20)قطع الروابط

16 2 0
                                    



فرقعت سسنتيا بأصابعها فظهر السيرفي و أمرتهم بأن يأخذوهم لل(باراديسيوس إيكسيتيرو) ، كان بعدًا من الأبعاد التي صنعتها سسنتيا ، كان هذا البعد يختلف عن غيره من الأبعاد بأنه صُنع خصيصًا من أجل الموت المريح للبشر الطيبين ، قامت سسنتيا بصنعه بعد إلتقائها بصديقاتها مباشرة ، كانت تعرف بأنَّ هذه اللحظة ستحين ، كان المكان جميلًا كأنه قطعة أُخذت من الجنة ، أرض خضراء واسعة لا ترى لها نهاية على امتداد بصرك ، سماؤُها زرقاء صافية ، تتلألأ على الأرض بحيرة زرقاء أخذت لون السماء فزينت المكان ، إضافة لشجرة كبيرة للغاية بجانب تلك البحيرة ، لها جذوع عريضة و متماسكة ، و أوراقها خضراء لا توجد بينهم ورقة صفراء واحد ، تتدلا من أغصانها فروع خضراء تشبه الحبال ، زينت الشجرة بلونها الأخضر الفاتح فأصبحت الشجرة تحفة فنية يستمتع الناظر بها من بعيد ، بجانب هذه الشجرة يوجد خمس توابيت زجاجية ، حوافها مصنوعة بالذهب الخالص ،أما ما بين الحواف فكان الألماس ، ألماس زجاجي لا تشوبه شائبة ، يُظهر ما أسفله ، لها مقابض من الألماس ، صنعت سسنتيا هذه التوابيت خصيصًا لتحافظ على الجثث من التحلل فمهما عبر عليها الزمن لن يحدث للجثث شيء .

كانت تلك التوابيت لصديقاتها ، لكل واحدة يوجد واحد ، أما الذي في المنتصف فهو لها ، أرادت أن تبقى معهن بعد موتها فهي تَعلَمُ حقَّ العلم أنهنَّ لم يضمرن الشر لها يومًا ، أرادت البقاء معهم بعد الموت بما أنها لن تستطع البقاء معهم في الحياة ، أحضر السيرفي الفتيات و وقفوا أمام البحيرة في صدمة ، وقفت سسنتيا أمامهم ببرود شديد ، بلا أي تعبيرات على وجهها ، طلبت من سيبري التقدم ، و بسبب شخصيتها الإنتحارية ، اقتربت من سسنتيا بابتسامة مشرقة على وجهها ، عانقتها و قالت : لا تقلقي لست غاضية منك و لن أغضب ، سأظل صديقتك دائمًا ، أعرف أن لديك أسبابكِ لفعل هذا ، لذا لا تترددي و إفعليها .

صُدمت سسنتيا من كلامها ثم ضحكت و قالت : لا أنت مخطأة لا يوجد سبب يدفعني لقتلكم . همست بجانب أذنها : أعتذر بشدة . فرقعت أصابعها فظهرت الحقيبة السوداء التي كانت سسنتيا تحرص عليها بشدة ، أخرجت منها زجاجة سوداء كبيرة و قامت بإعطائها لها و قالت : إشربي منه رشفة فقط . شربت سيبري الرشفة ، و بعدما انتهت ابتسمت و أغمضت عينيها ببطء ، بقيت إبتسامتها على وجهها عند فراقها للحياة ، و حتى بعد مماتها ، تركتها سسنتيا على الأرض و لم تلتفت لها ، عادت لتعبيرها البارد مجددًا ، إقتربت من سيلفي التي كانت لا تزال في حالة صدمة ، كانت بيليا تراقب من بعيد غيير مستوعبة لما يجري بعد ، نزلت لصديقتها المبتسمة التي كانت على الأرض و بدأت بالبكاء ، أما سيلفي فكانت في قمة غضبها ، صرخت في سسنتيا : من أنت ؟؟ .... أنا لا أعرفك . ضربتها على كتفها بضع مرات و قالت : كيف لكِ أن تقومي بهذا لها ؟..... لم تقم بشيء سيء تجاهك قط ........ فقط أخبريني لماذا لم تتركينا نموت بالمذبحة التي ستفعلينها ...إن كنا سنموت على كلِّ حال فَلمَ ؟؟

الخيانة العظمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن