفل و قال : بالطبع أمي .
بدأت تلك المرأة بوضع يدها عى رأسها و قالت : أنت تشبهه بحق أيها الطفل ، نسخته ، لم قام ذلك اللين بإعطائي هذا الشيء الذي هو نسخة منه ؟!!. يجب أن أتخلص من بقاياه .
نظرت له نظرة مخيفة للغاية ، يمكنها أن تدس الرعب داخل نفس أي طفل أو أي شخص لكن ليس سسنتيا أو هذا الطفل الغريب فقد كان لا يزال يبتسم ، إنقضَّت عليه كما تنقض اللبؤة على فريستها ، و بدأت تخنقه ، لم يقاوم أبدًا ، بدأ يختنق ببطء ، بعد بضع لحظات كانت كمن عادت لرشدها للحظة و قالت : بُني ، من فعل بك هذا ؟ ..... لم أنت على الأرض ممدّد هكذا ، قف هيا .
أنت تقرأ
الخيانة العظمى
Horreurكانت ترتجف بينما تنظر له و تقول : لم فعلت كل هذا بي ؟ لم أفعل لك شيئًا . ابتسم و قال : و ماذا فعلت أنا ؟ ~~ - أتسأل لأنك لا تعرف ؟ أم أنك تتظاهر بالغباء الآن ؟، آكاي . إقترب منها و همس في أذنها : لا زلت لم أفعل بك شيئًا بعد ، لازلنا في بداية الطر...