عادت سسنتيا للقصر في ذلك اليوم ، لم تتكلم مع أحد بل دخلت الغرفة مباشرة ، أخرجت الدفتر الجلدي ، و قامت بحذt سطر من عليه ، كُتب فيه ، قطع الروابط ، ثم أغلقت الدفتر و وضعته في دُرجها ، أخرجت بضع أوراق ثم بدأت ترسم مخططًا لمكان ما، كان ذلك هو القصر الامبراطوري ، رسمته بدقة بجميع أبعاده ، ممراته السرية ، حتى الحدائق بشجيراتها ، كما لو أنها تخطط لشيءما ، عندما انتهت وضعت هذه الأوراق في أحد الأبعاد التي صنعتها ، أخرجت مزيدًا من الأوراق ثم بدأت بالحساب ، كم تكلف الحرب بالتحديد ، كم سيستغرق تدريب الأطفال ، كم هي المدة المطلوبة لانتهاء الحرب، من كم شخص تتوقع الخيانة ، العائلات التي تدعمها ، قامت بحساب كل شيء ، اشغلت عقلها و توصلت لافضل النتائج ، حتى أنها عرفت أهم الإستراتيجيات التي يجب اتخاذها لمرور الحرب بسلام و عدد الأطفال الأسرى المطلوبين ، دونت في كل ورقة أمرًا منفصلًا ، قامت بإعداد لائحة بالأسلحة التي يجب امتلاكها ، و مع تطور البشر لن تفيد الأسلحة العادية ضدَّهم لذا قررت استخدام الأسلحة من العيار الثقيل ، النارية النووية و حتى الجرثومية ، مما يتسبب بأكبرألم ممكن لهم ، ثم قامت بإعداد ورقة عليها مواصفات الأطفال الذين يجب أن يقوم ليدياس بجمعهم ، سيخطفون قبل بدء الحرب ببضعة أيام ، ثم أنشأت قائمة بالأمور التي يجب على الإمبراطورية تحسينها في المستقبل ، و كان على رأس القائمة الملابس ، حيث أنها لم تُطق فكرة إضطرارها لإرتداء المشد في المناسبات و كانت على وشك قتل الخادمة التي عرضت عليها الفكرة ، لولا تدخل ميكاموند في الوقت المناسب .
لم تخرج من غرفتها حتى صباح اليوم التالي ، كانت قد أنهكت نفسها بالعمل طوال الليل حتى ظهرت الهالات السوداء تحت عينيها ، لكن حتى وجود الهالات السوداء لم يكن يفسد جمالها بل و بشكل غريب كان يتناسب معه ، عندما خرجت لتناول الفطور كانت تبتسم ابتسامة مشرقة ، و كأنها أزاحت حمل و عبء العالم عن أكتافها ، لكن في الواقع كانت في تلك اللحظة بالذات ترغب في البكاء بشدة و حرقة ، لكنها تبتسم مع ذلك ، منذ أن اكتشفت فعلة أمها أصبحت تضحك بشكل مثير للسخرية على كل ما يؤلمها ، تبتسم بشكل مشرق عندما تشعر بالحزن و عندما تُضرب لم تعد تستطيع الشعور بالألم لذا لم يعد الأذى الجسدي الذي كانت تتلقاه مهمًا بالنسبة لها ، سُلبت طفولتها و دمرَّت حياتها بسبب إمرأة غير مسؤولة إلتقطها و عاملتها على أنها قمامة ، لذا أصبحت لديها هذه العادة .
جلست على طاولة الطعام و كان ثيودور ينظر لها بقلق شديد ، نظرت له بلطف و قالت : هل هناك ما يزعجك ، ثيو ؟
- امممم ، لا و لكن ، أختي .... هل أنت حقًا بخير ؟
- نعم
و ربتت على رأسه و قالت : شكرًا لقلقك علي .
كان على هذه المائدة لوكاس و آكاي إضافة لفانتيس ، أما آرثر فهو يقف خلف سسنتيا كظلها تمامًا لم يفارقها أبدًا و لو للحظة إلا عندما دخلت الباراديوسيوس إيكسيتيرو عندها ذهب هو لحراسة غرفتها في إنتظارها ، قامت سسنتيا بتوجيه الكلام لرودريكس : متى سأرث ذكريات العجوز ؟
أنت تقرأ
الخيانة العظمى
Terrorكانت ترتجف بينما تنظر له و تقول : لم فعلت كل هذا بي ؟ لم أفعل لك شيئًا . ابتسم و قال : و ماذا فعلت أنا ؟ ~~ - أتسأل لأنك لا تعرف ؟ أم أنك تتظاهر بالغباء الآن ؟، آكاي . إقترب منها و همس في أذنها : لا زلت لم أفعل بك شيئًا بعد ، لازلنا في بداية الطر...