39

1.6K 30 2
                                    

كيف قدرت تسترجع كل شي صار من البدايه للنهايه بسبب عزيز اللي ما كان حاس بالحزّن الدفين اللي داخلها
عزيز اللي استصغر سببها وظنّه تافه
مايدري انها كانت تحارب نفسها عشان تعيش
تحارب ذكرياتها عشان تنجو ،
تحارب عشان تطّلع نفسها من دوامّة الظلام وتغرق بالنور
تبي ترجع تحّب الحياه اللي كرهتها وحسّت مالها قيّمه من جديد
كان هذا سببها اللي استهان فيه شخص غريب
مسكت غصّتها وقامت من على الارض وهي تتفحّص نفسها بعمق
شافت دموعها المتحجره بعيونها واللي كانت بتهطّل لولا جيوش المقاومه اللي تكّونت من قوّه واراده داخلها
لتردف بنت السابع عشر من العمّر ؛ انتي قويه وبتتخطين
انتي اللي بتساعدين نفسك انتِي وبس
لا تبكين ولا تنهزمين ولا تنثرين دموعك اللي مازالت صامده لحّد اليوم
اصمدي زيها
كانت تشجّع نفسها بكلماتها المعتاده واللي حفظتها عن ظهر قلب وصارت تقولها لا اراديا
من كثر ما قالتها لنفسها
وهي جاهله عن عزيز اللي رجع من سمع طيحتها وصادف انه يشوف الشي اللي خلاّه يتجمّد
بمكانه من فرط القشعريره اللي حسّ فيها
ما حسّ بعمره الا وهو واقف عندها ويردف بنبرته الغريبه ؛ اتخذتيه علاج والا وسيله؟
ناظرت فيه وملامحها ابداً ما تتفسّر واردفت بنبره ابت الا تكون ضعيفه ؛ ما اظن بتفهم وش ما قلت لك
ممكن تتركني وتمشي؟
تأمل ملامحها وضعفها اللي ما ودها تبيّنه لحد حتى نفسها ونطق وهو يبتلع ريقه بعد ما فهم سببها زين حتى خيارها بدون لا تنطق فيه فهمه ؛ ابي اكون الوسيله اللي توصلك لعلاجك ، ترضين؟
ناظرته ببرود ولا اهتمت ماعاد تبيه اساسا يدربها ،
تحّس خلاص دامه شافها بهالحاله ماهي مضطره تشوفه من جديد
لانه خلاص بيكون هو من ضمن الاشخاص اللي بيذكرونها بضعفها كل ما شافته
واه من ثقل الشعور اللي تحّس فيه بذي اللحظه
رفعت راسها للاعلى وهي ماسكه نفسها بصعُوبه ومن بعدها مشت بخطواتها المبعثره بإتجاه شنطتها
سحبتها بعشوائيه تحت نظراته اللي مافارقتها ولا لحظه
محتار في امرها وتناقضها وترددها
هي من لحظات كانت تبيه يدربها المفروض تفرح
المفروض ما تتجاهله وتمشي وكأن اللي سمعته غير مرغوب لها
امّا هي نزعت معطفها من على خصرها وعانقت فيه جسدها
ناظرت فيه وكل ظنهّا انها النظره الاخيره لين عانقت نظراتها دفء نبرته وقت اردف لها ؛ افهم انك استسلمتي ؟ يعني ما راح تحاربين معي؟
كانت بتمشي لكّن استوقفها من نطّق بشي اجبرها تهتم له ؛ انا بعد اخترت الرقص عشان اهرب وانسى مثلك
ناظرت فيه بغرابه وكمّل كلامه ؛ اسف لاني كذبت عليك واسف لاني استهنت بسببك بعد
بس ما توقعت اني راح اواجه شخص بنفس وضعي
سكت لوهله واسترسل بكلامه وهو يمّد يده لها ؛ بتردين يدي والا بتوافقين تحاربين معي؟
اطالت النظر فيه وعيونها ابدا ما ارتفعت عن كفّه الممدوده لها ، ليّن تقدمت بخطواتها لحدّه واردفت ؛ بحارب ما اني ضعيفه عشان انهزم من اول فشّل
..
استفاق من سرحانه بذاك الموقف وقت انجبرت تقرصه مع خصّره وتردف بإنزعاج من كثر ما نادته ولا سمع لها؛ اللي ماخذ بالك يتهّنى!
ابتلع ريقّه بتوجّع وهو يناظرها بتعقيد ؛ وفيه غيرك تشوفين انه ماخذني؟
عضّت على شفتها وهي تهّز اكتافها بعدم معرفه ؛ والله مدري عنك العلم عندك
ابتسم من شافها تصّد عنّه وتبدا ترقص لحالها ومعطيته ظهرها بالكامل
جاء من خلفها تماما وهو يوازن حركات ذراعها مع الرقصه اللي لحدّ اليوم ماهي راضيه تتقنها من اول مرّه
حسّت بإحراج فضيع وتورّد ملحوظ من حسّت بأنفاسه اللي تلفح على عنقها بسبب قرب فكّه منها وهو يشرح لها
وهي ماتستمع له كامل تركيزها وانصاتها متحول للقرب اللي اعدم توازن ضربات قلبها بالكامل
تجمّدت بمكانها ولا تدري كيّف تحرر نفسها من هالقرب اللي بيقضي عليها لا محاله
وما انقذها الا صوّت الاشياء اللي تنرمّي بأقوى ما عندها
افتزعت بذات الوقت اللي افتزع هو فيه وحررها من مسكته
ناظروا بعضهم بتوتر وخوف ومن بعدها اردف هو بهدُوء ؛ خليك هنا وانا رايح اشوف
هزّت راسها بالايجاب امّا هو على طول طلع وتوجّه لمصدر الصوت اللي كان جاي من استديو عناد
فتح عليه الباب وانصدم من هدوء المكان
ابتلع ريقه ولوهله حسّ انه يتوهّم وان اللي سمعه من وحي خياله
ناظر عناد وجهه المخطوف وملامحه الغريبه واردف بهدوء ؛ عزيز فيك شي؟
هزّ راسه عزيز بالنفي واردف ؛ لا ، انت فيك شي؟
هزّ راسه عناد بالنفي ونطق عزيز بنبره غريبه ؛ سمعت صوت تكسير ورمي من شوي جاي من هالصوب
متأكد ما فيك شي؟
ابتسم عناد وهو يشغّل المقطع ويوريه له ؛ قصدك ذا؟
هزّ راسه عزيز بالايجاب ونطق عناد بإعتذار ؛ اوه ما عليش شغلته وانا ما انتبهت اني شابكه بالسماعه
اسف
تنهّد عزيز براحه واردف ؛ لا ما عليك دام الموضوع كذا ، اهم شي انك بخير خفت والله انك معدم هالمكان وصاير معك شي لا سمح الله
ابتسم عناد لإهتمامه ونطق ؛ تطمّن مافيه شي المهم ارجع لها اكيد خافت وتعذّر لها منّي
هزّ راسه عزيز بالايجاب وطلع من عند عناد اللي رجع ينشغّل بالكلمات اللي يكتبها
واول ما رجع لـ صالة التدريب استقبلته ليليان اللي بدّلت ملابسها بشكل سريع وجهّزت نفسها للرجعه
ناظرها بضحكه واردف ؛ ليكون بتهربين؟
ناظرته بتخّوف واردفت ؛ ليه تبيني اجلس هنا بعد اللي سمعته؟
لا حبيبي برجع لبيتنا
مسك يدها يطمنّها ونطق ؛ هذا كان عناد الله يهديه شغل مقطع وهو ناسي انه شابك جواله بالسماعه
يعني ما فيه شي يخوّف
ناظرته بصدمه واردفت ؛ صادق ؟
هزّ راسه بالايجاب ونطق ؛ بس اذا تعبتي او تحسين ان مالك خلق عادي نوقف لليوم
ابتسمت بخفّه ونطقت ؛ تبي الصراحه ال..
قاطعها من اردف بإبتسامه ؛ كنت عارف انك تجبرين نفسك ومالك مزاج للرقص اليوم من البدايه بس حبيّت اجاريك للأخير
وبما انك خلاص جهزتي انتظريني راح ارجعك للبيت بنفسي
هزّت راسها بهدُوء.. وجلست تنتظره لين يرجع
مرّت بضع دقايق ورجع لها واخذها معه وطلعو من المقّر بالكامل بنفس وضعيتهم من دخلّوه .
,
.
امّا عند عنادنا اللي يحّس مو قادر يطلع معه كلمات تفكيره مشتت كليا ويحس باله ابداً مو معه ،
باله صوبها وكيانه كامل مشتت فيها وش يريّح قلبه ويطمّنه عليها
ما شعر بعمره الا وهو يترك القلم عنه ويقوم من مكانه
سحب جواله وطلع من المقّر بالكامل
وكأن تعذيبه لسيّاف يمّر امام عينه الحين
وكأن الزمن يدور عشان ينتقم لسيّاف منه
ويجّرب نفس مرارة شعُوره
شوقه ولهفته وصعب شوفته لهَا واخ من هالشعور المرّ لطّب قلب المُحب لحبيبه
ركب سيّارته وحرّك وهو ناوي على شي يمكّن راح يندم عليه لكّن ما يهمّه المهّم تقّر عينه ويرتاح قلبه
بعد مسافة الطريق توقّف امام بيتهم
جلس ينتظر لبعّض الوقت بسيارته،
لحَد ما نزل منها واستند على سيّارته وعيُونه صوب شرفة غرفتها
يتمنّى انها تطلع وتجلس بمكانها زي عادتها
انتظر وانتظر وانتظر وما استفاد من انتظاره شي
ما طلعت ولا مرّ طيفها عليه حتّى
سكنه الضيّق وهو يطّلع جواله ويصّور شرفتها من بعيد
وقرر ينزّلها بحسابه العام واللي يعرفه كامل جمهوره
عدا ريمَا وكتب تحتها ؛ لي معاها قبل ما تغرب حياة ،
ليتها يوم غابت ما خذت قلبي معاها
تنهّد بحزن وهو يركب سيارته ويحرّك على طلعة ريما لشرفة غرفتها
وهي تتأمل ما حولها بإبتسامه لحّد ما طاحت عينها على مقفّى سيارة عناد اللي توهّا حرّكت من امام بيتهم
لوهله حسّت انها تتوهم لين ما شافت اللوحه وقرت رقمها
ابتسمت بحزّن واردفت ؛ وش جابك ياعناد وش اللي خلاك تمّر دار ما تبي اصحابها؟
سكتت لوهله وكملت بضيق على افكار مخيلتها اللي توهمّتها ؛ والا حنّ قلبك لسماها وجيت تشوفها!
كانت تقصد سمى اللي للحين نار الغيره منها تأكل وتشرب معها حتى لو شافت عناد يضحي بعمره عشانها مستحيل تستوعب انه يحبّها ونسى سمى
للحين قلبها مو راضي يزيل هالشي من داخلها
افكارها وقرارتها تتمحور حول هالدائره الضيقه اللي رسمتها لها
وليتها بس تحرر نفسها من هالدائره كان ابصرت حُب عناد لها
,
.
..
مرّت ست ايام وجاء صباح الوقت المنتظر لبطلتنا نادين ،
يومها المنتظر ، يوم زفتّها للشخص اللي نبض له قلبها وميّزه عندها عن الكل ،
من حماسها ما عرفت كيّف تنام وحلّ عليها الفجّر ولحد هالوقت ما نامت
قامت وصلّت فرضهَا ورجعت جلست على سريرها
اخذت جوالها وبدون تردد دقّت على عمَاد اللي من فرط حماسه نام من بدري بعكسها هي
ازعجه صوت جواله وقام من نومه
سحبه ورد بدون لا يشوف مين ؛ هلا ماخذ اجازه اليوم ماني جاي
جاه صوتها من خلف سماعته وقت اردفت له بعد ما عرفت انه يكلمها بنّص نومه ؛ ي كيس النوم قوم صلّ الفجر اذن
فتح عيُونه وردّ بعد ما استوعب صوتها ؛ نادين !
وش عندك من فجر الله تصحيني ماهي بعوايدك!
ليكون مانمتي؟
ابتسمت بخفُوت واردفت بمزح ؛ لا واضح انا الوحيده اللي متحمسه ليومنا لدرجه ما جاني النوم
امّا انت وكأن هاليوم يوم عادي نايم مثل الدجاجه!
اردف بتعقيد ونصف ابتسامه ؛ يعني عشاني نمت اطلع ماني متحمس ليومناا
من وين جت ذي ؟
وبعدين تبيني اقابلك بهالاتك السودا!
لا شكلي بأجل زواجنا اخاف تنامين علي بنصّ الزفه!
رفعت حاجبها واردفت ؛ مب على كيفك قوم بس صلّ وانا بنام الحين
توسعت عيُونه واردف ؛ خير خير وش تنامين الحين
عز الله ما قمتي الا الساعه 12:00 بالليل
تبينهم يزفونك لي ببجامتك؟
ضحكت وهي تتخيّل نفسها ؛ عادي وش فيها الزواج عائلي
لو بجيك ببجامتي مامن فرق
تصدق فكره زينه بلاها فستان ابيض
وحتى مكياج وذي الخرابيط ما فيه
بجيك زي ما انا بصير اول عروسه كذا
هزّ راسه بأسى واردف ؛ اقول نامي بس نامي الله يخلف بس
ضحكت بخفوت واردفت ؛ تكفيني سبع ساعات ما عليك
المهم قم صلّ فرضك وارجع كمّل نومتك ونتلاقى بزفتنا ي حبيبي
ابتسم بخفُوت ؛ الله يتمم لنا على خير ياقلبي
ابتسمت واردفت ؛ آمين يارب
قفلت منه وحطّت منبه لها على الساعه 11:30صَ، عشان يصحيها ونامت
وامّا عماد قام من نومه وتوضى وصلّى فرضه ورجع ينام ويرتاح لكّم ساعه ويقوم
***

احباء تحت المطر ☔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن