20

2.4K 44 4
                                    

اول ما طلع غيث من مكتب الجد صادف رزان بالممر ونطق بهدوء ؛ رزان
التفتت عليه رزان بحماس ونطقت ؛ هلا
تقدم لها بخطوات هاديه ونطق بنبرة تردد متسائل؛ للحين محتفظه بمشاعرك تجاهي؟
رزان انصدمت من سؤاله لها ، الا انها فهمت على طول انه يختبرها هزت راسها بإنكار وهي تنطق بضحكه خفيفه؛ وين مر عمر على هالشي يا غيث !
ليكون عبالك للحين احبك ، مستحيل !
الشعور مر عليه عمر واندثر حتى
غيث زفر بإرتياح وهمس لها ؛ زين اجل لاني ما احب اشتغل مع بنت تكن بداخلها مشاعر تجاهي
اقدر اقول وانا مرتاح انك مناسبه لهالمهمه
بالتوفيق لنا بهالمشروع
نطقت رزان بهدوء ؛ آمين
انسحب من امامها بعد ما اخذ اجابه تريحه لانه ما يبي يستغلها وهو عارف بمشاعرها تجاهه ويجرحها وهو عارف هالشعور تماماً
امّا رزان اللي حست بإنكسار داخلها للمره الثانيه منه ومن كلامه
زفرت بضيق وهي تكمل طريقها ,
,
ركب سيارته وهو يتأمل بإبتسامه ربطة شعرها وهي معانقه يده
استند وهو يستذكر كيف قدر يسلبها منها وياخذها
نرجع لكم اسبوع ورا ،
تحديداً باليوم اللي فيه رجع غيث للبيت بأخر الليل حزين وحامل بقلبه هم كبير لان هاليوم هو يوم فيه يختلي غيث بنفسه ويزور فيه قبر امه وما يرجع الا بنص الليل
تنهد بضيق وهو يحس للحين بمرارة فقده لأمه وكيف ماتت بأبشع طريقه والسبب ابوه اللي خلاها تشبع قهر وهموم لدرجه ما قدرت تتحمل وماتت بحزنها وغبنتها وتركت خلفها طفل صغير توه ما كمل حتى 8 سنوات
وتاركه معه طفله رضيعه بعمر شهرين
انسابت على خده دمعه وهو يذكر كيف مر ذاك اليوم عليه واخته الصغيره تبكي ولا يدري كيف يتعامل معها ويسكتها طفل صغير ما يعرف من الامومه شي
انسحب لريما بهدوء وهو ينسدح جنبها زي ما تسوي امه بالعاده وتمسح على بطنها وتسكت
الا ان ريما ما زالت تبكي وغيث من كثر ما تبكي بكى معها ولاهو عارف سر بكاها
الى ان دخلت عليه جارتهم اللي كانت مهتمه فيهم بذاك الوقت شافت غيث يبكي وريما ميته من الصياح لدرجه صار وجهها ازرق
شالتها من الارض على طول وهي تهدي فيها
ثواني وسكنت مابين حضنها
تحت انظار غيث اللي كف عن البكي وهو يشوفها
واستبدلت صيحته لإبتسامه تلمع من شاف اخته تضحك والجاره تناقيها
قام على حيله وهو يمسح دموعه ونطق ببراءه ؛ ياعمه علميني كيف اهتم فيها واداريها؟
لجل ما تبكي مره ثانيه
الجاره ضحكت بخفوت وهي تمسح على كتفه
وبدت تعلمه كل شي وغيث مركز على ابسط النقاط اللي تقولها لمّا عرف كيف يهتم فيها ،
كبر وكبرت ريما وصارت تشوفه كل شي بحياتها امها وابوها وكل شي لها
استفاق من ذكرياته على مسكته لمقبض باب غرفة ريما
وفتحه بهدوء وكانت بسابع نومه بوقتها
تنهد بعمق وهو ينسحب لها
مسح على راسها بلطف وهمس بنبره خافته ؛ الطفله اللي بسبب ضحكه منها جبرتني اتعلم على الامومه من صغري ، صارت كبيره وانا ما ادري
قبلها على راسها بلطف وعدل عليها اللحاف وطلع من عندها ورد الباب وراه بخفه ،
انسحب لغرفة سمى وهو يحس انه بحاجه انه يشوفها
كان الباب مفتوح على الخفيف بوقتها
رده بهدوء وهو يشوفها معطيته ظهرها ونايمه بعمق ولكن بدون لحاف والغرفه بارده
انسحب لها بهدوء وهو يمرر اللحاف عليها
جلس على طرف السرير وهو يتأملها كيف نايمه وغامسه بأحلامها
ابتسم بعمق وهو يمد يديه بتردد وهو يمررها بلطف على خدها
انحنى لمستوى خدها وهو يطبع قبلته بلطف عليها
غمض عيونه بقوه وهو يستنشق ريحة شعرها اللي تخللت لجيوبه الانفيه مما اجبره يقبل خصلات شعرها بهدوء
ابتعد عنها من حس بحركه تبيّن انزعاجها بنومتها
لكن سرعان ما ارتخى جسمها ورجعت لنومها
قام من على طرف السرير وجلس لمستواها وهو يمد يمينه بخفه ويسحب ربطة شعرها من شعرها لشعُوره انه بحاجة لشي ياخذه منها ويبقى له وكأنه ياخذ منها حته تواسيه وتكون ملكه
ابتسم وهو يحط ربطتها على يمينه
وظل يتأملها لثواني معدوده ثم قام وهو يعدل اللحاف عليها وطلع من عندها
ورغم ضيقته وحزنه العميق الا انه حس وكأن اللي معانق ذراعه مواساتها له والسبب انه شي منها حتى لو انه بسيط عنده شي كبير
استفاق غيث من ذكرياته بإبتسامه طفيفه وحرك وهو يردف بنبرة أمل؛يا الله عسى مُقبل الايام تعويض عن صبري ,
,
امّا عند عناد اللي يعزف على البيانو بروقان وهو يتخيل ردات فعل عزيز المختلفه على اللي بيشوفه
يتخيل صياح قهر وغبنه الخ وهو مستمتع لأقصى درجه
وماهي الا ثواني وانطبع على يده بيت البيانو تحديداً اللي يغطي لوحة المفاتيح بقسوه
صرخ بقوه من حس بالضربه على اصابعه اللي كان يعزف فيها
سحب يديه بسرعه وهو يحس بألم شديد منها
ناظر عزيز بتحديق وغضب اللي يقابله بنفس النظرات ويمكن اشد وصرخ فيه بحده ؛كسر يد !
وش سويت يا مريض!
عزيز اللي همس من بين اسنانه بحده ؛وشوي فيك بعد الود ودي كسرت راسك!
وش اللي سويته بصالة تدريباتي!
ضحك عناد بإستفزاز ونطق ؛ عشان تحسب حساب الف مره قبل لا تدُوس على طرف غيرك!
عزيز اللي ما يشوف قدامه مسكه مع ياقته وهو يشد فيه ويضرب فيه على الجدار بقسوه وعناد يضحك بإستفزاز
اكثر وكأنه ما يحس بشي
ثواني وصرخ عزيز وهو يفلته ؛ وش اللي سويته لك من اليوم اللي جيت فيه لهنا وانت تكرهني!
وتناظرني بإستحقار ليمّا جاء اليوم اللي سمعت فيه عزفي وتغيرت نظرتك لي
انبسطت واخيرا ان نظرتك لي تغيرت وصرنا اصحاب
وش اللي تغيّر لحتى ترجع نفس اول !
عناد وهو يعدل قميصه ويوقف بإستعدال وبنبره ساخره ؛ لانك ما تستاهل مصاحبتني
وانت تلعب بذيلك من وراي ،
كنت تعرف اني احبها وجيت تبشرني عمدا بأنها بتتطلق عشان تخليني اشوفك وانت معها وتقهرني صح!
ثواني ورفع عناد حاجبه بغرابه من توسعت عيون عزيز بصدمه واعتلت ضحكته عليه
ثم نطق وهو يناظر بعناد ؛ غرت مني اجل!
عناد ؛ ليه لونك مكاني وش بتسوي!
تشوف حلم حياتك وحبيبة سنينك مع شخص غيرك
ومنهو بعد شخص تقول عنه صاحبك وش بتسوي!
تكلم!
عزيز اللي توقف عن الضحك ونطق بهدوء ؛ كل الناس اذا شفتهم معها غار منهم الا انا ياعناد الا انا
عناد نطق برفعة حاجب ؛ وليه ان شاء الله وش فرقك عنهم ؟
عزيز ؛ الفرق اني ولد عمك واخوها ياجاهل!
عرفت الفرق !
عناد انصعق من كلامه ونطق بعدم تصديق ؛ ولد عمي واخوها على مين تلعب!
شايفني بزر تضحك علي بتبريرك الغير منطقي!
عزيز بهدوء؛ وش اسمي؟
عناد ؛ عزيز
عزيز ؛ الكامل؟
عناد ؛ عزيز محمد؟
توقف عناد لوهله مصدوم ونطق بعدم إستيعاب ؛ اسم ابوك نفس اسم عمي!
عزيز ؛ وهذا الدليل يا شاطر
اسمي بالكامل هو عزيز محمد ال .. اخو سمى من الاب فقط وولد عمك بنفس الوقت
عناد ؛ شلون تعرف عنك سمى وحنا لا!
جلس عزيز بتعب على ظهر البيانو وبدا يحكي لعناد كل شي بالتفصيل
خلص وهو يناظر بترقب لردة فعل عناد على كلامه
ليردف عناد بنبره هاديه بعد صمته اللي طال وبحزن عميق على سمى وامها اللي كان شاهد على المها ؛ ياقو قلب عمي اللي قسى على قطعتين من قلبه فوق قسوة العالم عليهم!
عزيز تنهد بعمق وهمس بهدوء ؛ له اسبابه ياعناد
عزيز تنهد بعمق وهمس بهدوء ؛ له اسبابه ياعناد
عناد بحرقه ؛ وش اسبابه اللي تخليه يجفى وينسى!
وش اسبابه اللي تخليه يبخل عليهم بالراحه!
وش اسبابه اللي تخليه يحرمهم ابسط حقوقهم وهو الحُب والاهتمام والسؤال عنهم وش ياعزيز !
كل شي له تبرير ياعزيز الا تركه لزوجته وبنته يعيشون وكأنهم مقطوعين من شجره!
وش ذنب زوجته اللي سلبها من اهلها وحكم عليها بالسجن بين عائله ما رغبت فيها وقست عليها لدرجه صابها اكتئاب وانتحرت والسبب هم!
وش ذنب طفلته تتعذب وتعيش معاناه من الطرفين ما بين الاب اللي هاجرها ومابين الام اللي تشوفها كل يوم بحاله غير ومابين اهل ابوها اللي م يعترفون فيها ومتبرين منها!
وش ذنبهم ووش خطاهم لحتى يعيشون هالعيشه؟!
عزيز اللي طول ما يتكلم عناد وهو يحس بغصه فوق الحزن الدفين اللي بداخله همس بنبره حزينه وبقل حيله ؛ ماينفع الكلام يا عناد بشي زال وراح ،
الاهم نفكر بالجاي والباقي منهم
عناد ضحك بقهر ونطق بحسره ؛ ياقو قلب اللي ما شاف بعينه ولا عاش
عزيز رداً عليه ؛ وي معجل الناس بإصدار الاحكام
عناد اكتفى بأنه يناظره نظره بارده وهمس بنبره ندم ؛ اعتذر على اللي سويته لك ، لكن تبشر بالعوض
عزيز بتفهّم ؛ حصل خير ، يمكن لو انا مكانك بسوي ابشع من كذا
لكن ترفق ياعناد ترا الغيره تهدم اكثر من ماتبني
عناد بتزفيره ؛ تمهّلت بالغيره لين اوجعتني ، عبالك هان علي الاشهر اللي راحت وجودها مع غيث تحت سقف واحد لكن دست على قلبي على أمل انها تكون لي ، لكن من شفتها معك حسيت بأني فقدتها للابد وانت عارف اني اجهل من تكون يعني القلب مل الصبر ياعزيز
عزيز ربت على كتفه وهمس ؛ عسى الله يكتب اللي فيه الخيره ياعناد
ما ابي احبطك واكسر مجاديفك لكن ما ظنتي فيه أمل لك من ناحية سمى ، من خلال تواصلي معها بالفتره الاخيره ، اللي اتضح لي انها غضت النظر عن حُبها لك ويمكن محته من اعماقها حتى
عناد بصدمه ؛ لاتقول محاني ونبض لغيث؟
عزيز هز راسه بالنفي ؛ هذا اللي م اقدر أكده لك لكن حالياً م اعتقد لو تبيه م طلبت طلاقها منه
عناد زفر بإرتياح ؛ لا اجل فيه امل م علييك ، اقدر اخليها تسامحني ويرجع قلبها ينبض لي
عزيز ؛ الله يسهله اذا فيه خير لك ياخوي
عناد بهدوء ؛ آمين ,
..
..
على وقفتها بتمشي مسكتها مع ذراعها ورجعتها قبالها
ونطقت بفضُول وقلق ؛ وش اسباب السواد اللي خيّم على قلبك؟
وش هي اسباب تغيّرك وانعدام ضحكتك؟
ناظرتها نادين بنظره بارده خاليه من اي مشاعر ونطقت بتزفيره ؛ عمرك سمعتي احد يسأل الغيمه ليه رشت مطرها؟
سمى برفعة حاجب ؛ وش جاب طاري المطر والغيم وانا اسأل عن شي واضح؟
نادين بتنهيده؛ كنت اقصدك بس مدري شجاك من تالي صايره م تفهمينن
سمى ؛ ودامك عارفه اني صايره كمخه ليه م تجاوبين بوضوح؟
نادين ؛ وش تبيني اقولك اذا انتي بنفسك مو عارفه شي
سمى بقل صبر ؛ نادين اهرجي زي الناس الله يعافيك
نادين ؛ تعرفين عن نيران الحُب من بعيد؟
تعرفين العجز اللي يخليك تمتنعين عن الاعتراف له!
تعرفين وش تعني الغيره على شي مالك حق فيه!
تعرفين ياسمى تعرفين!
ما ظنتي تعرفين وانتي ماجربتي !
لو تعرفين كان فهمتي حُب غيث لك ، الحُب اللي بدون شروط لكن بينك وبينه حواجز كبيره!
بين حُب غيث لك وبينك حُبك لعناد!
لكن بيني وبين الشخص اللي احبه مو طرف ثالث ليته طرف ويهون لكن بيني وبينه شي اقوى شي يقتلني باليوم الف مره!
متأكده انه يحبك وانتي تموتين فيه وحلمك لو ترتبطين فيه لكن تضغطين على قلبك وتقسين لجل تنسينه وتشيلينه من بالك لكن تحلمين لغيره تنتمين وهالشي هو اللي مخيمّ سواده على قلبي
كيف لي نفس اضحك بعد ما غزى قلبي واحتلني وهل للقلب عوده بعد الاحتلال ما ظنتي يا سمى ما ظنتي
لكن بعد هاليوم لا تسأليني القلب فيه اللي يكفيه يا سمى لا تنبشينه وتخلين نزيفه يزيد دخيلك انسي وخليني اساعد نفسي لأجل تنسى
انسحبت من امامها ولا انتظرت منها حتى لو انه رد يواسيها اختارت الهُروب بعد الكلام اللي قالته بالاصح كلام قلبها واللي م عرفت كيف ترتبه لكنها اظهرته وخلاص
امّا سمى اللي حست بقلبها يتقطع الف قطعه على نادين اللي انكوت بنيران الحب مثلها وبسبب هالشي انعدمت ضحكتها وروحها المرحه تلاشت وكأنها ما كانت موجوده من الاصل همست بضعف ووجع متسائله ؛ ليه يسمُونه حُب وهو ينتشل روحك من اقصاها ويغيرها وبدال لا تسكنك البسمه منه تجتاحك توابعه من الم وغيره وحسره وضيق وفوق هذا تجبر نفسك على اظهار مشاعر ثانيه وكأنك تسلك لنفسك فيها وانت مكشوف من عيونك والالم اللي يكون متوسطها!
نطقت بأسى وبنبرة الم ؛اخ يا حُب سكن روحي ودفنها
ظلت كم ثانيه وهي تلحق نادين متجهه لقاعة محاضراتها واللي م تدري كيف لها نفس تحضرها ,

احباء تحت المطر ☔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن