28) المجزرة

4 1 0
                                    

في عالم البشر في أميركا الجنوبية في الساعة الواحدة صباحا تقريبا حدث انفجار غريب مات على اثره المئات و جرح الالاف و وسط الغبار الذي كان يتلاشى تدريجيًا، تلمع عيون حمراء مضيئة و يسمع صوت صراخ الشخص الحامل لها انطلاق. لينطلق مئات الأطفال بالإضافة لها سسنتيا التي صرخت الصرخة للأولى مع اخوتها و مساعديها لتبدأ مجزرة من طرف واحد، انطلقت في البداية لتفتح يدها فتخرج منها نيران بيضاء يكاد الشخص يظنها بخارا لكنها اكثر حرارة بمئات المرات من النار العادية لتحرق بها من تراه أمامها دون تفريق، كبيرًا كان او صغيرًا، رجلًا أو امرأة، كانت تتعامل مع جميعهم على أنهم خونة محتملون يجب التخلص منهم قبل ارتكابهم للخيانة، الطفل يمكن أن يكبر ليصبح الأسوء، البالغون يمكن أن يغيرهم المال في لحظة و العجزة لا يختلفون كثيرا عن البالغين، فهم يحاولون جمع الكثير من المال على الرغم من انهم قد يموتون في اي لحظة.

أكاي الذي كان بظهرها كان يبرز مخالبه و بضربة واحدة على أكثر النقاط ايلاما في الجسم يتسبب بميتة بطيئة للغاية و مؤلمة لدرجة لا تحتمل، اما بقية الأخوة فكانوا يستخدمون قدراتهم فليدياس كان يحذرهم من اي خطر قادم كإنسان يائس و بائس لينجو بحياته يحاول الهجوم بدل الاستسلام كالأحمق، اما ميكاموند فكان يقتلهم بضربة واحدة و بقدرته على التنبأ بالمستقبل استطاع مساعدتهم في إيجاد مواقع الذهب لجمعه بعد انتهاء التصفية، ماكسيماس بقدرة إيقاف الوقت الخاصة به كان يقتل اكبر عدد ممكن منهم، أما ثيوردور فلم يكن غاضبا لتعمل قدرة الهيجان الخاصة به لكنه كان يقفز من إنسان لآخر يعضه في رقبته و يقضم اللحم لتنفجر الدماء كالنبع، لوكاس كان يستخدم آرام و يجرب الضربة الجديدة المحسنة الخاصة به سيل الجليد يجمع اكبر قدر ممكن من البرودة في يده ثم يحوله لسيف أنيق جليدي تحيط به شظايا جليدية طائرة يضرب الضربة فتقتل الخصم ثم تنشر الجليد بجسده ببطئ حتى يتحول لتمثال جليدي و تنطلق من خلف الضربة هالة بيضاء تقتل ما يقارب العشرة بذات الطريق دون الحاجة للمسهم و مع تحسينات القفاز فانها تقتقل قرابة الثلاثين و فانتيس كان يطلق النار في رأسهم مباشرة لينفجر الراس لفتات صغير و تتناثر الدماء في كل مكان.
بعد قرابة الربع ساعة انتشرت الاخبار بوجود هجوم من كائنات مجهولة و قد قضت على العديد من البشر في أمريكا الجنوبية و بدأوا يحذرون من الخروج و بدأت الدول تاخذ تحصيناتها إذ ان الخبر قد أصبح عالميا.
بعد نصف يوم تقريبا كانت المجزرة في تلك القارة قد انتهت لتأمرهم سسنتيا بالتوقف، اخذت نظرة حولها لترى ان البحيرات الصافية قد اختلطت بالدماء فأصبحت حمراء اللون، جثث عديدة جنود و غيرهم اطفال و كبار قتلوا بمختلف الطرق، الجثث تملئ المكان مشت خطوة للأمام فداست على جثة كانت هناك، و بكل برود داست بشدة اكثر إلى أن انفجر الراس الذي كانت تدوس عليه و قالت : يا للقرف، انهم حقا أصبحوا البعوض الذي سُحق بعد أن امتَّص دماء أحدهم، هذا مثير للاشمئزاز.
كانت تود الانتقال لامريكا الشمالية لكن كانت الحدود هناك كانت قد وضعت، جدران عالية من التيتانيوم، و بها بعض المدفعيات عندما رأت سسنتيا هذا قالت : أغبياء، ايحاولون التمسك بحياتهم لهذه الدرجة، انا حقا لا أفهم ما الفائدة منها حتى.
أشارت لاكاي الذي فهم قصدها و بسرعة لحظية كان يقف امام اول مدفعية ليقوم بمخلبه بضربها فتسقط و يفعل ذات الأمر مع جميع المدفعيات، ثم أشارت للوكاس الذي بحركة منه أشعل النيران في الحاجز على شكل دائري فذاب في لحظات ثم قال : هل نتحرك سيدتي؟. نظرت إلى ليدياس الذي أخبرها بايمائة منه أن لا خطر موجود الآن فقالت : لنكمل، لا زال أمامنا خمس قارات بعد هذه و علينا التأكد من انهم لم يهربوا للجوء للهواء او الماء أيضا، هيا.
دخلوا بشموخ إلى القارة ليبدؤوا بعمل مجزرة أسوء من التي قبلها، هذه المرة أمرت سسنتيا الجميع بالتوقف في منتصف المجزرة و ارتفعت في السماء، تكاثفت السحب مع بعضها لتشكل سحبًا رعدية، ثم تطاير شعر سسنتيا في الهواء لتقول بصوت هادر : تراجعوا.
ملأت ايديها بذات النيران البيضاء التي تضخمت حول يديها لكن لم تؤذيها، تحركت الرياح بسرعة عاتية لتلتف في دوائر فتضع سسنتيا لهبها الأبيض فيها فتشتعل اكثر، ثم توجهه نحو الأرض بقوة لتنتشر حرائق على مستوى سبع مدن متجاورة، لتحرق كل ما فيها من شكل لاشكال الحياة حتى مسطحاتها المائية تبخرت من الحرارة.
نزلت بعدها إلى الجانب الذي كانوا قد انتهوا منه و قامت بجعل رياح شديدة القوة تهب منها لتشتعل النيران اكثر و تنتقل لتجعل باقي القارة عبارة عن أرض اكثر سوادًا من الفحم، عندما انتهت كانت السحب الرعدية قد أفرجت عما داخلها من ماء فهطلت امطار غزيرة لكنها لم تكن كفيلة ابدا باطفاء اي من النيران التي اشتعلت.

الخيانة العظمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن